قتلى ومعتقلون في قرية المجحفة بسبب أراضٍ ومناشدات لوقف إراقة الدماء وإزهاق الأرواح بين آل السلامي وآل باسيد

قتلى ومعتقلون في قرية المجحفة بسبب أراضٍ ومناشدات لوقف إراقة الدماء وإزهاق الأرواح بين آل السلامي وآل باسيد

> فكري مطيلس
تتأجج المشكلة بين الأسر في قرية المجحفة محافظة لحج يوماً بعد يوم، فيما يواصل أبناء القرية الواحدة (آل السلامي وآل العزيبي ضد آل جابر وآل باسيد) اعتصاماتهم ورفع الشكاوى والتظلمات إلى الجهات المعنية في الدولة تحت مطلبين مختلفين. فآل السلامي يطالبون الآن بالقبض على القتلة والمتقطعين من آل باسيد، فيما يطالب الطرف الثاني بإطلاق سراح نحو 48 معتقلا منهم على خلفية وفاة الشيخ سعيد صالح العزيبي، التي تقول أسرة باسيد إنه "مات نتيجة اصطدام سيارته في أحد المنازل وتقلبها".
وبحسب مصادر مطلعة، فإن المشكلة بدأت بين أسرة آل السلامي وبين بقية أبناء القرية، وتحديداً أسرتي آل جابر وآلبا سيد وآخرين من أبناء القرية، عندما قامت الدولة بتوزيع الأراضي في "حرم القرية" ليستفيد منها كافة أهالي المنطقة. بعدها بدأت المشاكل تظهر إثر خلاف بين أهالي القرية مع أسرة آل السلامي على طريقة توزيع تلك الأرض.
وقال أحد أبناء القرية إن آل السلامي "ادعوا ملكيتهم لتلك الأرض المشاعة مستندين على نفوذهم في السلطة ومساعدة بعض المتنفذين"، وباعوها لأحد المستثمرين. وأضاف أن هؤلاء توجهوا إلى الجهات المختصة لإنصافهم دون تجاوب.
آل جابر وآل باسيد اتهموا آل السلامي بأنهم قاموا بإطلاق النار على المواطنين، ما أدى إلى مصرع الشاب محمد عبدالله القاطش، وهو من أسرة آل باسيد في 10 أغسطس المنصرم. وقالوا إن الجهات الأمنية لم تؤد واجبها القانوني تجاه المتهمين بالقتل، وتركت الجناة طلقاء، ما اعتبروه تراخياً، فقاموا بمراقبة تحرك الجناة، وعند تأكدهم بوجود المتهم الرئيسي في أحد المنازل حاصروا المنزل وأبلغوا أمن مديرية تبن لإلقاء القبض، على فحضرت وردّت بأن المتهم غير موجود. لم تقتنع الجماهير المحاصرة للمنزل من آل باسيد وآل مطيلس، وظلوا جوار البيت، وبعد فترة أتى الشيخ العزيبي ومعه مرافقوه، وأطلقوا النار في الجو فدخلوا إلى البيت للحظات وغادروا. وعند خروج الشيخ من ذلك المنزل كانت سيارته منطلقة بسرعة جنونية، فاصطدمت بأحد الأسوار، واستدارت وانقلبت وهرب كل من عليها، تاركين الشيخ مقتولاً في السيارة.
ولفت أبناء القرية إلى ما وصفوه باستغلال هؤلاء للموقف واتهموا آل جابر وآل باسيد بأنهم قتلوا الشيخ. انتشرت قوات الأمن واعتقلت نحو 50 شخصاً من أسرتي آل باسيد وآل جابر.
وبعد فترة من مصرع الشيخ سعيد العزيبي، رئيس لجنة الحشد الميداني لهيئة الدفاع عن الوحدة في مديرية تبن، خرج أفراد من الأمن للتحري "وراء الجناة المتورطين في مقتل الشيخ"، سقط أحد الجنود صريعاً بسبب ما وصفته أسرتا آل جابر وآل باسيد "التصرف اللامسؤول من قبل الأمن الذين كانوا يطلقون الرصاص في الجو بشكل عشوائي".
وتختلف الرواية لدى الطرف الآخر إذ يقول آل السلامي في تصريحات لوسائل إعلام، إن "الشيخ سعيد العزيبي قتل في قرية مجحفة بعد أن نصبوا له كميناً وأغلقوا الطريق وأطلقوا عليه وابلاً من الرصاص أردوه قتيلاً"، وأضافوا: "أن الجناة لم يكتفوا بقتله بل رجموه بالحجارة حتى تأكدوا بأنه قتلـ".
 وكانت جمعية الوادي التعاونية الزراعية أصدرت بياناً طالبت فيه السلطات المختصة بالقبض على باقي المتهمين وإحالتهم إلى القضاء. فيما نظم آل العزيبة اعتصاماً قبل أسبوعين أمام مبنى محافظة لحج للمطالبة بالقبض على المتهمين وتقديمهم للعدالة.
وعبّر آل باسيد عن أسفهم وحزنهم لموت الشيخ العزيبي، وقالوا إنهم لم يكن لهم أي خلافات مع الشيخ، ويناشدون الجميع حل القضية المعضلة حرصاً على عدم إزهاق أرواح أخرى.