قارورة بلاستيكية

محمد المساح - لحظة يا زمن
محمد المساح - لحظة يا زمن

قارورة بلاستيكية.. تتقلب دائريًا بفعل الرياح في السقيفة.
تهدأ الرياح.. فتظل القارورة ساكنة، ثم تعود الرياح للهبوب، فتعاود القارورة لعبتها في التدحرج دائريًا.
أراها.. أو كما يبدو لي في حركتها التلقائية، طفلة بلاستيكية بلا ملامح بشرية.
هي مقفلة الغطاء، فارغة في الداخل، لكن حركتها المتناغمة مع الريح تتخذ وضعًا بشريًا مجازًا، فرحة لنفسها.. تضحك في أعماقها، على هذا الإنسان الذي يتابع قلباتها الدائرية، وكأنها تدري أن هذا الرجل الذي يتابع حركاتها السيركية، رجل عاجز عن أن يكون مثلها.. حرة.. تتقلب كيفما شاءت.. تغازل الريح، وتلاعب سطح السقيفة الفاتح مساحته بكل أريحية، يشاركها بدون أن تدري الضحك على العالم بكلِّيته، ويتحديان -الاثنين- ذلك المشاهد الأهبل الذي استغرقه المشهد في تلك الرقصة العفوية لقارورة بلاستيكية رماها مستخدمها بعد أن أفرغها من المياه.. وأصبحت الآن حرة تغازل الريح، تتقلب، تتقفز، لا أحد يقول لها: بكَّرتِ وإلا غلَّستِ!