الشيخ الباشة بن عطية بن حزام - نائب رئيس ملتقى الجوف يهدد ويكشف خفايا علاقات عصابات النهب مع الدولة, ويفتح النار على السلطة: إذا أصرت على تجاهلنا سنريها الوجه الآخر, وجميع الخيارات متاحة

الشيخ الباشة بن عطية بن حزام - نائب رئيس ملتقى الجوف يهدد ويكشف خفايا علاقات عصابات النهب مع الدولة, ويفتح النار على السلطة: إذا أصرت على تجاهلنا سنريها الوجه الآخر, وجميع الخيارات متاحة

حوار: محمد الصالحي
ما هي الأهداف الحقيقة لتأسيس ملتقى الجوف؟ وكيف ولدت الفكرة؟ انتخابات الجوف وقرار المحكمة من المستهدف به؟ الجوف المحطة التالية لنار صعدة ما صحة هذه التنبؤات؟ وهل الجوف محافظة لا يقطنها إلا قطاع الطرق وعصابات السرق والنهب؟ ومن الذي يغذي الثارات في محافظة حرمت من أبسط الخدمات الأساسية؟
أسئلة حائرة يجيب عليها الشيخ/ الباشة بن حزام بن عطية نائب رئيس ملتقى الجوف وشيخ مشائخ قبيلة آل ذوي في هذا الحوار.
> من أين جاءت فكرة ملتقى الجوف, وما هو الهدف من تأسيسه؟
- الفكرة جاءت من خلال لقاءات كثيرة ومناقشات بين الكثير من المشائخ والوجهاء وأصحاب الرأي آخرها اللقاء التشاوري الذي عُقد في منزلي مطلع شهر يناير الماضي, وخرج الحاضرون بفكرة تأسيس الملتقى وتم حينها تشكيل لجنة تحضيرية. ونهدف جميعاً من خلال الملتقى ممارسة ضغط شعبي بطرق سلمية وديمقراطية على السلطات من أجل تلبية مطالب أبناء محافظة الجوف التنموية, لأن المحافظة محرومة من أبسط ما يمكن أن نسميه تنمية, لا توجد كهرباء ولا مشاريع مياه ولا كليات ولا معاهد فنية. وقد خرجنا في بياننا ب23 مطلباً, وجميعها مشروعة ومنطقية.
> هل تجاوبت السلطات مع مطالبكم؟
- لم تتجاوب السلطة حتى الساعة مع مطالبنا. وقد حدث ان استدعانا المحافظ فضل القوسي يوم المهرجان الجماهيري الذي أقمناه بالمحافظة قُبيل انتخابات المحافظين وقال لنا ما هي مطالبكم فسردناها عليه وأعطيناه نسخة منها, فقال: هذه صح, وأنا معكم فيها. فقلنا له حدد لنا وقتاً لتنفيذها وخذ الوقت الكافي. وطلب منا أسبوعين ولحق الأسبوعين أسبوع بعد أسبوع وحتى اللحظة لم يتم شيئ بل انه أصبح كلاماً كله " كذب في كذب ".
> هناك من يشكك في ملتقى الجوف ويتهمه بأنه الوجه الآخر لأحزاب اللقاء المُشترك من خلال سيطرة شخصياته على الملتقى الوليد, ولا يُمثل أبناء الجوف بمختلف أطيافهم؟
- بالعكس ملتقى الجوف يضم جميع أبناء الجوف كاملاً بمختلف ميولاتهم وانتماءاتهم وليس لحزب دون حزب أو فئة دون أخرى.
> عقدتم لقاء مشتركاً مع ملتقى مأرب في أبريل الماضي ما هي أبرز نتائج ذلك اللقاء, وإلى أي مرحلة وصلتم في التنسيق مع بعض؟
- التقينا مع الإخوة في ملتقى مأرب ونسقنا مع بعض واخترنا لجنة للتنسيق من عشرة أشخاص وعقدنا يومنا هذا (اليوم الذي تم فيه الحوار الأسبوع الماضي) لقاء جديداً مع ملتقى مأرب يوم ال26 من الشهر الحالي, موعد للقاء جماهيري مُشترك تحضره هيئات الملتقيين، وسيكون بمحافظة الجوف.
> كيف تنظرون إلى تجاوب السلطة مع ملتقى مأرب من خلال لقائهم مع نائب رئيس الجمهورية واعتماد 10 مليار ريال يمني كاعتماد إضافي في الموازنة, فيما لازالت نفس السلطة تتجاهلكم في محافظة الجوف؟
- أنا أعتبر ما تم من استدعاء قادة ملتقى مأرب للقاء نائب رئيس الجمهورية "تخدير مواقف" لملتقى مأرب الذي سبب إزعاجاً للسلطات, والعمل على تفكيك الملتقى.
> هل يكون التجاوب ناتجاً عن أهمية مأرب لملاك القرار بسبب وجود ثروة نفطية فيها، بينما الجوف محافظة لا توجد بها ثروات لذا فهي لاتُهم السلطة؟
- قد يكون كلامك صائباً, ولكن الهدف الحقيقي اعتقد هو ما ذكرته: تفكيك المواقف. ومن أجل ان نُشكك نحن, في ملتقى الجوف, بملتقى مأرب ونأخذ موقفاً منهم بسبب تجاوبهم مع دعوة السلطة وتركنا وحيدين. ولكنهم لا يعرفون, وأقصد هنا السلطة, اننا لا نشك في بعضنا وإننا على ثقة بيننا أكبر من أن يهزها أحد. ونحن يُسعدنا ان تجد مطالب ملتقى مأرب تجاوباً من السلطة وأن تُلبى مطالبهم المشروعة.
> وهل السلطة جادة في تنفيذ مطالب ملتقى مأرب؟
- الإشكالية إن لدى أبناء مأرب توجيهات منذ أكثر من خمس سنوات, وكل ما فعلوا ملتقى أو تشكيل جماهيري تعطيهم أوامر عقب أوامر, ولم يجد الناس على أرض الواقع منها شيئاً, ولا أظن ان الدولة جادة معهم.
> وأنتم في الجوف ما موقفكم في حال أصرت الدولة على تجاهل ملتقاكم؟
- سوف نعطيها "الوجه الثاني".
> وما هو الوجه الثاني؟
- نحن نطالب ولازلنا مُستمرين في المطالبة بطرق سلمية وديمقراطية ولكن أمامنا خيارات في الأخير قد نلجأ إليها في حال تعنتت هذه السلطة.
> وما نوع تلك الخيارات؟
- نحن ملتزمون بالنضال السلمي ولكن في حال أجبرنا على غيرها فسيكون عبر اتفاقات مع جميع من في الملتقى ولكل حادث حديث.
> بعيداً عن الملتقى نعرج على الحدث الأبرز في الجوف وهو ما حدث في انتخابات المحافظين وقرار المحكمة إعادة الانتخابات بعد طعن قدم في نتيجة المرشح المستقل حمد بن عبدان, ما هو انطباعك عن تلك الانتخابات وما آلت إليه؟
- نحن نعرف جميعاً أن هذه الانتخابات هي تزييف وكذب, بالنسبة لنا كأحزاب المشترك قاطعنا الانتخابات, والمرشح المستقل بن عبدان فاز في تلك الانتخابات بعدد من الأصوات، ولكنه جُمد لأنه أحد أبناء محافظة الجوف.
> ولكن هل التجميد بسبب انه من الجوف فقط أم هناك خفايا أخرى؟
- يضاف لكونه من الجوف أنه أسقط مُرشح المؤتمر الشعبي العام وهذا ما رفضه ملاك القرار.
> ولكن في مأرب والبيضاء سقط مرشحو المؤتمر وقبل المؤتمر بالنتيجة؟
- أعتقد أن الوضع مختلف هنا. هناك تحسس من أي شيء له صلة بالجوف.
> الجوف تُعد من أكثر محافظات الجمهورية حرماناً من التنمية وتتخبط في مشاكل الثأر وسوء التعليم, من المسئول عن كل هذا: انتم أبناء المحافظة أم الدولة؟
- السبب هي الحكومة حيث كانت هي الراعي الأول للثأرات في المحافظة, وشغلت لها ناس يغذوا تلك الثارات, وكلما دخلنا كمشائخ لنحل مُشكلة وجدنا أيادي للدولة تعمل على إفشال أي مساعي للسلام الاجتماعي.
> وهل الثارات هي العائق الوحيد أمام عجلة التنمية؟
- ليست هي العائق الوحيد ولكن الدولة تحارب الجوف, والثارات لها نصيب كبير من تأخر تلك العجلة.
> وهل قام أهالي ومشائخ وشخصيات وساكنو الجوف بواجبهم تجاه محافظتهم وعملوا على انتشالها مما هي عليه حالياً من خلال وقوفهم مع الدولة والعمل على توفير المناخ الملائم والآمن لمشاريع التنمية؟
- أهل الجوف واقفون مع الدولة ومع أي جهود تُبذل للتنمية. من الذي لا يريد لبلاده التنمية والخير والنعيم والاستقرار؟ ولكن المُشكلة أنهم لم يجدوا من يدعمهم أو يمد يد العون إليهم.
> يُشاع عن الجوف أنها منطقة خطرة حيث تكثر فيها عصابات السرقة وقطاع الطرق والنهب. هل ما يُشاع واقع وحقيقي؟
- هناك مبالغة وما يُشاع غير حقيقي. ظاهرة النهب والتقطع وهي ظاهرة مقيتة توجد في الكثير من المحافظات وليست حكراً على الجوف دون غيرها. وليست بالشكل الذي يصوره الإعلام من أن الجوف خطرة وأهلها قطاع طرق وناهبون. الجوف فيها ناس شرفاء وخيرون ورجال بكل ما تعنيه الكلمة. وهؤلاء الذين شوهوا الجوف من المتقطعين والسرق, والذين أعدادهم قليلة, معهم مرتبات ودعم من الدولة ويدخلون على المسئولين ليل نهار وفي أي وقت، ونعرفهم فرداً فردا.
> هل في برنامجكم كملتقى آلية لمعالجة الثأر؟
- قيادات الملتقى تعمل على حل الثارات وعقدت صلحاً بين القبائل المتناحرة. ونعمل في الملتقى على إنشاء لجنة "صلح ذات البين"، ولكن بعد موت الشيخ الأحمر تم تشكيل لجنة مشابهة ونحن ندعمهم ونعينهم وقد حلت الكثير من المشاكل وقطعت شوطاً كبيراً في عملها.
> الجوف يقال عنها إنها محافظة قابلة للاشتعال في أي لحظة، واقصد هنا بين الدولة والحوثيين خصوصاً وهي محافظة مجاورة لصعدة ومنطقة حرف سفيان ولتواجد ظاهر للعيان لأتباع وأنصار الحوثي؟
- أعتقد أن هذا مُبالغ فيه, والجوف بمشيئة الله في منأى عن أي فتنة بتكاتف أهلها وتراصهم.
 
* يُنشر بالتزامن مع موقع "مأرب برس"