مثلت حرب 94 ضربة قاصمة في خاصرة الوحدة الوطنية، وحينها آل الأمر إلى مشروعين؛ مشروع
ضرب المدنية، ومشروع الديمقراطية. فيما كان المؤتمر والإصلاح يستنهضان وينقضّان على شراكة الوحدة والمرحلة الانتقالية، بتعبير الزعيم الخالد جار الله عمر. ولقد كان التكفير يحتد. ولنشاهد ذهنية الفيد السيئ وتبريرات...
الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر يؤكد أن الحرب مقدسة، وأن شهداءنا إلى الجنة، لأنهم في إرساء وحدة الأمة، وأن قتلى الحزب الاشتراكي إلى النار، لأنهم يموتون في سبيل تمزيق الأمة وهدم الوحدة. والجدير بالذكر أن هذا موقف العلماء!
***
اليوم تصل أول كتيبة مشاة من المتطوعين من محافظتي تعز والحديدة، بإرسالية من العقيد عبدالجليل سعيد بن سعيد الشرعبي، مسؤول فرع تجمع الإصلاح بتعز، بقيادة العقيد محمد بن محمد قحطان.
سرية أخرى من المتطوعين من محافظة البيضاء.. سرية أخرى من محافظة إب!
***
وصلت كتيبة أخرى من المتطوعين من حزب الإصلاح من أبناء العصيمات وحضور والمحويت، إلى الجبهة بقيادة صالح العلي.
كتيبة أخرى من متطوعي حزب الإصلاح من محافظة مأرب، تصل إلى الجبهة، بقيادة الرائد خالد بن علي العرادة، وسرية أخرى بقيادة الرائد جعبل طعيمان، عضو مجلس النواب، وسرية أخرى من أبناء حراز بقيادة العقيد مقبل الغيل، عضو مجلس النواب أيضًا. كما وصلت سرية أخرى لمتطوعين من أبناء حاشد بقيادة صالح القميش.
وتشكلت في هذا الأسبوع كتائب المتطوعين جميعًا الذين يتدفقون تباعًا إلى المعركة في حجم لواء من المشاة بإشراف قيادة الفرقة الأولى مدرع!
***
سرية أخرى من المتطوعين من محافظة أبين، بقيادة الرائد طارق الفضلي.
الشيخ الرائد طارق الفضلي يصاب بجروح عميقة في المعركة. والجدير ذكره أن الشيخ طارق وجمال بخيت النهدي يمثلان رأس الحربة في عداء الحزب الاشتراكي طوال أيام الفترة الانتقالية والأزمة السياسية!
***
منظمة حقوق الإنسان اليمنية برئاسة القاضي حمود الهتار، تزور الجبهات القتالية، وتتحلى بتحقيق محايد، وتستنكر تجنيد الحزب الاشتراكي للأطفال والزج بهم في المعارك! وتهيب بموقف الدولة في صنعاء لمزيد من إكرام الأسرى.
كما كانت تقوم بجمع التبرعات من أبناء الشعب، وإيصالها إلى الجبهات!
***
الشيخ عبدالمجيد الزنداني يرأس مشروع إنشاء لجنة عليا للتبرعات، ومن أعضائها كبار المشايخ والتجار والعلماء، وينشئ لها فروعًا في المدن الرئيسية، لتجمع التبرعات والزكوات النقدية والعينية والأغذية والملابس والأدوية، رغبة في نيل ثواب المشاركة من الله في إرساء الوحدة وحمايتها!
وقد كان دور هذه اللجنة عظيمًا! حيث ربطت كل أفراد المجتمع صغارًا وكبارًا في المجهود الحربي، وكونت اهتمامًا عاليًا بسير المعارك والتعاطف الكبير مع جيش الشرعية، وأدى ذلك إلى تقرب معظم أبناء الشعب إلى الله تعالى بأعمال البر!
***
إن معظم الذي حدث في مدينة عدن من انتهاب واغتنام لممتلكات الدولة، إنما حدث من قبل أبناء عدن، خلال الأيام 5 و6 و7 من شهر يوليو 1994م، عندما أحسوا باندحار الحزب وسقوطه قبل دخول قوات الشرعية إلى عدن!
مقتطفات من إلياذة هوميروس د. عبدالولي الشميري "ألف ساعة حرب".