الحوثي يجدد التزامة بالنقاط الخمس والمعارضة تلتقي الارياني اليوم لبحث تهيئة الاجواء للحوار

الحوثي يجدد التزامة بالنقاط الخمس والمعارضة تلتقي الارياني اليوم لبحث تهيئة الاجواء للحوار

ضغط غربي على السطة والمعارضة للتفاهم في مواجهة القاعدة
رحب عبدالملك الحوثي بدعوة الرئيس علي عبدالله صالح للحوار، واعتبرها خطوة صحيحة نحو السلام والاستقرار.
وجدَّد في بيان تسلمت «النداء» نسخة منه صباح السبت، قبوله بالنقاط الخمس، ولكن بعد وقف ما أسماه بـ«العدوان»، مشدداً على أن جماعته تواجه عدواناً، «وعندما تتوقف الحرب فنحن مستعدون للحوار».
وبشأن الشرط السادس الذي أعلنه الرئيس الأسبوع الماضي والقاضي بعدم استهداف السعودية، أكد الحوثي أنه لا يستهدف الأراضي السعودية بل يواجه عدواناً مباشراً من أراضيها.
وكان الرئيس علي عبدالله صالح أعلن استعداد الدولة لوقف الحرب على الحوثيين إذا التزموا بتنفيذ النقاط الخمس التي اعلنها مجلس الدفاع الأعلى مطلع سبتمبر الماضي، علاوة على التزامهم بعدم استهداف أراضي السعودية.
وأطلع مصدر خاص «النداء» على تفاصيل الاتصالات والرسائل المتبادلة بين السلطة وعبدالملك الحوثي، وتشير رسالة خطية لمحمد عبدالسلام الناطق باسم عبدالملك الحوثي، إلى استعداد الجماعة لتقديم إيضاح (للرئيس) حول ( ما يجري) في الأرض السعودية، فضلاً على تقديم ايضاح (تفاصيل) حول موقف الحوثي المعلن (بالموافقة) بخصوص النقاط
الخمس.
محمد عبدالسلام في رسالته الخطية (التي يفترض أن يكون الرئيس علي عبدالله صالح قد اطلع عليها) يطرح تصور الحوثي لبرنامج وقف الحرب، إذ يؤكد الالتزام بإزالة الألغام وفتح الطرقات كخطوة أولى تعقب إعلان وقف الحرب، قبل أن يشدِّد على أهمية الجلوس لوضع آلية لتنفيذ النقاط الأربع الأخرى ضمن حلول تشمل مطالب الحوثيين المتعلقة بإطلاق السجناء والإعمار وإعادة المبعدين من الوظائف والسماح لأبناء المنطقة بممارسة حقوقهم الثقافية.
وفي رسالة أخرى، يلفت محمد عبدالسلام عناية الرئيس إلى أن البيان الصادر عن عبدالملك الحوثي بالترحيب بدعوة الحوار، تجنب أية إشارة إلى مطالب الجماعة وذلك حرصاً من  الحوثي على إنهاء الحرب وإذ يؤكد أن الوضع الميداني للجماعة قوي ومتماسك، يعبر عن أسفه لما يجري من سفك للدماء.
وفي رسالة ثالثة ينقل محمد عبدالسلام عن عبدالملك الحوثي قوله بأن وقف الحرب على المدنيين والأسواق والمناطق الآهلة بالسكان سيكون دليلاً على المصداقية، ثم يضيف أن استمرار الحرب رغم إعلان الحوثي قبوله بالنقاط الخمس يؤكد عدم مصداقية السلطة.
وبشأن طلب الرئيس رسالة خطية من الحوثي، يذهب محمد عبدالسلام إلى أن الغرض من هذا الطلب هو التوصل إلى معلومات حول الوضع الصحي لعبدالملك الحوثي، خصوصاً وأن مسؤولين رفيعين في السلطة يعتقدون أن الحوثي أصيب في ذراعه اليمنى جراء غارة جوية.
 وكان عبدالملك الحوثي أرسل صباح الخميس تسجيلاً بصوته يستنكر فيه ما وصفه بـ«المجازر» التي يتعرض لها المدنيون جراء القصف اليومي للطيران السعودي واليمني.
ووضع التسجيل الصوتي حداً لتصريحات رسمية عن مقتله في غارة جوية.
وتأتي هذه الاتصالات بالتزامن مع ضغط اميركي على الحكومة اليمنية لوقف التصعيد في صعدة وفي مواجهة الحراك السلمي في الجنوب من أجل التفرغ للحرب على القاعدة.
وحسب مصدر خاص فإن قائد القوات الاميركية في الشرق الأوسط بترايوس بحث مع الرئيس علي عبدالله صالح السبت تطورات الحرب على القاعدة في اليمن، مبدياً أمله في أن يتمكن الرئيس من إنجاز تسويات سياسية في جبهات أخرى (صعدة، واللقاء المشترك، والحراك الجنوبي) لضمان النجاح في جبهة الحرب على القاعدة.
ومن المرجح أن يلتقي قياديون في اللقاء المشترك عبدالكريم الإرياني المستشار السياسي للرئيس. وعلمت «النداء» أن اللقاء سيبحث رؤية المشترك لآليات تنفيذ اتفاق 23 فبراير الذي تم بمقتضاه تأجيل الانتخابات البرلمانية عامين كاملين.
وتضغط واشنطن وباريس ولندن على طرفي الأزمة السياسية (السلطة والمشترك) من أجل الإسراع في الحوار للتوصل الى اتفاق يحول دون فراغ دستوري وسياسي. وتخشى هذه العواصم من أن يؤدي انسداد قنوات الحوار بين السلطة والمعارضة إلى تقوية أطراف أخرى، مثل الحوثيين والحراك، وبما يصب في صالح القاعدة والجماعات الإرهابية. وسبق لقياديين في المشترك أن التقوا بالإرياني السبت قبل الماضي.
وتتمسك المعارضة بمطلب تهيئة الأجوار للحوار قبل الخوض في التفاصيل. وتشترط بدرجة رئيسية اطلاق سراح المعتقلين السياسيين والمعتقلين بسبب الرأي ووقف الانتهاكات ضد الصحافة قبل أي حوار.
وعلى الرغم من مشاركة بعض قيادات المشترك في اللجنة التحضيرية لمجلس الشورى برئاسة عبدالعزيز عبدالغني، بحكم عضويتهم في مجلس الشورى، فإن مصدراً مسؤولاً في المشترك أفاد «النداء» بأن هؤلاء القياديين، وأبرزهم عبدالملك المخلافي الأمين السابق للتنظيم الوحدوي الناصري ومحمد عجلان رئيس شورى الاصلاح، قاطعوا جلسات اللجنة بناءً على قرار المجلس الأعلى للمشترك.
ورجحت المصادر أن يتم اطلاق سراح بعض المعتقلين على ذمة الحراك الجنوبي خلال الأيام المقبلة تمهيداً للبدء بالحوار.