تعز.. وأكثر..
في بيت كل منا.. تعز.. حبنا الأزلي وهوانا..
حرف تفتقت به ألسنتنا البكر.. وتعلمناه..
معادلة كيميائية.. مسألة رياضية.. قانون فيزياء..
استعارة مكنية ماتزال عالقة بالوجدان.
لغة منمقة وفصاحة وبلاغة..
درس فقهي.. ونص فلسفي مايزال يرن في الأذهان.. نشيد وطني يشنف الأسماع.. ويشحذ الهمم..
لحن يدغدغ الفؤاد.. ونغم يأسر الروح ويأخذ بالألباب..
أيقونة الثقافة المائزة..
وقصيدة نثر تستوطن الشغاف..
وفي كل موقع حراسة لا تنام..
ذلك بعض ما جادت به، وماتزال، قريحة المعلم اللبق ذي الذهنية الفريدة..
القادم من ريف تعز الولادة..
ومن الحالمة مدينة الثقافة والفن والعلم والأدب..
وفي بيت كل منا تحضر الجميلة البهية الأنيقة تعز على هيئة خارطة طريق..
ولوحة متموجة الألوان.. مكتبة منضدة تحفل بشتى الكتب في مختلف العلوم والفنون والمعارف والآداب.. بكينونتها وببصماتها وآثارها الماثلة..
وتحضر على هيئة ترياق في حبة دواء..
وقارورة ماء مصفى.. وسفرة طعام شهي.. سترة وقميص.. وساعة معصم..
وقطعة حلوى تفننت بصناعتها
يد تعزية ماهرة..
"لوجستيك" وتجارة.. وبيوت أعمال تذخر السوق وترفد البلد بسبل العيش..
وماتزال.. في بيت كل منا تعز.. تعيش معنا وترافق حياتنا.. وتحف سيرنا..
وتأخذ بأيدينا..
وتفك كل معضلة تشاكس وتواجه أعمالنا وشؤوننا اليومية..
وإذ نخرج إلى شوارع مدننا المترامية.. وإلى جهات ومؤسسات ومرافق أعمالنا
وإلى الفضاء العام.. بكل تفاصيلها
وبكل احتشاداتها تقابلك تعز ذات الوجه الصبوح المنور والخبرة الفريدة المتفردة.. في كل زاوية ومنعطف وزقاق..
بل في كل مكان وبكل ناحية واتجاه تجدها مندغمة في تفاصيل حياتك..
وفي كل دقائق وقتك..
يستقبلنا، بوجهه البشوش ولهجته المحببة، السائق الماهر.. والأستاذ النابغة.. ويأسرنا بروائح الطهي والطباخة "الشيف" البارع المتفنن..
ويقيل عثراتنا المدرب المحترف..
والمهندس المتمكن..
ويأسو جراحاتنا الطبيب الحاذق المتخصص..
تلك هي بعض ملامح تعز الجامعة..
وكما هي هنا.. تجدها، أيضًا، هناك..
خارج الحدود.. وفي أعالي البحار..
مسافرة بكل أصقاع الأرض..
فاردة عضلاتها.. يد عاملة..
وعقول تنتج وتبدع وتبتكر..
...
وعلى رغم ما تعيشه اليوم من معاناة عطش وحرمان واختلالات وآلام وتوجعات، نثق كثيرًا أنها، لا بد، ستتعافى عما قريب إن شاء الله..
وليس آخرًا..
وبعيدًا عما قد يبدو من نرجسية نوجز:
هي الأبجدية الأولى للبلد..
وهي فاكهة الشتاء للأرض السعيدة..
نحبها كثيرًا..
ولا غنى للوطن ولا لنا عنها..
تعز.. رمانة الميزان وحاضرة اليمن..
الكريمة الولادة المعطاءة.. دون مَن.