مؤتمر حضرموت الجامع وماذا بعد استقالة الشيخ البسيري؟

رجل الأعمال الشيخ محمد عوض البسيري( منصات التواصل)
رجل الأعمال الشيخ محمد عوض البسيري( منصات التواصل)

يوم أمس الاثنين، الثامن من شهر رمضان المبارك، أفطر كثير من أبناء حضرموت على سماع خبر استقالة رجل الأعمال الشيخ محمد عوض البسيري، من منصبه كنائب لرئيس مؤتمر حضرموت الجامع.

هذا الخبر على ما فيه من أهمية، طار بين أبناء حضرموت مثل النار في الهشيم، وسرعان ما تم تناقله بسرعه عجيبة حتى للناس البعيدين، وذلك يعود للمكانة الكبيرة التي يحظى بها الرجل في هذا المكون الحضرمي.

كذلك لا ننسى أن هذه الاستقالة لم تكن متوقعة إطلاقًا من الشيخ البسيري.
ولاستقراء أسباب الاستقالة التي يقول الرجل إنها أتت لدواعٍ خاصة به، وهو محق في ذلك، فلا أحد يعلم بما فيه إلا هو، فنعذره ونقدر ما قاله، لكن من يدقق النظر في بعض تفاصيل رسالة الاستقالة، يجد أنها تحمل معاني أخرى غير التي باح بها،فمثلًا قوله لقد سعينا منذ إنشاء مؤتمر حضرموت الجامع في ظل ظروف معقدة للغاية، إلى آخر ما قاله في هذه الفقرة التي أخذت حيزًا كبيرًا في تفاصيل الاستقالة، بل إنها هي من تستدعي تدقيق النظر فيها.

وحتى لا نتطفل أكثر ونتدخل في ما لا يعنينا في نظر الناس، نقول إن الرجل توصل إلى قناعة تامة ولا تقبل الشك من أي اتجاه أن هذا المكون لم يقدم ما يشفع له أمام أبناء حضرموت، وظل منذ إنشائه وحتى هذه اللحظة، يترنح مكانه، ولم يتقدم خطوة إيجابية للأمام. ومع هذه الإخفاقات المتواصلة، رأى الشيخ البسيري نفسه كمن يزرع في أرض غير صالحة للزراعة، فنأى ونجا بنفسه من الاستمرار في ما يراه من خطأ.

وبعد هذه الاستقالة المدوية التي اهتزت لها كل حضرموت، وهي استقالة غير عادية، إذ إنها للرجل المخلص المحب لحضرموت.

من هنا نرى أنه يتوجب على الإخوة في هذا المكون، تدارك ما يمكن تداركه، ما لم فخطابات الاستقالات ستتوالى تباعًا، ولن يبقى في هذا المكون إلا ما يوازي عدد الأصابع ممن تبقى منهم.

فهل نرى في القريب العاجل التغييرات والقرارات الشجاعة التي ستصب في مصلحة أبناء حضرموت ممن مازالوا يعولون على هذا المكون، أم أنه يظل على ما هو عليه؟