صنعاء 19C امطار خفيفة

يقولون ليلى...

يقولون ليلى بالعراق مريضة! عجبًا تعبيركم أخطأ وصف من به مرض سقام... أفيدكم علمًا إن كنتم بعد لا تدرون لا تعلمون، فليلى ليست بالعراق مريضة عليلة، رجاء ركزوا معي العليلة حتى الثمالة ليلى اليمانية من اليمن السعيد... تصوروا كيف يجمع الله بين عسرين، كيف يجمع بين نقيضين فد ظنا ألا تلاقيا، لكن حكمة المولى جمعت بين العلة والسعادة في بوتقة واحدة... ألقت بثقلها على ما تبقى من جسد ليلى اليمانية ذات الجسد المنهك العليل،

ولله في خلقه شؤون.. يمننا العليل قد تجمعت أساطين طب العوالم تبحث بعمق علها تجد أسبابًا تفسر عمق مرض ليلى اليمانية... كل علماء الاقتصاد السياسي والتطبيقي، علماء الإحصاء وتحليل بياناته على جداول تفسر ما أخفق فيه علماء الاقتصاد وسواهم من المحللين اقتصاديين وماليين وإحصائيين وعلماء المقارنات... ليبقى السؤال لماذا هذا التيه؟ ولم أعيى مرض ليلى اليمانية العالم كله، ناهيك عن نخبه السياسية والاقتصادية ومن لف لفهم...؟
إنه اليمن القابع تحت قوارض الفصل السابع ومطارقه التي ترج الرأس رجًا ولا تهزهزه... ترى هل يكمن السبب هنا لنجد معجزة تفسر حالة الإرباك والمرض الذي يطحن اليمن السعيد وشعبه الكريم لعل وعسى نجد تفسيرًا لحالة ليلى اليمانية التي قتلت شعبه، وحيرت كل مدارس التحليل والتفسير الاقتصادي، رأسمالية اشتراكية باهوتية تستقي علمها من إمامها الباهوت الرجيم، أم أن المشكلة تكمن في مكان آخر، أم تراها تكمن في كمين من كمائن لعبة الأمم التي خرج منها سليمًا الأخ أحمد علي عبدالله صالح الذي تشرف بالبقاء فيه ردحًا من الزمن حتى أتته ليلة القدر التي نرجوها لليلى اليمانية، وأظنه سيبارك ذلك وهو يستعد لمعارك قادمات، أم أن تفسير ما تعانيه ليلى اليمانية بحاجة لمعجزة تكمن في أحشاء علم لوغاريتمات اللجنة الرباعية الموكول إليها ملف أزمة اليمن، وقد سلمته بقضه وقضيضه لمبعوثي الأمم المتحدة ووكلائها، وباتوا عبره يتعيشون ويغدقون الإفادات الدورية لمجلس الأمن، عن حالة ليلى اليمانية، دوريًا، وهي إفادات مكررة لا تسمن ولا تغني اليمن من جوع.
إذن، يبدو الأمر في مكان آخر نستطيع عبره أن نجد تفسيرًا كافيًا... نعتقد أن وراء الأكمة ما وراء الأكمة!
إذن، لنسأل ونتساءل ترى من له فائدة عظمى في أن تظل بلادنا تدور ضمن حلقة مفرغة تشابه تمامًا حلقة الفقر المغلقة التي نكتشف بعد إهدار الكثير من الجهد والوقت والموارد، أننا عدنا لبداية النقطة التي انطلقنا منها، لنجد البلاد ماتزال ترزح تحت خط الفقر إن لم تزدد الحالة سوءًا.
والسبب يفسره تضارب الصلاحيات من جانب، ومن جانب آخر تتعلق بنقطة الانطلاق التي لا توفق بوضع سلم أولويات ساعة الانطلاق في عملية التنمية الشاملة التي غالبًا ما تتم تحت ظروف عدم الاستقرار بالمعنى الشامل لهذه الكلمة، مصحوبة برؤوس تتنازع السلطة، المؤدي لعدم الاستقرار، العدو الأول لأية خطة اقتصادية لها شروطها المالية والإحصائية، وعوامل كفاءة الإعداد والتنفيذ حسب جداول بيانات وتدفقات تمويل وأجواء تساعد على خط سير غير متقطع.
إذن، ليلى ليست مريضة فقط بالعراق، إنها أسيرة أنظمة تدير الأمور بما لا تشتهي شروط خطط التنمية، لنكتشف نهاية المطاف بعد هدر الموارد المالية وغيرها، أن العلة كامنة في هيكل وعقل وآليات عمل أجهزة دولة أو شبه دولة، أو ضمن مسرحية رديئة النص والإخراج والتمثيل، وتكون النتيجة فشلًا ذريعًا للعرض المسرحي، مما يدفع الجمهور للمطالبة بإعادة ثمن التذاكر التي دفعها ثمنًا لعرض باهت وإخراج عليل يماثل تمامًا ما تقع تحت ظله كثير من تجارب التنمية التي مرت بها بلدان العالم الثالث المضطرب غير المستقر، ومنها بالتأكيد بلدنا العزيز الذي ظل ومازال يرزح تحت مظلة مثقوبة لحالة تعرف بحالة اقتصاد الحرب، مفهوم التنمية فيها وعلاج حالة ليلى اليمانية العليلة بحاجة لأدوات وآليات تنمية ونمو تختلف جذريًا عن الحالة البائسة التي تعيشها بلادنا، وتعاني من تبعاتها وتراكماتها السيئة حالة ليلى اليمانية العليلة التي يزداد عياها يومًا بعد يوم، أمرها وإنقاذها من حالة التردي والموات بحاجة لكنسلتو، فريق خبراء سياسي اقتصادي مصرفي مالي، تحت مظلة مرحلة محمية بتفاهمات متعددة الأبعاد والمضامين محليًا وإقليميًا ودوليًا، وعدا ذلك ضحك على الذقون.

الكلمات الدلالية