وبال الزعامات

من تعاسة حظنا في هذا البلد المغضوب عليه، أن الله ابتلانا بالمكونات السياسية ذات الأعداد الكبيرة، وقد تقترب أو تتعدى هذه المكونات في الأعداد البشرية الكبيرة في الحكومة، وكذلك هو الحال في ما لنا من مجلس رئاسي به ثمانية أشخاص، وهذا المجلس ما نتفرد به عن كل دول العالم ثمانية مرة واحدة ما قد حصلت إلا عندنا.

هؤلاء مجتمعين ورب الكعبة المشرفة إنهم صاروا وبالًا علينا، ولم نستفد منهم في شيء إلا العذاب والدمار وخراب البيوت.
هؤلاء يراهم الكثير من أبناء هذا الشعب أنهم هم الأعداء، وليس كما يصورون أن لنا أعداء آخرين غيرهم.

هؤلاء مع مرور الوقت ومع التجربة المؤلمة معهم، اكتشفنا أن لا هم لهم ولا تفكير إلا في كيفية تمكين أبنائهم ومن يقرب لهم بصلة.
أما من يدعون أنهم رعيتهم فهم في آخر تفكيرهم واهتماماتهم المرحلة من عام لعام آخر.

قد يقول قائل إنهم مخلصون وصادقون، ولكن ما باليد حلية.
وقد يقول آخر إنهم مقيدون بالفصل السابع.
لكن نقول للقائل الأول والآخر إننا لم نرَ طوال هذا المدة التي هم فيها حكام أي إخلاص ومصداقية مما يتحدث عنها القائل الأول.
كما نعرف أن الفصل السابع لا يتعارض مع مساعيهم في تقديم ما يرفع شيئًا مما حل برعاياهم ومن هم مسؤولون عنهم.

الفصل السابع لا يقول لك اجعل نفسك مكتوف الأيدي، بل عليك البحث عن الحلول والمخارج المقبولة التي ستقلل من وطأة ما هو حاصل.
نخجل وتصيبنا حالة من عدم الرضا عندما نرى أحدهم عائدًا من الخارج للعاصمة المؤقتة عدن، وعدن تشكو حالها البائس مما صارت فيه في عهدهم السيئ الذكر.

المصيبة أنهم مصرون إصرارًا عجيبًا على جعلها عاصمة، وهي صارت خرابة في عهدهم هذا.
لا تمر فترة إلا ويتكرر هذا المشهد المقزز، وهو هبوط طائرة في مطار عدن وبها إما فرد أو جماعة منهم.

فكل هذه الخطرات والخرجات والعودة للوطن المنهك أبناؤه بالفقر والأمراض والأوجاع، لا تزيد هذا الشعب إلا كراهية وخصومة لهؤلاء الزعامات الكرتونية الذين أثبت الوقت مدى فسادهم وعدم اهتمامهم بما يمر به البلد من وضع كارثي مخيف.

لهم نقول وسنكرر القول:
ما يمر به شعبكم ألم يوقظ فيكم شيئًا من مشاعر الإنسانية وأنتم داخلون خارجون، وترون كل صنوف الأذى والعذاب التي يتجرعها هذا الشعب؟
هل فعلًا كما يقول البعض أنكم صرتم فاقدي الإحساس، ونزعت من قلوبكم الرحمة والإنسانية، وأنكم متفقون مع من يريد تعذيب هذا الشعب؟
ولو كان ما يقال عنكم كذبًا وافتراء، لرأينا منكم شيئًا من ردات الفعل، وهذا الشيء هو المفقود عمليًا، ولا وجود له إلا في خطاباتكم الكاذبة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.