حضرموت.. احتفالات الحلف

شيء جميل أن يحتفل كل أبناء حضرموت بتحرير ساحلهم من تنظيم القاعدة.
والأجمل أن هذا الاحتفال يعني أشياء كثيرة لعموم الحضارم، وعلى مختلف مشاربهم وتوجهاتهم السياسية. وأول هذه الأشياء هو تعريف الأجيال القادمة بما اجترحه آباؤهم في سبيل الخلاص وشم رائحة الحرية من قبضة محتل يصنف عالميًا كتنظيم إرهابي بغيض.
ففي بداية شهر مايو من كل عام، تتجدد ذكرى تحرير الساحل الحضرمي من فلول تنظيم القاعدة. ويوم أمس السبت حلت علينا الذكرى الثامنة للتحرير.
لسنا ضد هذا الاحتفال، بل إننا فرحون به ونعده المحفز والمشجع لنا لنهج كل الطرق المؤدية لإعطائنا كامل حقوقنا من خيرات أرضنا ذات الخيرات العديدة التي نراها تنهب وتذهب لغير أهلها.
ونكرر القول لسنا ضد لم الشمل واجتماع الحضارم على كلمة سواء. هذه الكلمة متى ما حصلت وتوحدت الصفوف، أتت الحقوق التي نراها مفقودة في زمن تفرقنا.
لكن الشيء الأمر وما يحز في النفس، بل إنه يأتي بحرقة وبألم شديد،
نقول: يا قهرتاه ويا أسفاه على ما رأينا وشاهدنا في احتفال هذا العام.
فبالصدفة ويا لها من صدفة مخيبة للأمل، فقبل لحظات وأنا أتصفح مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، ارتكزت أمامي مجموعة صور مأخوذه من مهرجان حفل قبائل حضرموت بمناسبة الذكرى الثامنة لتحرير ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة.
فكثير مما رأيت من تلك الصور فهي في الأصل لأشخاص ليس لهم أي دور يذكر في تأسيس الحلف وما تلاه، ولا في التحرير، ومع ذلك ركبوا الموجة وتقدموا الصفوف وصاروا هم الزعماء والمحررين وهم كما ذكرنا لا دور لهم يذكر.
السؤال المؤلم: أين من كان لهم دور فعال وبارز في تشكيل الحلف؟
بل قل أين من ضحى بسخاء منقطع النظير، وأخلص لحضرموت قبل التحرير، وقدم الكثير من أجل هذا التحرير، بل كان في الصفوف الأولى حتى أتى التحرير الذي يحتفل به اليوم من غير وجود هؤلاء المخلصين؟
هل أذكرهم بالأسماء وهم يستحقون الذكر بما قدموا من تضحيات وبطولات كبيرة؟
مع أني أعرف والكثير مثلي يعرف أنهم معروفون للجميع، وليس كما من رأيناهم في احتفالية أمس السبت.
أنصفوا الناس واعطوا كل ذي حق حقه.
هذا إن أردتم الناس تصدقكم وتقترب منكم.
أما تسيير أعمالكم واحتفالاتكم بهذه الطريقة غير المنصفة، فهي التي تجعلكم في نظر الناس غير جادين في لم الشمل وتقريب وجهات النظر وإذابة الخلافات إن وجدت.
سؤال أخير: هل نرى في القريب المنظور شيئًا من التغير والتغيير في توجهاتكم السياسية نحو استقطاب الصادقين والمخلصين ممن همهم الأول والأخير حضرموت، وليسوا كما من همهم جيوبهم وعمر جيوبهم ما امتلأت، بل هي مثل النار هل من مزيد..؟!