مطار الريان سنوات من الإغلاق

لا أعرف ما الدواعي والأسباب المقنعة والمقبولة؟
ولا أدري ما المانع من فتح مطار الريان الدولي كل هذه الفترة التي قد تكون اقتربت أو تخطت العشر سنوات؟
كثير من الناس عند ردود أفعالهم على هذا الإغلاق، تلاحظ من أحاديثهم المتنوعة بين الجد والهزل، ولكنهم في الأخير متفقون جميعًا على أن هذا الإغلاق أتى في غير محله، وأنه أتى كعقاب جماعي ليس للحضارم بساحل حضرموت وحدهم، وإنما تجاوز ذلك بكثير، فما غرب محافظة المهرة من سكان كانت وجهتهم للسفر إلى الخارج عبر هذا المطار، ومثلهم الكثير من أبناء محافظة شبوة كانوا يأتون للمكلا للسفر عبر هذا المطار.
شيء لا يصدق أن كل هذه الفترة التي مرت منذ إغلاق المطار، والناس هنا في عذاب، خصوصًا المرضى ممن يستدعي سفرهم العاجل للخارج.
فنعطي مثلًا على تلك الحالات المرضية المستعجلة التي يتطلب مرضها سرعة سفرها للخارج من أبناء الساحل الحضرمي، فقد يكون، بل إننا متأكدون أنه مرت على الكثير منا بعض الحكايات والقصص الموجعة عن بعض الحالات المرضية من مثل إن كان لديك مريض كبير بالسن، ويعاني من أوجاعه، وبعد ترددك على كثير من الأطباء بالمكلا لعل وعسى أن تلاقي له علاجًا يغنيك عن السفر ومراحله المؤلمة، فيقف هؤلاء الأطباء عاجزين عن ملاقاة علاجه، وهنا ليس أمامهم إلا نصحك بسفره للخارج، مع نصحهم لك بسرعة السفر، وبعدها تتوالى الأتعاب المتنوعة، منها المادية، ومنها ما يفوقها الأضعاف المضاعفة، فتبقى مبلودًا وشارد التفكير، لم لا وعليك حزم أمرك إن تريد السفر به للخارج حتى يستعيد عافيته، ليس أمامك من الخيارات إلا خيار واحد وحيد، وهو تجهيز حقائب سفرك في رحلة برية شاقة إلى سيئون للسفر من مطارها الذي لم تطله آلية الإغلاق المجحفة في حق مطار الريان.
فانظروا وتخيلوا هذا السفر برًا إلى سيئون، الذي يأخذ الساعات الطوال، وأنت مهموم من مريضك الذي يتألم أمامك من أوجاعه ومن مشاق الرحلة الطويلة بتعرجاتها في المنحدرات وبطون الأودية.
فلو كان مطار الريان غير مغلق، لما واجهت كل هذه الأتعاب مجتمعة، بل سفرك سيكون أفضل بكثير مما واجهته عبر مطار سيئون.
هذه هي جزئية بسيطة عن أضرار هذا الإغلاق في الجانب المرضي، أما أضراره الأخرى فهي كثيرة في كل الجوانب.
أيام المحافظ السابق البحسني كانت تتبادر بين حين وآخر أخبار عن افتتاح المطار وإعادته للخدمة، حتى إننا رأينا الترميمات والإصلاحات التي حصلت في المطار، فاستبشر الناس خيرًا، وفرحوا فرحًا كبيرًا، لكنه اتضح في ما بعد أنه كله كذب في كذب وضحك على الذقون، واستمر الإغلاق.
ومع مجيء المحافظ الحالي بن ماضي، قالت الناس إن هذا المحافظ سيجعل أول اهتماماته إعادة فتح المطار، لكنه كمن سبقه لم يفعل شيئًا يذكر حيال ما يعانيه الناس بسبب الإغلاق.
وهنا وضحت الصورة التي هي في الأصل واضحة، وهو أن كل السلطات المحلية غير قادرة على فعل شيء، فهي لا تمتلك أداة الضغط حتى تفرض ما تريده وما لا تريده، والأمر بيد الإخوة في دول التحالف، فإن أرادوا فتحه سيفتح متى ما أرادوا.
وما بقي من قول، هي رسالتنا إلى الإخوة في دول التحالف: عليكم النظر لما يعانيه أبناء حضرموت الساحل، بسبب هذا الإغلاق، وعليكم الرأفة والرحمة بالمرضى ممن يلاقون الأوجاع فوق ما بهم من أوجاع، والسبب واضح هو ذاهبهم للسفر من مطار سيئون بدلًا مما هو قريب منهم مطار الريان. فهل تصل رسالتنا هذه، وتلاقي التفهم والإيجابية من الإخوة، أم أننا مستمرون مع هذا العذاب غير المقبول وغير المنطقي؟