صنعاء 19C امطار خفيفة

التوسع الإسرائيلي في المنطقة

كثير من الدول العربية تمر في أوضاع عصيبة بسبب الفتن الداخلية والتدخلات الخارجية في شؤونها مما يتسبب في تقسيمها إلى أقاليم متنازعة ما لم تدرك الأنظمة السياسية وتدرأ خطورة ما يجري من أحداث متسارعة في المنطقة.

ما زاد الطين بلة، أن جيش الكيان الإسرائيلي أصبح يطوق مساحة 85% من قطاع غزة، ويحشر جميع الغزيين في المساحة المتبقية التي لا تزيد عن 15%. ويقوم الطيران الإسرائيلي على مدار الساعة بقصف المدنيين فيي أماكن توزيع الغذاء والمساعدات الإنسانية. وقد بلغ عدد الأطفال المتضررين 950 ألف طفل عرضة للموت من الجوع والعطش، حسب إحصاء المنظمات الإنسانية، كما تتعرض الضفة الغربية يوميًا إلى اعتداءات الجيش الإسرائيلي الوحشية على أهالي الضفة، وطردهم من مساكنهم، وكذا اعتداءات المستوطنين اليومية على الأهالي وطردهم من أراضيهم وضمها إلى مستوطناتهم بحماية الجيش الإسرائيلي.
حقًا، إن ما يحدث في القطاع والضفة يعتبر جرائم إنسانية، وعربدة إسرائيلية أمام انظار الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، وجميع الاتحادات والمنظمات الدولية والإقليمية، التي لا تحرك ساكنًا سوى بتقديم شجب وإدانات، ويعقبها تدفق المساعدات من دول غربية، في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية، لإسرائيل، للأسف الشديد.
وتبذل الولايات المتحدة حاليًا مساعيها في البحث عن دول أخرى لإقامة الفلسطينيين في إندونيسيا، وماليزيا، والصومال، وإثيوبيا، وليبيا، مقابل دعم أميركي لها.
من الجدير بالذكر، إن إسرائيل تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يطمح لقيام مشروع صناعي في قطاع غزة، ناهيك عن إقامة إسرائيل شق "قناة بن غوريون" المنافسة لقناة السويس ربما في شمال القطاع. ولن يكتفى الأمر إلى هذا الحد، وإنما محاولة الضغط الأميركي على الدول العربية للتطبيع الإبراهيمي الذي سيؤدي إلى التوسع الإسرائيلي في المنطقة وفقًا لصيغة خريطة الشرق الأوسط الجديد، وفي أهم منطقة استراتيجية في العالم، والخشية كل الخشية أن تطال يد إسرائيل دول المنطقة كلًا على حدة، تحت ذرائع شتى.
حقيقة الأمر، إن إسرائيل تم غرسها كأخطبوط في المنطقة من قبل الدول الغربية، لتحول دون قيام الوحدة العربية، أو أي مشروع يجمعها، فضلًا عن الهيمنة على مقدرات وإمكانيات الدول العربية، والحد من أي قوى عالمية أخرى للمنافسة. وتنفذ في هذا المقام توجيهات مرسومة من قبل اللوبيات الصهيونية.
وفي سياق آخر، إن إسرائيل تقوم بانتهاكات صارخة يوميًا على كل من الأراضي السورية واللبنانية، كما تحتل حاليًا جزءًا من جنوب سوريا حتى جبل الشيخ، وتتدخل في الشؤون الداخلية للأراضي السورية، و اللبنانية، بدون رادع.
في حقيقة الأمر، إن الأوضاع في ليبيا، والسودان، والعراق، والصومال، واليمن، وتونس، غير مستقرة سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا. وأصبحت عرضة للأطماع، والتقسيم، والاستهداف، وشعوب استبد فيهم الثالوث الرهيب: الفقر والجوع والمرض.
صفوة القول، إن العرب في انتظار اجتماع 28-29 يوليو الجاري (2025م)، في الأمم المتحدة، في نيويورك، برئاسة السعودية وفرنسا، وحضور جمع غفير من المسؤولين يمثلون الغالبية العظمي من الدول والمنظمات الدولية والإقليمية، بشأن الاعتراف بـ"حل الدولتين": فلسطينية، وإسرائيلية تعيشان جنبًا الى جنب بأمن، وسلام، واستقرار، إلى جانب الاعتراف بدولة فلسطين كعضو رسمي في الأمم المتحدة، وأجهزتها المختلفة، وعاصمتها القدس الشرقية.. وقد تجاوز مؤخرًا اعتراف 135 عضوًا بحل الدولتين من مجموع أعضاء الأمم المتحدة الـ193. وثمة بارقة أمل بأن يزيد عدد الأعضاء المؤيدين الى أكثر من 165 عضوًا. وعلى الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية، ألا تقدم على استخدم حق الفيتو (النقض) في مجلس الأمن.
فالاعتراف بحق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، يعتبر أساس السلام في المنطقة.

الكلمات الدلالية