المأساة الفلسطينية مسؤولية على عاتق كل أحرار العالم

الشعب الفلسطيني يتعرض لإبادة جماعية بكل ما للكلمة من معنى، وهي تدخل شهرها الثامن، ومُذ البارحة يشن العدو عملية عسكرية كبيرة على رفح راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى، ولاتزال العملية الإجرامية مستمرة وأرقام الضحايا تتضاعف في الساعة الواحدة!
والمؤلم أن الأمة العربية والإسلامية تتفرج في صمت مطبق وهي ترى شعبًا عربيًا مسلمًا يُذبح من الوريد إلى الوريد وعلى الهواء مباشرة!
لم يحرك ضمير أبناء هذه الأمة سقوط أكثر من ٣٤ ألف شهيد و٧٨ ألف جريح فلسطيني!
لم تحرك مشاهد الأطفال الممزقة أجسادهم الصغيرة، الغيرة في صدور مئات الملايين من العرب والمسلمين!
لم تحرك أشلاء الحرائر الفلسطينيات الحمية في نفوس الأمة العربية والإسلامية التي تتجاوز المليار إنسان!
لم يحرك شيئًا صراخ الأطفال المرعوبين من آلة الموت للكيان المجرم، ولا آهات النساء المفجوعات من هول الوحشية للعدو الذي يقتل الجميع بلاء استثناء رجالًا ونساء أطفالًا وشيوخًا، فكل فلسطيني هدف يجب أن يقتل سواءً صغيرًا أو كبيرًا رجلًا أو امرأة!
وبدل أن تكون هذه الوحشية المستمرة للعدو دافعًا لنا نحن بالذات الذين نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم في الاستمرار في نصرة فلسطين وأبنائها بكل ما نملك، ونكثف من نشاطنا الإعلامي في فضح جرائم العدو والتذكير الدائم لنا وللآخرين بمسؤوليتنا تجاه نصرة الشعب الفلسطيني، صرنا معتادين على مشاهد الجرائم الوحشية للكيان!
إن حالة التأقلم مع جرائم كيان العدو حالة خطيرة ومأساوية وعواقبها وخيمة على الأمة جمعاء، لأنها فرطت وتخاذلت أمام مسؤوليتها في نصرة أبنائها المظلومين ومقدساتها المنتهكة حرمتها.
والله المستعان علينا جميعًا على تأقلمنا وخذلاننا لإخوتنا إلى حد أنه منذ بدء العملية الإجرامية للعدو البارحة في رفح لم أقرأ لأحد على "فيسبوك"، يتحدث عن تصعيد العدو في رفح إلا أشخاصًا معدودين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد، وأعرف أن صفحاتكم قد تتعرض للحظر والتقييد إذا تحدثتم عن المأساة الفلسطينية، لكن هذا ليس مبررًا للسكوت والتأقلم مع مأساة العصر التي لا مثيل لها حتى لو تعرضت حساباتنا للحظر والتقييد والتعطيل، فهي فداء لفلسطين وشعبها، ولا تساوي هذه التضحية دمعة طفل ولا صرخة ثكلى، ولو التضحية بحساب فيسبوكي فيا بلاش!

أرجوكم يا زملاء الحرف ورفاق الكلمة من كتاب ومثقفين وأدباء وصحفيين وإعلاميين وناشطين، لا تتأقلموا وتتعودوا على مشاهد أشلاء أبناء فلسطين المحترقة والممزقة، وتتعايشوا معها، بل انشروها واكتبوا عنها في كل مكان في المواقع الإلكترونية والصحف والقنوات، وذكروا العالم بها، واستنهضوا الضمير في نفوس أحرار العالم، وذكروا أبناء الأمة العربية والإسلامية بمسؤولياتهم الدينية والإنسانية والعروبية، وأن الصمت عار وخزي وهوان!
أرجوكم يا أصدقائي الأعزاء في كل مواقع التواصل الإجتماعي المختلفة، لا تتجاهلوا الجرائم المروعة بحق الشعب الفلسطيني المكلوم، بل اكتبوا عنها كل بطريقته وبأسلوبه الخاص، ويذكر كل إنسان أصدقاءه ومتابعيه بمسؤولياتهم، وبضرورة شحذ الهمم ومواصلة النصرة والمساندة لأهلنا وإخوتنا في فلسطين، حتى إيقاف هذا العدوان الفاشي البربري عليهم من قبل شذاذ الآفاق القتلة.
والله المستعان!