إيران وجدل أذرعها في المنطقة

كثيرة هي المواقف التي تبدلت معها النظرة لإيران موقعًا وجدلًا بعيد ثورة الملالي التي أطاحت نظام شاه إيران بكل ما كان يمثله من دور مهيمن وقوة ممنهجة ضمن لعبة المصالح التي رافقت حقبة الصراع الجيوسياسي دوليًا تحت مجهر حصار الدور التاريخي للاتحاد السوفيتي حين كان المخلب الإيراني غداة الإطاحة بفجر مصدق وعهده، إشارة بأن هذا البلد ضمن تنويعات متغيرات عناوين الصراع بين المراحل والمواجهات بين المصالح، إنما يمثل صمام الأمان والقلعة التي يدير بها الغرب مصالحه ومصالح أطرافه في المنطقة.

إيران الشاه كانت الشرطي المكلف بحماية المصالح النفطية وغيرها في المنطقة، وعلى تحالف وثيق متعدد الأوجه يتلون مع تغيرات توازن القوى بما يحقق أهدافًا استراتيجية وآنية في جوهرها تحمي جوهر التاج الشاهنشاهي القابض على الجمر ليحيل الخليج برمته وبما يحمله موقعًا وثروة ضمن مصالح وتحالف إمبريالي إيراني بطابعه المعادي تاريخيًا لتطلعات شعوب المنطقة عبر تحالفات مشبوهة كان الطرف العربي المستهدف الأساس، مما زاد من مخاطر تعزز هذا الحلف تمدد العداء للنموذج السوفيتي والدور الروسي، بينما حظي الكيان الصهيوني بعلاقات لم يكتنفها الغموض فقط، لكن كان ارتكازها على قناعات بأن إيران الشاه وبعدها إيران الملالى لم تكن تمثل هاجسًا لحكام المنطقة ولا لإسرائيل، لسبب أساس بأن كلا المنظومتين الخليجية وأجزاء من النظام العربي اللامستقر، كانت نظرتهما لإيران كأنها امتداد طبيعي لتاريخ قديم يعاد استنساخه بما يحمي أنظمة، ويتباعد يومًا بعد آخر عن مصالح شعوب المنطقة، وتلك ميزة خدمت كثيرًا الكيان الصهيوني، واستفاد منها نظامه.

إيران الملالي وبالزخم الذي رافق بدايات انطلاقتها وما رافق عناوين تمددها على الساحة السياسة العربية الدولية من شعارات مخادعة، كان كل طرف يقرأها بعيون تتناغم مع مفاهيم خاصة به.

إيران التكوين التاريخي وما مثله ثمن الإطاحة بمصدق أمر سيظل يختزن أسرارًا جيوسياسية ماتزال ترافق لعبة المصالح والتوسع الإيراني ضمن مفهوم جوهره بأن أي تحولات تطرأ على سطح الجغرافيا السياسية لإيران إنما تعكس مفاهيم عميقة تعكس قراءات خفية ترى فيها ما يلي:

إيران موقع وقوة ومعول توازن للمصالح يديره وضمن فهم إيراني لا مانع لديه من أن يلعب الغرب دورًا استراتيجيًا بضمنه تحمى مصالح إيرانية، حتى وإن قاد ذلك في لحظات للجم وتحجيم الدور الروسي ولاحقًا الصيني، وبما لا يخل بتعادلية نظرة الغرب لأطراف المثلث بطابعه الإشكالي القابض على مخنق صناعة القوة والفعل واستقلال الإرادة لدول المنطقة، بمعنى أن محور تركيا إسرائيل إيران يقرأ ضمن منظور فقه الأيديولوجية الأمريكية الغربية، باعتباره مركز توجيه وحماية ومركز تخليق أشكال وأنواع الصراعات والنزاعات في منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة المنطقة العربية، وبما يحقق على الدوام أربعة أهداف استراتيجية، قد يتغير الشكل، لكن الجوهر يظل ثابتًا كما هو تعبيرًا عن مصالح تاريخية جرى التوافق عليها سرًا أو علنًا بين كل من دول الغرب والدول الثلاث، على حساب العرب جميعًا، وكانت عناوينه تدور حول ما يلي:

أولًا: محور إسرائيل باعتباره أمريكيًا غربيًا أساسًا، وجوهر الصراع في المنطقة ينبغي دعمه دومًا، مع تواجد دور آخر يتعزز ويراعى وبدرجات متفاوتة للطرفين الآخرين، أقصد إيران وتركيا، كما يتجلى حتى اليوم، حتى إن تباينت المصالح وتقاطعت مؤقتًا، وها هى تركيا توافق على دخول السويد حلف الناتو، وعلى بوتين للأسف عض الأصابع من انتهازية أردوغان، إذ السياسة آخر المطاف مصالح إن فهم العرب، لكن تظل المهمة استكمال مهمة دوام هيمنة الدور الإسرائيلي أولًا وثانيًا وأخيرًا.

ثانيًا: حماية مصالح الغرب النفطية الغازية المحمية بقواعد عسكرية أمريكية أوروبية وأنظمة تابعة.

ثالثًا: استقلالية ذات توجهات برجماتية تلعب إيران وتركيا دورًا مخاتلًا في العلاقات الدولية السياسية في المنطقة، وعبر تحالفات تأخذ مسارات تتسم بعض الأحيان بموقف براجماتي، وأحيانًا بطابع عدائي إشكالي شكلًا مع الحلفاء الأمريكان والغرب، بينما يشكل الانحياز نحو الشرق نوعًا من الابتزاز البراجماتي لإدارة علاقات تبادل المنافع عند الاقتضاء، وغالبًا ما يدفع العرب الذين قبلوا بسذاجة تدوير عناوين وعناصر الصراع بعيد تخليق عناصر الصراع الداخلية، وبتمويل خليجي ودعم أمريكي، ليتجلى معها عنوان تمدد المحور والهلال الشيعي بعيدًا عن تاريخية الصراع مع دولة الكيان الصهيوني، وإفساحًا لطريق التمدد التركي الموازي والتعاون مع المصالح الغربية، وعلى حساب المصالح العربية.

ليس غريبًا أن يكون ثمن توطين ملفات التصارع الملي المذهبي المتوج لما سميت ثورات الربيع العربي، إيذانًا وإمعانًا بتدمير تاريخية مراحل تاريخ بناء الدولة الوطنية، لتدخل أغلب دول المنطقة (سوريا ليبيا العراق اليمن وغيرها) في حروب عبثية داخلية يقودها المشروع الممتد تاريخيًا أمريكيًا أوروبيًا للهيمنة والسيطرة، ويترك الأمور لتبدو كأن الخطر المحدق إنما يكمن في الدور الإيراني، وضمن تصاعد مفهوم الخطر الشيعي وتمدداته. للأسف نجح الأمر ومر المشروع واضطربت بلداننا وتمزقت أشلاء، وعلى سحطها تعالى خطاب موغل في الغيبوبة، بعيدًا عن المصالح التاريخية الوطنية، واكتسى بحلة الصراعات الجانبية، وعبر قوى خلقتها ومولتها مراكز صناعة عدم الاستقرار بالمنطقة يكمن وراءها الدور الأمريكي أساسًا وتحالفاته.

ومع بروز عنوان تمدد الهلال الشيعي وما لحقه من تأثيرات سالبة كانت النتائج أخطر مما سبق، إذ برز تمكن إيراني من التواجد بالساحات العربية، مع اتساع مساحة العداء والتباعد عربيًا، وتصاعد حدة الصراع العربي الإيراني لولا تدارك دور الصين مؤخرًا حين لعبت دورًا مفاجئًا لإعادة جسور العلاقات السعودية الإيرانية، وعبرها فتحات لعلاقات إيرانية عربية أوسع، وهو ما تؤكد على أهميته وضرورته، وعلى قاعدة المصالح المشتركة والجوار والتاريخ وآفاق تطلعات مشتركة لا ينظر لها الغرب بارتياح، ومعه دولة الكيان الصهيوني.

ومن هنا نشير إلى أن تنامي التواجد الغربي المتابع بهاجس سياسي لتمدد روسي صيني بالمنطقة، يتصاعد ويزداد حدة مع بروز مشاريع الصين العملاقة، بخاصة تلك المغيرة لطرق التجارة والمصالح الاقتصادية على مستوى كوني، خصوصًا مع تمددها قاريًا وتحالفها مع روسيا ضمن قراءة مشتركة لحرب أوكرانيا وأهدافها الإمبريالية، وثانيًا بروز مفاهيم تطبيع ذات نهج طابعه غريب ترتكز قراءته على مغالطة بتاريخ الصراع العربي الصهيوني، والطبيعة الاستعمارية الاستيطانية للأراضي العربية، ويترافق معها بجلاء وعنجهية الدفع أمريكيًا لإنهاء حقيقي للقضية الفلسطينية، وعبر المفاهيم الإبراهيمية الجديدة، وتسويقه بوسائل مغالطة شتى، وما ترافق معها من اللهث والحرص على مظاهر التطبيع مع إسرائيل، مع توجهات لتصعيد خطاب عدائي عربي فارسي..

وعلى الجانب الآخر يعاد تدوير الزوايا لدور تركي مشبوه بعد سقوط مشروع أسلمة المنطقة العربية وفق نهج تيار إخواني سلفي رعاه الغرب وترعاه أمريكا وتروج له أوروبا، مع تصاعد ما نلاحظه من حدة خطاب ما بات يعرف بتمدد وتعزز قوة المد الشيعي عبر ما تسمى شبكة إيران الإقليمية عربيًا، لكن لم يقل الغرب كلمة صحيحة حول من دمر العراق، ولمَ سلم لإيران هدية مجانية بعيد تفتيت لحمته الوطنية، نفس الأمر نال سوريا التي سلم أمرها عربيًا وغربيًا لقوى داعش وطواغيت جماعات التطرف التي زرعت ومولت في أفغانستان لهزيمة الاتحاد السوفيتي، من عناصر أغلبها من آسيا الوسطى، بعد انتهاء مهمتها أتي بها لدمار سوريا، وما تبقى منها بعيد تصعيد خطاب ما يسمى زيفًا جيش سوريا الديمقراطية، وما جرى لكردستان العراق.

نفس الأمر يقرأ كيف دمرت ولاتزال أسس الدولة الوطنية في ليبيا، والتي شارك الغرب بمواقفه وقواه العسكرية والنظام العربي بعجزه ومواقفه، في تفتيتها وتركها هدية سائغة لتركيا والغرب، وها نحن نشاهد السودان الشقيق اليوم يتعرض للتمزيق البطيء، والعرب يتفرجون كعادتهم وهم يتفرجون على كل الملفات.

ما جرى ومازال يجري لمصر ترابطًا مع ما جرى في سوريا وما جرى في بلادي اليمن من تنامي الضغط الغربي الذي حال دون سقوط صنعاء بيد قوات الشرعية، ولاحقًا ما حال عمدًا من دخول الجيش الوطني مدينة الحديدة وقبلها مدينة صنعاء حماية لأنصار الله تحت حجج واهية، وها هم اليوم يقومون بعدوان همجي أمريكي بريطاني بعيد انقلاب المجن ندينه إدانة كاملة، لأن مصالح التجارة الدولية العالمية ليست هي جوهر رغبة أمريكا وراء عسكرة البحر الأحمر، الأمر أبعد، التجارة الدولية وحماية مصالح العالم يمكن تدبيرها عبر لجم دمار وإبادة غزة وشعب فلسطين، وعبر لجم العدوان الصهيوني، إذ عبره سوف ينتهي عبث الحوثي وإيران لما تولول أمريكا، لكن الأمر أخطر هنا له أكثر من وجه وفق قراءات وضغوط أمريكية بريطانية غربية تخدم أهدافًا استراتيجية تخدم إسرائيل أساسًا، وتحارب تطلعات أي تواجد روسي صيني بمنطقة البحر الأحمر والشرق الأوسط وإفريقيا، كما تسعى لإحداث المزيد من الأضرار بمصر، ومزيد من التباعد عن مصالح الدول العربية المطلة على البحر الأحمر، ناهيك عن أن المسألة هنا لها اعتبارات أخرى لا تخفى على الراسخين بميادين السياسة الدولية.

نقول أخيرًا بعيدًا عن الكلام الساذج عن هجمات الحوثي وعضلات إيران التي نراها ونقرأها بعيون ناقدة تقول بأن مصلحة اليمن بلادنا إنما تكمن أولًا وأخيرًا في البحث الجدي عن مشروع حل سياسي متكامل يستعيد بموجبه اليمن دولته الوطنية، ويحل قضايا مستقبل الشعب شمالًا وجنوبًا، بعيدًا عن مشاريع التشرذم والتبعثر شظايا بين مسميات ومليشيات تتقاتل ضمن حلقات ومصالح لاوطنية ضيقة ترتبط بقوى خارجية سواء كانت إيرانية أو غيرها، كلها لا تكمن في ملفات مصالحها المتضاربة، مصالح ومستقبل الشعب والبلد الضائع بين مداميك صراعاتهم وخلافاتهم.

لن نقبل القول بأننا نساوي بين من انقلب على الدولة ومن يعمل على استعادتها، فقد ولى زمن ذلك التمييز بعد أن تلاقى الطرفان في ملتقى الضياع الذي أضاع وطنًا وقهر شعبًا وأفقره، ودمرا بلدًا من الأساس.

نأتي الآن لنرى ونقرأ ونحصد ما زرع لنا أمريكيًا وأوروبيًا، وارتضته نخب عبر تحالف عربي يدار به الصراع في بلداننا، لتطل علينا عناوين تغالط ولا تقول الحق بما يكفي، إذ ليس الدور الإيراني وبما تمثله مخالبه في المنطقة من أخطار تلحق الأذى بلبنان والعراق وسوريا.

إيران ليست أكثر جهنمية من إسرائيل وبقية دول العالم الغربي بقيادة أمريكا، تلعب ضمن محور حماية مصالحها، وبما يلغي أي دور خطير تلعب هذه الدول في منطقتنا العربية تنفذ منها إيران، بل تستفيد بطريقة انتهازية منها، ليتصاعد خطاب مغالطات يؤكد أن الهم والوجع إنما يتمثل بالخطر الإيراني؛ تارة بحزب الله، وتارة بحركة أنصار الله، والمسميات الكثر في العراق. وليس خافيًا أن المافيا الإيرانية تجيد العزف على تناقضات المصالح بالمنطقة، ونقول هنا وبصوت عالٍ عن إيران هي تدافع عن مصالحها، وجيرت أطرافها لذلك، تمامًا كما يفعل الغير، العيب على من ترك لها الحبل على الغارب.

نعم إيران تعرف من أين تؤكل الكتف، ومتى يحين موسم قطف العنب، ونقول لمن يستقوي بها تمامًا كغيرهم ممن يستقوي على شعبه بقوى خارجية، مربط الفرس بتواجد نوع من التحالف والتنسيق وحماية المصالح المشتركة بعيدًا عن التبعية التي أفضت لما نعانيه وما ترافق معه من الاستمرار بالعبث بمكونات النسيج الوطني والعيش المشترك للمجتمعات العربية التي تم ضرب قواها الحية عبر تدمير ممنهج لكيانها الوطني، لتأتي إيران ومع أطراف أخرى يملؤون الفراغ، بخاصة بعد انتهاء تدمير ممنهج لمكانة ووجود ودور الطبقة الوسطى كحامل تاريخي لمشروع الدولة الوطنية التي تم تدميرها عمدًا.

الخطورة ما تزال كامنة، لأن من مولوا وكونوا ودمروا أسس الدولة الوطنية، وأدخلونا في صراعات جانبية بعد انحراف بوصلة العمل الوطني بعيدًا عن استحقاقات التنمية والبناء، والاتجاه نحو عناوين جانبية تدفع شعوبنا ثمنها فقرًا وضياعًا مايزالون في الواجهة يديرون ضمن قوى اعتمدوها ليظل وضعنا يتيمًا، كنا نحن عليه، وإيران والغرب وأمريكا تلعب في الساحة، ونحن ندفع الثمن.

هكذا ستظل إيران تلعب كما يلعب غيرها هذا الدور الذي نتحمل وزره وندفع ثمنه... حتى مع ما أحدثته غزة من إعادة لتدوير مفاتيح وعناوين الصراع في منطقتنا، وبدلًا من إعادة قراءة ملفات التدخل الخارجي إيرانيًا وأمريكيًا وغربيًا، تتهافت كثير الأصوات نحو التقاط الصورة الخطأ.

وإيران تلعب لعب الأذكياء، ليظل السؤال: كيف يتصرف العقل الجمعي العربي بعد الإفاقة من الغيبوبة بأن للمنطقة العربية وجودًا وإمكانات وقدرات تمتلك مفاتيح تغيير اللعبة وقلب الطاولة على الكل إن أحسنت قراءة المستجدات وإعادة إيلاجها مع ما يدور على أرضنا من حروب تحت مسميات مختلفة تخدم الغير ولا تخدم المصالح العربية العليا، لاختلف الأمر كليًا... إذن، ذلكم هو السؤال، وهو نقطة البدء نحو مرحلة مستجدة من المصالحة والمصالح العربية.

غزة أنتجت بعد السابع من أكتوبر الماضي مفاهيم وعناصر للصراع والقوة تتطلب فقط من الجانب العربي حرصًا على تجميع وتصحيح إعادة منظومة علاقاته عربيًا ودوليًا.

إيران تبحث وتنجح في حماية مصالحها سواء وهي تواجه التمددات عبر مشاريع الطرق الكونية الجديدة، تمارس وفق قراءات صائبة تدافع عن مصالحها، السؤال: لمَ لا نلعب نحن العرب أصحاب الأرض والثروات، مثل هذا الدور، بل أقوى وأفضل؟ متطلب ذلك ليس صعبًا، الأمر يتطلب فقط:

- استعادة لمواقف تضامن عربي أثبتت جدواها بعد حربي ستة وخمسين وثلاثة وسبعين.

- الظروف الدولية مواتية لمغادرة مخالب الهيمنة الأجنبية مع بروز توجهات دولية تسعى لإعادة تشكيل العالم بعيدًا عن الهيمنة الإمبريالية الأمريكية الغربية.

- لقد خلقت مقاومة غزة مناخًا وجغرافية سياسية إن لم تقرأ عربيًا بالشكل الصحيح، فلا شيء يمنع إيران من أن تدفع بمخالبها أكثر.

- لقد كان الدور الذي لعبته جنوب إفريقيا وما صدر عن محكمة العدل الدولية فرصة تاريخية يبنى عليها عربيًا للخروج من وادي البكاء والتشكي من توسع وتغلغل أذرع إيران، إلى رحاب أفق عربي أوسع يختار جيدًا تحالفات تخدم مصالحه.

فرصة مواتية تبدأ برفع الصوت عاليًا كي ترفع الحماية عن دولة الكيان، وأول مسالك ذلك التوجه ضرب منابعه التي تنخر وتضعف الدور العربي، والمتمثلة بمداهنة إسرائيل تطبيعًا، والابتعاد عن منولوج التطبيع، وامتلاك القدرة على مواجهة الدور الإيراني عبر تتبع دقيق لأخطاء مارسها العرب في علاقاتهم، ونفذت منها إيران عبر ما بات يردد عن تغول الدور الإيراني وأدواته في المنطقة.

من هنا تحديدًا يبدأ الانطلاق الجديد، وهو ما نراه ونؤكد عليه.