صنعاء 19C امطار خفيفة

السلالية والعنصرية في اليمن

2025-05-10

مجتمعنا بأكمله سلالي عنصري مناطقي.

بأكمله! نعم بأكمله إلا من رحم ربي.

 
مجتمعنا المحترم مقسم إلى طبقات، السادة، القضاة، العرب، القبائل، ثم الطبقة الأخيرة المزاينة (هم أصحاف الحرف التي تحتقرها الطبقات الأخرى، مثل الجزارين والحلاقين وغيرهم).
من بعد ثورة 1962 اتحدت كل طبقات المجتمع ضد طبقة المزاينة.
 
حدثت مصاهرات بين السادة والقضاة والعرب والقبائل، كل هذه الطبقات تقبلت بعضها البعض، ولكنهم استمروا في ممارسة العنصرية ضد الطبقة الأخيرة.
 
الآن يصرخون بأن الهاشميين يمارسون العنصرية ولا يزوجون بناتهم للعرب وللقبائل، رغم أن العربي والقبيلي إلى الآن يمارس العنصرية ضد الجزارين والحلاقين.
 
يعني يصرخ ويقول هذا الهاشمي العنصري لا يرضى بمصاهرتي، وإن قلت له وأنت هل سترضى بمصاهرة الجزار؟ يقول لك مستحيل.
شفتوا على جنان!
طبعًا، الطبقات الموجودة (بما فيها الطبقة الأخيرة المستضعفة) كلها تمارس عنصرية أسوأ ضد طبقة المهمشين (المعروفين بالأخدام أو عمال النظافة).
أصلًا لا يعتبرونهم بشرًا.
يعني العنصرية التي كانت تمارس ضد السود في أمريكا في النصف الأول من القرن العشرين، تمارس بأسوأ من ذلك في اليمن.
لا يمكن أن يأكلوا مع المهمشين.
بعض المهمشين كان يتم طردهم من الجوامع.
بعض اليمنيين ذهب إلى مدير المدرسة لينقل ابنه من المدرسة لأن معه في الصف الدراسي طفلًا مهمشًا.
حتى الأمثال الشعبية وظفناها في أوسخ عادات وتقاليد عنصرية:
إذا غرتك الأصول دلتك الأفاعيل.
إذا أكل الكلب غسلت المقلى سبع مرات، وإن أكل الخادم كسرته.
ولا نتذكر قصيدة غزالة المقدشية "سوا سوا يا عباد الله متساوية** ما حد ولد حر والثاني ولد جارية"، إلا في حالات الهاشميين، ولكننا لا نطبقها مع طبقة الجزارين والحلاقين.
يعني باختصار مجتمعنا يملأه القيح والعفن والوساخة، مجتمع بأكمله يمارس العنصرية ضد من هو أسفل منه، ثم يطالب من يظن نفسه أعلى منه بالمساواة.
 
عندما يفتح موضوع الطبقات الاجتماعية وأحد الجزارين موجود يقولون أمامه إحنا عيال تسعة، وعندما يمشي يقولون (جزار ويشتي يتساوى مع أبناء الأصول).
لا يا جماعة، الحقيقة إحنا مجتمع مش عيال تسعة.. إحنا مجتمع عيال ستة وستين كلبة.. نمارس ضد بعض العنصرية الوسخة، ثم نلتقي مع بعض ونقول إحنا سواسية كأسنان المشط.
طبعًا، هناك حالات إنسانية رائعة من كل الطبقات، لا تؤمن بهذا العفن المسمى طبقات، ولكنها تظل نادرة، وأنا أتكلم عن الشائع. الشائع الوسخ.

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً