صنعاء 19C امطار خفيفة

فعاليتا تأبينٍ وإحياءٍ لأربعينية فقيد الوطن والقصيدة الشاعر ياسين البكالي في صنعاء والقاهرة

2025-06-27
فعاليتا تأبينٍ وإحياءٍ لأربعينية فقيد الوطن والقصيدة الشاعر ياسين البكالي في صنعاء والقاهرة
فعالية تأبين البكالي في القاهرة( منصات التواصل)

في صبيحة حزينة، ازدحمت القلوب في المركز الثقافي بصنعاء، واصطفت الكلمات باحترام أمام ذاكرة شاعرٍ رحل مبكرًا، وترك في ضمير القصيدة ما يجعل غيابه حضورًا لا يغيب. 

 
حيث أقيمت اليوم فعالية تأبين وإحياء أربعينية فقيد الوطن والقصيدة الشاعر الكبير ياسين محمد البكالي، تخليدًا لمناقب الفقيد وتكريسًا لملامح مسيرته الإبداعية في محراب الشعر.
 افتُتحت الفعالية بتلاوة عطرة بآي من الذكر الحكيم من الشيخ صابر النوفاني، أعقبتها أنشودة الوطن الحزينة، فبدت القاعة كأنها تحتضن الوطن نفسه وهو يبكي أحد أبنائه المبدعين.

فعالية أربعينية البكالي في صنعاء(النداء)

وفي الفعالية، التي حضرها جمعٌ كثيف من الشعراء والأدباء والكتاب والمثقفين، أشار الأمين العام المساعد لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، الدكتور عبدالكريم قاسم، إلى أن الفقيد ياسين البكالي لم يكن عضوًا في الاتحاد فقط، بل كان ضميرًا حيًا فيه.
وأضاف: "لقد خسرنا شاعرًا لم يكن يرى الشعر ترفًا لغويًا بل أداة لتطهير الوجدان".
 
وأكد قاسم أن الشاعر الذي درس في قسم الفلسفة بكلية التربية جامعة صنعاء، انعكست دراسته على سجيته الشعرية في تناغم أدبي فلسفي بديع، جعله فيلسوف شعراء جيله بلا منازع.
وأشار إلى أن دواوينه تحمل أشياء كثيرة من ضمنها حديثه عن الموت، "وهذا دليل على ما يحمل من فلسفة في فكره عن الموت وعن التصوف".

 

واستعرض علاقته مع الفقيد منذ أن كان طالباً في قسم الفلسفة، ونقاشهما حول الزهد باعتباره بوابة للحرية، مؤكداً أن طلاب الفلسفة يجب أن يتخرجوا مفكرين ومبدعين بعيداً عن المناصب التي لا تساوي شيئاً أمام الإبداع.. مشيرا إلى أن الراحل كان يتمتع بالكثير من السجايا والمزايا، فقد كان كريماً وسخيا في تعامله مع أصدقائه وزملائه بشهادة الجميع.
نجلاء ابنة الفقد البكالي( النداء)
وفي كلمة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع صنعاء، توقف نائب رئيس الاتحاد جميل مفرح أمام مناقب الفقيد وإسهاماته الأدبية.
وبيّن أن المكانة العالية التي حظي بها الفقيد في محفل الشعر والأدب ليست إلا ترجمانًا صادقًا لما قدمه من إنتاج أدبي كمًا ونوعًا.
وقال: "تجربة الشاعر ياسين البكالي تجربة متفردة في عوالمها الابداعية؛ فهو شاعرٌ غزير الإبداع وكريم العطاء، مبدع ومجيد ومبتكر بالمعنى الحقيقي لمفردتي: مجيد ومبتكر".
وأضاف: "سيظل شعر ياسين البكالي وإبداعه حاضرًا ومحلقًا في أعالي وذرى محطات الإنتاج الإبداعي اليمني والعربي على الدوام".
 
كما تطرقت كلمتا أصدقاء الشاعر ومحبيه، الدكتور عبدالجبار الوائلي والشاعر محمد الجرادي، إلى الرصيد الزاخر للفقيد في الحقل الثقافي والأدبي.. معتبرين إقامة الأربعينية تعبيرًا عن الوفاء والحب لهذه الشخصية الإبداعية التي أثرت الساحة الأدبية برصيد وافر من العطاء في مجال القصيدة المبنية على مداميك الحرية والمحلقة في مدارات الدهشة والموشحة بالألم والأمل.
وأكدت الكلمتان أن الشاعر "لم يكن يكتب لنا، بل يكتبنا.. لذا حين مات، شعرنا أننا انكمشنا في ظل قلمه".
 
وفي كلمتين مؤثرتين، تحدث كل من وديع ونجلاء، نجلي الشاعر، عن والدٍ لم يكن أبًا فحسب، بل كان صديقًا ومعلمًا وسندًا، وأكدا أن والدهما الفقيد علّم أولاده أن الكلمة موقف، وأن الشاعر لا يساوم على صوته.
نهى ابنة الشاعر البكالي(النداء)
وسردا بعض مناقب الفقيد، ومقتطفات من شعره.. معتبرين الحضور اللافت في الفعالية يعبر عن حالة الاعتزاز بهذه الشخصية التي جمعت هذه الكوكبة من المثقفين والأدباء والشعراء والكتاب والصحفيين وأقارب الفقيد ومحبيه.
 
وألقيت في الفعالية قصائد للشعراء محمد الأبارة، ويحيى الحمادي، وبديع الزمان السلطان، تناولت جميعها مناقب الفقيد وشذرات من سيرته الفنية والاجتماعية. وتناولت القصائد بنبرة رثائية حديثاً مفعماً بالأسى على الفقيد الكبير الراحل.
الشاعر يحيى الحمادي( النداء)
كما ألقيت في الفعالية من ابنة الفقيد نهى ياسين، والطفلين ثامر الجبل ورهف الشولي، قصائد للفقيد نالت استحسان الحضور.
 
وحفلت الفعالية، التي قدمتها الإعلامية المتألقة عبير الزوقري، بمشاركة عربية لافتة، من خلال كلمات وقصائد رثاء، قدمها عدد من الأدباء والكتاب العرب، تناوب مجموعة من الأدباء على استحضار مواقفهم مع الفقيد.
قدم المرثيات الشاعر والأديب السعودي رئيس مجلس إدارة نادي الباحة الأدبي حسن الزهراني، والشاعر والأديب السعودي تركي المعيني، والشاعر والأديب السعودي علي بالبيد، والسفير الدكتور علي عجمي - المركز العربي الأمريكي للثقافة والفنون، ومؤسسة ومديرة غرفة ١٩ لبنان – أمريكا الكاتبة إخلاص فرنسيس.
تطرقوا فيها إلى مكانته الهامة في المشهد الشعري العربي وإسهاماته في الحياة الثقافية عامة، مؤكدين على أهمية دراسة إبداعه الشعري بقراءات تليق بموقعه الهام في الحياة الأدبية والثقافية بما يخلد ذكراه ضمن أهم الشعراء والكتاب الذين تركوا بصمات واضحة على المشهد الشعري والثقافي اليمني خصوصاً والعربي عموماً.
وديع نجل الفقيد( النداء)
تخلل الأربعينية عرض لمسيرة الفقيد، استعرض محطات من حياة الفقيد، مشاهد لم تُرَ من قبل، وصور لمواقف إنسانية كانت تخفى خلف تواضعه رغم سيرة الحافلة بالعطاء.
كما عرضت نماذج من أعماله الإبداعية، بالإضافة إلى توزيع كتاب خاص عن الفقيد حمل عنوان "حين يغدو الرحيل وطنًا" سلط الضوء على أبرز محطاته وسيرته الذاتية ومناقبه وإسهاماته وموروثه الثقافي والأدبي، إلى جانب استعراض مرثية مسجلة للإعلامية المبدعة عفاف ثابت.

 

واختُتمت الفعالية بتكريم رمزي عرفانًا بدور الشاعر ياسين البكالي كصوت حر وكاتب مقاوم.
جانب من المتحدثين( النداء)
وقال الشاعر والأديب محمد إسماعيل الأبارة، رئيس لجنة الإعداد للفعالية في تصريح لـ "النداء" إن وفاة الشاعر ياسين محمد البكالي، ستترك فجوة كبيرة في المشهد الشعري والفكري اليمني والعربي.
وأشار إلى أن تنظيم الفعالية، محطة حب وعرفان لرجل عاش بالشعر وللشعر، وكان وجهه مرآة للصدق وروحه موئلًا للسمو.
وتابع: " نحن لا نرثي ياسين، بل نرثي في أنفسنا العجز عن قول ما يليق به. لقد علمنا أن القصيدة لا تكون حقيقية إلا إذا عبرت القلب قبل أن تبلغ السطر".
 
وأكد الأبارة أن الفقيد ياسين البكالي لم يكن شاعرًا فقط، بل كان ظلًا خفيفًا في زمن مُرهق ومدارًا عظيما موشحًا بوجع الإنسان على هذه الأرض. 
في أربعينيته، كتب محبوه مرثيتهم الكبرى، لا بالحزن، بل بالاعتراف: أننا كنا محظوظين بأنه مرّ بيننا".
 
وتحدث الإعلامي الأستاذ أحمد الجعماني، عضو لجنة إعداد الكتاب والفعالية، في تصريح لـ"النداء"، قائلاً: "جاءت فعالية تأبين الأربعينية للشاعر ياسين البكالي تتويجًا لعلاقة وجدانية ربطت محبيه بإبداعه، واستحضارًا لصوت شعري نادر في زمن موحش. لم يكن حضور الناس فقط بدافع الوفاء، بل لأنهم شعروا أنهم ما زالوا بحاجة إلى ما كان يقوله. لقد حرصنا أن تكون هذه الفعالية بمستوى من رحل، فالشاعر البكالي لم يرحل إلا جسدًا، أما صوته، فسيبقى يردد في دواخلنا تلك القصائد التي كانت بمثابة مرآة لوجع الإنسان اليمني والعربي".
 
فيما أشار لـ"النداء" أخو الفقيد، علي محمد البكالي، لافتًا إلى أن الكتاب الصادر عن الفعالية "حين يغدو الرحيل وطنًا"، ضم كتابات وقراءات وقصائد وتغريدات ومرثيات مهولة لأدباء يمنيين وعرب وعدد من محبيه وأسرته.. شملت مناقبه وسجاياه، وقدرته حد التفرد في نسج كائنات الدهشة، ولكثرة ما كتب عنه-إلى درجة تكاد تكون غير مسبوقة- حاولنا التركيز على ما ليس مكررا وما يفيد تنوع الكتابات والإحاطة بما أمكن من هالات الجمال في مدار في هذا الشاعر الكبير.
وعلى صعيد متصل، أقام المركز الثقافي اليمني بالقاهرة، اليوم الخميس، أربعينية الشاعر الراحل ياسين البكالي.
وفي الأربعينية، التي قدمها الإعلامي عمار المعلم، تحدث الدكتور عبد الحفيظ النهاري والدكتور نجيب عسكر والأساتذة حميد الرقيمي ومنير طلال، عن علاقاتهم الإنسانية مع الراحل البكالي وأول اللقاءات التي جمعتهم معه، وكيف تطور صداقاتهم وتوثقت.
وقدموا لمحة عن نشأته كشاعر للوطن والمرأة، ومدى تحمله التجاهل والإهمال الرسمي، وأجابوا على سؤال: لماذا أحاط البكالي حياته بالصمت، وفجر طاقاته المكبوتة بدواوين أشعاره.
وأكدوا أن التأبين احتفالية وفاء للبكالي؛ الذي خرج من دنيانا ليسكن في أعماقنا، وهو الذي كان يحمل هما وألما في ذات الوقت، وأنتج موسوعة في الإبداع الشعري تضمنت أكثر من ١٢ ديوانا ورواية، بعضها تحت الطبع، ووجهوا دعوة لتبني أعماله الشعرية التي لم تصدر بعد.
وقالوا إن ياسين، عوض وحدته في حياته من خلال الكثير من قصائده، التي جعلته أحد أعمدة الشعر في بلادنا، متفردا في ذائقته الفنية، وحسه المرهف.
كما أوضحوا كيف أن الشعر صناعة تتطلب مواصفات خاصة، مكللة بالعبء النفسي والإحساس والألم وتنشيط الخيال التي تجسدت في عبقرية البكالي، وقصائده عن الحياة والموت، والتي جعلته رجلا، متوهجا، بالعطاء والإيثار والاعتزاز بالنفس.
وأجمعوا أن التأبين تكريم للكلمة والشعر، وتخليد للبكالي، الذي كان في سباق دائم مع الموت، وعاش قوياً مؤمناً بالكلمة والهوية الوطنية، وحلق في الفضاء الشاسع بروحه والقصيدة معا، وكان حاضراً في كل المحافل الأدبية والثقافية والفكرية تربويا ووطنيا وشاعرا فذا. 
داعين إلى حفظ إرثه الشعري واستحضاره في مبادرات بالاتصال بقيمه ومبادئه.
وألقيت في التأبين قصائد للشاعر عبدالواحد عمران والشاعر محمد مشهور، كما تم توزيع كتاب "حين يغدو الرحيل وطنًا" تخليدا لذكرى فقيد الوطن والقصيدة الراحل ياسين البكالي.
ومن المقرر خلال اليومين القادمين إقامة فعالية تأبين لأربعينية الفقيد في محافظة مأرب.
وفيما يلي سيرة الشاعر ياسين محمد البكالي:
 
ياسين البكالي في سطور..
في حضرة الغياب، يحضر الضوء...
ثمة أرواح لا تموت، لأنها تسكن في طبقات الوعي العميق، وتحيا في اللغة كما يحيا الماء في النبع.
الفقد ياسين البكالي( منصات التواصل)
من بين تلك الأرواح التي تجيد الحضور حتى في الغياب، ينهض اسم الشاعر اليمني الكبير ياسين البكالي، ابن الجبل، وابن القصيدة، وابن المعاناة التي صاغها شعرًا لا يُشبه سواه.. حمل آلامه في كفٍّ، وفي الأخرى قنديل اللغة، ومشى على دربٍ وعرٍ محفوفٍ بالفقد، والحنين، والوجع الشفيف، دون أن تنكسر خطاه أو تتيه بوصلته، جاعلاً من الحرف وطنًا، ومن كل لحظة ألم، قصيدةً تنبت من بين الرماد.
في سيرته، تقرأ سيرة إنسان جُبل من تراب ريمة، وارتقى في معارج الروح حتى أصبح من الكبار، وبقي شامخًا كقمم بلاده، مصلّيًا في محراب القصيدة حتى الرمق الأخير.
ومن هذا الباب، نفتح لكم نافذةً على بعض من سطور حياته وتجربته:
 

بيانات شخصية:

 
الشاعر ياسين محمد أحمد سعد البكالي
وُلد الشاعر بتاريخ 1/1/1977 في قرية الدرجة، عزلة بكال بمديرية مزهر، محافظة ريمة.
أبٌ لأربعة أبناء: ولدان وبنتان.
 

مؤهلات:

 
بكالوريوس فلسفة – جامعة صنعاء ـ كلية التربية عام 1999م، بتقدير جيد جداً .
تمهيدي ماجستير في الإدارة المدرسية – جامعة صنعاء – عام 2011م .
 

نشأة الفقيد: 

 
نشأ الشاعر ياسين البكالي في أسرة ريفية، ودرس مرحلة التعليم الأساسي في مدرسة عقبة بن نافع، ثم اتجه إلى صنعاء لإكمال دراسته الثانوية في مدرسة عمر المختار.
عمل في الخدمة الإلزامية بعد تخرجه من الثانوية، مدرسًا في منطقة حبور التابعة لمحافظة حجة سابقًا وعمران حاليًا.
كان الشاعر قارئًا شغوفًا بالقصص والكتب الثقافية والتاريخية، حيث ساعده والده في امتلاك مكتبة وهو في الصفوف الأولى من دراسته.
فقد والدته وهو في بداية المرحلة الثانوية، ومن هنا كانت الصدمة الأولى التي فجّرت قريحته الشعرية، وبدأ بكتابة خربشاته الشعرية الأولى، الأولى، محاولًا تحقيق طموحاته التي كان ينقشها على الجبال «ياسين يلحق في ركب العظماء»، وما إن دارت الأيام حتى كانت الصدمة الثانية بفقدان أخته الكبرى التي قامت بدور الأم لإخوته.
التحق بجامعة صنعاء – كلية التربية – قسم الفلسفة عام 1996م، وعمل مسئولًا للقطاع الطلابي بالقسم خلال دراسته، وتخرّج عام 1999م.
بدأ تجربته الشعرية مع بداية دراسته الجامعية، وشارك في عدد من الصباحيات الشعرية الجامعية والاحتفالات والمناسبات.
استفاد الشاعر في تجربته الشعرية بمساعدة أستاذ عراقي وهو في المستوى الأول، حيث نصحه بالاهتمام بالنحو، الأمر الذي جعله يحفظ إعراب القرآن كاملًا.
تزوّج عام 1997، في السنة الثالثة من التحاقه بقسم الفلسفة في الجامعة. وما إن مضى عامٌ على زواجه، حتى فُجع بحادثة دهسٍ أفقدته أحد رفاقه من القرية، وكان ممسكًا بيده عند مدخل مدينة صنعاء، ما تسبّب في إصابته بمرض السكري، الذي عانى منه طوال ما تبقّى من عمره.
في عام 2000م، وأثناء العيد العاشر للوحدة اليمنية المباركة 22 مايو، بدأ الشاعر بكتابة قصيدة عصماء عن الوحدة، ظهرت على مستوى الوطن، وكانت القصيدة الأولى التي تمجد 22 مايو، بشهادة الدكتور عبدالعزيز المقالح، حيث قال عند سماعها: «إن هذا الشاعر الذي أتى من أعلى شاهقات ريمة قال في مايو ما لم يقله كل من أكل من خيرات مايو وسيلحق بكبار شعراء عصره»، وقد نُشرت في صحيفة الثورة.
التحق بالسلك التربوي عام 1999م، وعمل مدرسًا لمادة الفلسفة وعلم الاجتماع في قريته، ثم عُيِّن رئيسًا لقسم الوسائل بالمركز التعليمي.
غادر بلدته بكال مع أسرته وأطفاله متجهًا إلى صنعاء، على أمل أن تنقذه أو تخفف من مضاعفات مرض السكري، بعد أن تدهورت حالته الصحية بشكلٍ متسارع. 
بعد إنشاء محافظة ريمة، طُلب منه المتابعة لترشيحه بدرجة مدير عام وتعيينه مديرًا لمكتب الثقافة، لكنه لم يوافق، معتبرًا أن صحته أغلى. وقد نقل وظيفته إلى أمانة العاصمة، ليعمل مدرسًا في ثانوية سالم الصباح بمديرية شعوب.
لم يجد الشاعر أي اهتمام من أي جهة حكومية، وظل يصارع الحياة والموت بسبب إصابته بمرض السكري، وبقي عاكفًا على كتابة الشعر في منزله، إلى أن جمعته الأيام بثلة نخبوية شجعته، فظهر كشاعر حقيقي كان مخفيًا، ولم يكن قد ظهر بعد في الأوساط الأدبية، فبدأ انطلاق مسيرته الأدبية إعلاميًا من خلال الأمسيات والندوات الشعرية، وانتشرت قصائده في الوسط الثقافي عبر الصحف، وأبرزها صحيفة الثورة، التي خصصت له عمودًا أسبوعيًا في صفحتها الثقافية، وآخر في ملحقها الثقافي. 
وبإصرار منه، رغم صراعه مع المرض، أخرج إبداعه إلى حيز الوجود بإصدار أول ديوان له عام 2008م.
كان أول خروج له من الوطن إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بعد أن وُجهت له دعوة قبول للمشاركة في برنامج "شاعر المليون" الموسم السادس، عام 2014م، وأسهم ذلك في تعرفه على شعراء من مختلف أرجاء الوطن العربي، مما مكّن انطلاقته عبر دعوات رسمية من الأندية العربية من فترة لأخرى، وجعله رائدًا وصاحب مدرسة شعرية فريدة على مستوى الساحة الأدبية الثقافية العربية.
قُدِّمَت العديد من الأبحاث ورسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه عن تجربته الشعرية في عدد من الجامعات العربية، والتركية، منها:
رسالة ماجستير بعنوان: "الرمز في شعر ياسين البكالي"، جامعة إقليم سبأ، 2023م، للباحث أحمد أحمد المليكي.
أطروحة دكتوراه بعنوان: "التشاكل في قصائد الشعراء العرب المعاصرين (2010–2022): مقارنة سيميائية، النص الموازي في ديوان «الآهل بالفقد» لياسين البكالي"، د. عمر الحارثي – جامعة الملك خالد.
كما توجد رسائل وأبحاث أخرى تناولت التجربة الشعرية لياسين البكالي في عدد من الدول. 
  

إصدارات الشاعر:

 
شعر:
همسات البزوغ – مطابع الكتاب المدرسي، 2008م.
أحزان موسمية على الضفة الغربية – مركز عبادي، 2009م.
مناسك غربة لم تكتمل بعد – مركز عبادي، 2012م.
أحدٌ ما يشتكي الآن منك – نادي الباحة الأدبي، 2017م.
رمقٌ آيلٌ للحياة – نادي الأحساء الأدبي، 2017م.
قبل أن يطفئ الماء قنديله – نادي نجران الأدبي، 2018م.
مخافة أن... – منتدى شعراء ريمة، 2020م.
الآهل بالفقد – دار عناوين للنشر، 2021م.
واستدار رغيفٌ من الأمنيات – نادي جدة الأدبي 2022م.
ليس في باله أن يعود – مؤسسة الانتشار العربي 2020م.
عُمرة وسِرب قصائد – مؤسسة شعراء على نافذة العالم 2023م.
ثم قال الغريب... – دار يسطرون، القاهرة 2024م.
كتاب الرحيل واقفًا – كتاب نقدي وسردي عن حياة وأعمال الشاعر مهدي الحيدري 2022م.
 
 

تحت الطبع

 
ديوان "أشرعة تصلي في حضرة البحر".
ديوان "النزوح الأبيض إلى حروف لا تعرف الجهات".
ديوان "زهرة البيلسان".
ديوان "شهقة مكة".
ديوان "إلياذة الريح".
ديوان "نسيتك يا ضحكتي".
رواية "وردة النار".
ولا تزال العديد من القصائد والكتابات التي خطّها الشاعر لم تُجمع بعد، وتعمل أسرته، بالتعاون مع نخبة من الأدباء والمثقفين، على جمعها وإصدارها.
 

أنشطة الفقيد

 
عضو اتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين.
عضو الاتحاد العربي للصحفيين والإعلاميين والمثقفين العرب.
مدير وحدة قسم الأدب بمؤسسة الاتحاد العربي للصحفيين والإعلاميين والمثقفين العرب.
أقام العديد من الأمسيات الشعرية والندوات الأدبية على مستوى الوطن العربي، بدعوة من الأندية الأدبية في المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر، كما تلقى دعوات للمشاركة في دول أخرى، إلا أن الظروف التي تمر بها البلاد حالت دون حضوره.
استضافته العديد من القنوات الفضائية المحلية والعربية في عدة حلقات خُصصت لتجربته الشعرية.
مشارك في معرض البردوني للكتاب الأدبي بالتعاون مع مؤسسة "شعراء على نافذة العالم" ووزارة الثقافة، 2022م.
تأهّل ضمن قائمة "الشعراء الألف" على مستوى العالم 2023م.
كاتب في العديد من الصحف والمجلات المحلية والعربية، وقد نُشرت له العديد من القصائد، وترجمت بعضها إلى اللغة الإنجليزية، ونُشرت في صحف بريطانية.
مشارك دائم في الفعاليات، والصباحيات الشعرية، والمهرجانات الوطنية.
مشارك في ملتقى الشعر النبوي – تريم، عاصمة الثقافة الإسلامية، 2010م.
شارك في ألبوم شعري مسموع بعنوان "حرائق بيضاء" مع نخبة من شعراء اليمن، 2011م.
أعد أوبريتًا وطنيًا غنائيًا بعنوان "الحوار الوطني"، أنتجته فرقة الفراشة الفنية، 2012م.
شارك في برنامج شاعر الحوار الذي نظمته مؤسسة وجوه للإعلام، 2013م.
شارك في برنامج شاعر المليون – الموسم السادس، 2015م، بدعوة رسمية من إدارة البرنامج.
ضيف مشارك في جائزة السنوسي للإبداع الشعري، 2015م.
أقيمت له العديد من الحلقات الأدبية والثقافية عبر منصات وقنوات التواصل التابعة للأندية الأدبية والثقافية في الوطن العربي.
 

 الجوائز والدروع والشهادات:

 
حصل الشاعر على العديد من الجوائز والدروع والشهادات التقديرية من الأندية والمؤسسات الأدبية داخل اليمن وخارجه، ومن أبرزها:
جائزة رئيس الجمهورية للشعر – ريمة، 2008م.
درع جامعة صنعاء للشعر، 2011م.
جائزة شاعر اليمن – برنامج صدى القوافي، قناة اليمن الفضائية، 2014م.
جائزة ودرع منتدى شعراء ريمة، 2017م.
جائزة السنوسي للإبداع الشعري – جيزان، المركز الثاني، 2018م.
وسام النجمة الذهبية من مجلة فرسان الكلمة للشعر والأدب الدولية 2023م.
درع سفير السلام – جامعة الرازي ومؤسسة بصمات شبابية، 2018م.
جائزة ودرع أقلام عربية، 2012م.
درع السفارة اليمنية بالرياض 2024م.
درع الشاعر المتميز – المركز الثقافي اليمني بالقاهرة، 2023م.
درع وسام الغرفة رقم (9) – ملتقى الشعر الفصيح والشعبي، القاهرة، 2023م.
درع النادي الأدبي الثقافي بجدة، 2016م.
درع النادي الأدبي الثقافي بالطائف، 2022م.
درع مطابع العنود – مكة المكرمة 2023م.
درع الجالية اليمنية بالطائف 2024م.
كما نال عددًا من الشهادات من مؤسسات وجهات ثقافية على المستويين المحلي والعربي.
توفي الشاعر ياسين البكالي في الساعة الثانية صباحًا من يوم الخميس 15 مايو 2025، بعد صراعٍ مريرٍ مع مرض السكري.
 
((هنا رجلٌ مضى لم يرهق الأحياءَ، بل عاش نقيًّا))
 

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً