مقامرة الهضبة المدمرة

أريد أن أقول للتاريخ إن السبب الرئيسي لما حدث ويحدث في اليمن من حرب وتشظٍّ وتمزق ومجاعة وخراب.. هم عفاش، محسن، قيادة المؤتمر وقيادة الإصلاح... تحديدًا كتلة الهضبة، هؤلاء للأسف يعتقدون أن اليمن ملك حصري لهم، وأنه لا ينبغي أن يخرج الحكم من بين أيديهم ومن تحت هيمنتهم، ولا بنبغي لهم القبول بالشراكة مع يمنيين آخرين، وفعلوا كل الموبقات، وارتكبوا كل الشرور، مستخدمين شياطين الجن والإنس، لضرب وتدمير وتشويه كل القوى والرموز الوطنية من خارج الهضبة، وتحديدًا من اليمن الأوسط والأسفل، من الوسط والجنوب مثلًا.. وهم مستمرون في الخراب عبر أدواتهم حتى اليوم، وبدعم إقليمي كبير.

بالنسبة للحوثيين ما هم إلا نتيجة للسبب الرئيسي المشار إليه، وكذا الحراك والانتقالي وغيرهم، مجرد نتائج فحسب.

ما الذي حدث بسبب هذه المقامرة التي رفضت وماتزال ترفض إرادة الله واختياره...؟ عفاش شج رأسه ورحل ملطخًا... محسن تم عزله، وحاليًا مسجون في الرياض أو تحت الإقامة الجبرية، المؤتمر أصبح عشرين مؤتمرًا... الإصلاح يعاني سكرات الموت.. ومع ذلك لم يتوقفوا ولم يتوبوا، مزقوا الشمال، ويعملون الآن على محاولة تمزيق الجنوب، مدعين زورًا وبهتانًا أنهم يحافظون على الوحدة..!

وللأسف، هناك من مايزال يصدقهم، خصوصًا من إخواننا في الشمال، لا سيما في تعز وإب وغيرهما، فيتم توظيف هؤلاء المساكين المخدوعين لمحاربة وأذية إخوانهم الجنوبيين بصورة بلهاء، وأيضًا بعض الجنوبيين المرتبطين بهم في حزبي المؤتمر والإصلاح.. يحدث ذلك بسبب الطاعة العمياء دون تبصر وتأمل وتفكر وقراءة الأحداث بصورة واقعية ومنطقية.
عمومًا، فشلوا وسيفشلون، وسوف تعود للمخدوعين عقولهم، وسيعرفون الحقيقة قريبًا... وسيرتد السحر على الساحر... والمكر السيئ لا يحيق إلا بأهله.

أما اليمنيون جميعًا فإنهم سوف ينفضون الغبار وسنوات الحرب والمعاناة، وسيكونون أمام مرحلة جديدة من السلام والمحبة والوئام والتنمية... مرحلة مسنودة بإرادة الله والناس الطيبين من الداخل والخارج... والسلام.