العد التنازلي!

من كان حتى في الخيال يفكر، مجرد تفكير، أن يقيم دعوى ضد إسرائيل؟
كان العالم إلى قبل الطوفان، يخشى ذراع موسادها وشاباكها، وعصا أمريكا الغليظة!
حتى وصلت الغطرسة برئيس وزرائها أن يصف ما "يحصل في محكمة العدل الدولية"، بأنه عبارة عن مهزلة!

وأي قاضٍ كان يمكنه حتى مجرد التفكير في أن يذكر اسمها، فما بالك بمحاكمتها؟
حتى أتى الصوت العالي من وطن مانديلا العظيم الذي قاد السود والبيض إلى دولة ترفع راية الحق والعدل خفاقة إلى السماء.
ظن كثيرون أنه بمجرد أن يذهب مانديلا ستعود جنوب إفريقيا إلى بيت الطاعة، لكن العقلاء من البشر قالوا:
لا يمكن، فقد بذر مانديلا بذرته وذهب.
محكمة العدل الدولية تدين إسرائيل..
وفي المحكمة بدت صغيرة، حانية رأسها كأي حاكم عربي!
قال القضاة كلمتهم ومضوا' "إسرائيل مدانة"، ولم تستطع إدارة بايدن حتى أن تصرح بالاعتراض!
ها هو زمن إسرائيل بدأ يغادر، بعد أن اكتشف العالم أنها ليست البعبع الذي يخاف منه حتى خيال المآتة!
ذهبت الغطرسة أدراج الرياح، وبفضل 1200 مقاتل، وبعدهم مقاومة لاتزال تخوض أقسى وأعنف المعارك منذ السابع من أكتوبر 2023، وحتى اللحظة، إلى ما شاء الله.
لم يحقق الجيش الإسرائيلي سوى قتل النساء والأطفال، وتدمير المنازل، وتجويع البشر، واغتيال العاروري، والاغتيال دائمًا أسلوب الجبناء، في الميدان يتنافس حفنة من الحاقدين، هم أعضاء حكومة ما تسمى الطوارئ، يتنافسون من أجل الانتخابات، من يقتل أكثر من الأطفال، حتى ينال رضا المستوطنين!
في الغرب كله، يخرج الشارع الآن يقول لإسرائيل: كفى، وأمين عام الأمم المتحدة الذي لم يكن من قبله ينطقون عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، يقول: كفى.
أمريكا وحدها من يريد لبايدن العودة إلى البيت الأبيض على جماجم الأطفال الفلسطينيين.
من الآن وصاعدًا، ستواجه إسرائيل بالشارع الغربي، وهم يخشون -حكومة الحقد- أن تنتهي حربهم، لأن الأرض ستنتفض ضدهم في شارعهم وفي شوارع العالم!
لأن الأجيال الجديدة في الغرب كله كانت لا تدري أن إسرائيل تقتل البشر، كانوا يظنون عكس ذلك. الآن وسائل "السوشيال ميديا" قالت لهم:
لا... هي إسرائيل من يحتل أرض الآخرين..
من قتل أطفالهم..
من تعتقل النساء..
من يشيب الأطفال الفلسطينيين في السجون..
من يداهنها الغرب خوفًا وطمعًا...
ألمانيا تعاني عقدتها..
وبريطانيا لايزال السيد بلفور بوجهه الهندي مهيمنًا على روحها..
وفرنسا مشغولة بالتوفيق بين المثليين!
وهولندا التي يتزوج فيها رئيس الوزراء رجلًا، مع من يغلب!
لكن الشارع بدأ يعي..
على إسرائيل أن تدرك أن زمن الغطرسة ولى..
وأن زمن الهنجمة داسته حذاء مقاتل من القسام وسرايا القدس، أو أحذية أبناء الدحدوح..
هذا الكلام ليس كلامًا إنشائيًا بسبب الحماس..
أو في لحظة نشوة..
لا..
تابعوا ما يحدث في شوارع مدن الغرب، وسترون أن الغائب الأكبر هي إسرائيل.. لو أن العرب عاد فيهم عرب، ها هي الفرصة الذهبية لاحت، فمن ينتهزها؟
إن زمن ما بعد 7 أكتوبر غير زمن ما قبله..
والأيام بيننا..
والله غالب على أمره.