صنعاء 19C امطار خفيفة

هل وكيف ومتى سنعود يا صنعاء؟

اللهم لا حسد..

الزائر للقاهرة في مصر، وربما لإسطنبول في تركيا، وحتى الرياض أو جدة في السعودية، وغيرها من المدن التي يتمركز فيها أبناء اليمن، خلال السنوات الأخيرة، وقد يحظى بتلقي دعوة من شخصية عامة، أو يتسنى له حضور الاحتفال بمناسبة سعيدة، لا شك أنه سيفاجأ بعدد كبار موظفي ومسؤولي اليمن المدنيين ونواب شعبه "الشرعيين" ورجال الأعمال اليمنيين الذين يبدو جليًا أن مقامهم قد استقر بهم مؤخرًا خارج اليمن، ولم تعد تظهر عليهم علامات الضيوف أو الزائرين أو اللاجئين الذين فروا من بلادهم بسبب الصراع على السلطة أو الحرب، وينتظرون العودة إلى "أرض الوطن"!

استقر بهم مقامهم لدرجة توحي معها تصرفاتهم بأنهم استوطنوا أو أصبحوا مواطنين في بلد الغربة الذي اتخذوا منه وطنًا بديلًا، ولم يعودوا راغبين في العودة إلى اليمن، وإلى مشاكل وهموم اليمن الاعتيادية!
استقر بهم المقام إلى درجة أنهم يتصرفون بحرية تامة وكأنهم من كبار مسؤولي وأعيان وشخصيات ورجال أعمال البلد الذي يستضيفهم ويجبرهم على تجديد تصاريح إقاماتهم من وقت لآخر!
استقر بهم المقام إلى درجة أنهم لا يخجلون من التباهي بترتيب مناسباتهم في قاعات فخمة وفنادق فاخرة، ومن التنقل بسياراتهم الثمينة الجديدة المستوردة من الخارج بعشرات الآلاف من الدولارات الأميركية أو الريالات السعودية، وعليها لوحات دبلوماسية أو مؤقتة أو حتى خاصة!
هؤلاء يبدو أنهم تخلوا حتى عن حلم أو حق استعادة الدولة والعودة إلى ممتلكاتهم وأقاربهم داخل اليمن.. وكأنهم قد اكتفوا بواقع الحال، وبما توفر لهم خلال غربتهم، وقد تناسوا أو تجاهلوا أن الملايين من أبناء وطنهم يتطلعون لعودتهم ولوضع حد لمعاناتهم المستمرة منذ قرابة عقد من الزمان!
والسؤال هنا: هل يشعر هؤلاء بآلام اليمن الذي تصفه التقارير الدولية وتعتبره الأمم المتحدة من الدول الأشد فقرًا؟ وهل يشعرون بمعاناة الشعب اليمني اليومية، وبخاصة العاطلين منهم والنازحين في الداخل والموظفين الذين لا يتقاضون أجورهم أو مرتباتهم بانتظام -معاناتهم- في سبيل توفير لقمة العيش لمن يعولونهم، وقد تخلى عنهم ولاة أمورهم؟ هل سمع هؤلاء عن شعبهم الذي يموت جوعًا كل يوم بدون تغطية إعلامية ملائمة، أو حتى هل سمعوا عن شعب غزة الذي يموت جوعًا وقد ناله ما ناله من الاحتلال الإسرائيلي؟
وأخيرًا، هل تربط عامة اليمنيين في الداخل والخارج علاقة بهؤلاء الذين يحتفلون ويرقصون ويغنون ويدفع بعضهم فاتورة عشاء بعشرات وربما بمئات الآلاف أو ملايين الدولارات؟!
ولو جاء يوم.. وأجبرت الظروف الصعبة هؤلاء إلى العودة إلى وطنهم الأم وشعبهم الطيب، هل سيقبلهم ويؤويهم؟ وهل سيرحب بهم شعبهم؟

الكلمات الدلالية