وصف علاقته مع السعودية بـ"التاريخية" ومع ليبيا بـ"التجارية"!! الشيخ حسين الأحمر: ما يحدث في الجنوب أزمة سياسية.. وهناك من يجيِّش الشارع بنغمة الانفصال، وهؤلاء لا بد أن يحالوا إلى النيابة ويًحاكموا بتهمة الخيانة العظمى

وصف علاقته مع السعودية بـ"التاريخية" ومع ليبيا بـ"التجارية"!! الشيخ حسين الأحمر: ما يحدث في الجنوب أزمة سياسية.. وهناك من يجيِّش الشارع بنغمة الانفصال، وهؤلاء لا بد أن يحالوا إلى النيابة ويًحاكموا بتهمة الخيانة العظمى

- حوار: محمد الصالحي
ينشر بالتزامن مع "مأرب برس"
دعا الشيخ حسين الأحمر أبناء الجنوب للتوجه إلى القضاء والنيابات لنيل مطالبهم. معتبراً ما يحدث في الشارع الجنوبي وحقنه بنغمة الانفصال عملاً غير وطني.
وإذ أشار إلى وجود اختلالات في اداء اللجان المشكلة لحل القضايا العالقة كلجنة الأراضي، لفت إلي جهود الدولة في حل مشاكل المتقاعدين ورصده 30 ملياراً لها.
 حسين الأحمر رئيس مجلس التضامن انتقد في حواره مع «النداء» الدولة واستعانتها بالقوات العسكرية في مواجهة ما يحدث في الجنوب  وقال إن من الخطأ أن تقوم الدولة بإنزال الدبابات إلى الشوارع والقرى وتنفيذ حملة اعتقالات من البيوت. لكن أكد على ضرورة إحالة كل من شأنه عمل على  اقلاق الأمن والاستقرار إلى النيابة، لنيل جزائم.

> شيخ حسين الأحمر، كيف تنظرون إلى ما يدور في الجنوب؟ وهل هي أزمة سياسية أم مطلبية من وجهة نظركم؟
- شيء مؤسف، وأعتقد أن ما يحدث في الجنوب هي مطالب سياسية، ومما لا شك فيه أن هناك حقوقا، والحقوق تُعالج من خلال القضاء أو المسؤولين، والمتابعة ومنظمات المجتمع المدني والمطالبة، بالطرق التي كفلها القانون والدستور. لكن عندما تكون هناك ضغوط سياسية وتحريك الشارع من أجل الحصول عليها... لأن الشارع عندما تجيشه بنغمة انفصال، لا أعتقد أن تجد إنسانا يمنيا وطنيا حريصا على اليمن يتغنى أو يتفاخر بالانفصال، لأن اليمن أصبحت لها قيمة من خلال وحدتها، فأتمنى أن تحل مثل هذه الإشكاليات بالطرق السليمة والصحيحة...
> أصحاب الحراك الجنوبي يقولون إنهم طالبوا لسنوات بمطالبهم الحقوقية والتي لم تحقق السلطات منها شيئا على أرض الواقع!!
- الحقيقة هناك مماطلة لا أحد ينكرها، واللجان التي شُكّلت السنة الماضية أو هذه السنة من أجل حل مشاكل الناس سواء الأراضي أو المطالب وكذا الاختلالات الموجودة، أعتقد أنها لم تحل أي مشكلة، وهناك لجنة على حسب علمي وزعت 12 ألف قطعة والذي بلغني أنه لم يستلم أي شخص أي قطعة!! ولجنة الأراضي لم تقم بأي عمل، وعلى اللجان التي شُكّلت أن تقوم بعملها من أجل تفادي هذه المشاكل وسرعة حلها.
التي حلت من المشاكل هي فقط قضية المتقاعدين. والدولة قامت معهم بأكثر من واجبها، وحلت مشاكلهم وخصصت لهم 30 مليار ريال.
> اعتقالات طالت قادة الحراك الجنوبي وكذا ناشطين مدنيين، ما هو موقفكم كمجلس من هذه الاعتقالات؟ وهل هي مشروعة؟
- اسمع أخي، أي واحد يعتصم أو يتظاهر أو يطالب بحقوقه أو بمظلمة، فنحن معه بما نستطيع، بقلوبنا وبكل إمكانياتنا. ولكن أن يُطالب بالانفصال فلا بد أن يُحال إلى النيابة والقضاء ويُتهم بالخيانة العظمي، وهذه هي قناعتي...
> إذا كانت هذه الشعارات شاذة ومن أشخاص قلة، فلماذا تعميم ذلك على جميع الحراك؟
- شوف أنا أتكلم بوجهة نظري. أي واحد يطالب بحقوقه من عدن مش معقول "أبزه" (آخذه) وأقوم أحبس صاحب تعز. أنا باقوم "أشله" إلى النيابة وأقول له: سجل مطلبك، وأدعو المؤسسة المدعى عليها لتنصفه. لكن واحد يخرج إلى الشارع يأخذ سيارة أو يخرب محل وتسأله: أيش المطلوب؟ يقول لك: "أريد انفصالـ" ما هو رأيك؟ ماذا تتخذ ضده الدولة من إجراءات؟.
> لكن هل مداهمة المنازل واعتقال الناس من داخلها هل هذا بوجهة نظرك صحيح؟
- الاعتقال لغير المذنبين غلط، ولكن افترض سيارتك بالخارج وجاء واحد وسكب البترول وحرقها، ما هو موقف الدولة من هذا؟ فما بالك بواحد تعدى على المصالح العامة والخاصة تحت ماذا؟ يقول: "نريد انفصالـ" ما هي الإجراءات التي نقول للدولة أن تتخذها؟
> كمجلس للتضامن لماذا لم نسمع لكم بيانا توضيحيا حول موقفكم مما يدور في الجنوب؟
- موقفنا واضح، وقد تكلمنا في عدة لقاءات وعدة صحف، وقلنا إننا لا نعطي أي جهة حق أنها تطالب بالانفصال. ونحن نرى انه من الخطأ أن تقوم الدولة بإنزال الدبابات إلى الطرق العامة والقرى وفي شوارع المدن أو الاعتقالات في البيوت، هذا شيء مرفوض. لكن من يقلق الأمن والاستقرار ويهدد المصالح العامة والخاصة لا بد أن يحال للنيابة والقضاء لاتخاذ ما يناسب فعله.
> ولكن هذا موقف شخصي منك ولم نسمع أو نرَ بيانا رسميا للمجلس يوضح في موقفكم؟
- نحن شكلنا لجنة تتقصى ما يجري في الحراك الجنوبي. ومن خلال تلك اللجنة عندما تأتينا بتصورها أؤكد لك أن مجلس التضامن سيصدر بيانا حول موقفه بشكل واضح.
> إلى ما ذا تهدفون من افتتاح فرع للمجلس في عدن؟
- شوف نحن في فرع عدن نتمنى أن نتعاون مع الناس ويكون لنا دور ايجابي والتقينا يوم أمس (الأحد) بمنتدى "الأيام" وبلغنا الناس أن من كان له حقوق ويقدر مجلس التضامن أن ينفعه عند الدولة أو مؤسسة، بشرط أن تكون مشروعة وحقيقية، وكقضية التضامن نحن نهدف بتوعية الناس ونتلمس قضاياهم والوقوف إلى جانبهم بكل أشكالهم سواء حزبيين أو مستقلين أو مواطنين فنحن معهم بغض النظر هل هم في المؤتمر أو الإصلاح أو الاشتراكي... همنا أن يكون المواطن يمنيا، وأنا على ثقة أن فرع عدن سيكون له دور مميز في عدن. والذي يهمنا الآن في هذا الحراك هو الحوار، لأنه أمر مهم. وأطلب من الدولة وقادة الحراك أن يجلسوا للحوار والحوار المطلوب حوار شفاف وصريح.
> قبل بضعة أيام كنتم في ضيافة شيخ الجعاشن محمد أحمد منصور ما نتائج لقائكم به؟
- بالأمس عاد أهالي الجعاشن إلى بيوتهم، نحن والأخ محمد عبد اللاه القاضي اتخذنا آلية لإرجاع من كانوا في صنعاء وكانوا طالبوا بأن لهم منهوبات قدرت بحوالي خمسة مليون ريال، وتم صرفها بتوجيه من رئيس الجمهورية وسلم لهم المبلغ أو بالأصح ستة مليون ريال يمني، وتم نزولهم إلى قراهم وبيوتهم، والتزم الشيخ محمد منصور بعدم المساس بهم أو سلب حقوقهم وعلى أساس أن يعودوا آمنين والآلية التي اتخذناها نحن وبعض المشائخ عند نزولنا الجعاشن للقاء الشيخ محمد أحمد منصور هذه اللجنة كانت الآلية السليمة لحل تلك المشكلة لأنه قد سبق وشكلت لجان عدة إلا أنها لم تستطع الوصول إلى باب الجعاشن، فلو تعاملنا بغير تلك الطريقة لبقوا أهالي الجعاشن في صنعاء ولرد لهم أي حق، ولكن كل من طالب أنه سلب عليه أي شيء بدون أن نتحقق سلمناه، وأنا متأكد أن بعض المطالب غير حقيقية ولكن من باب العطف تواصلنا مع الأخ الرئيس وقلنا له: عوضهم بما طلبوه لأن الشيخ منصور عند لقائي به أنا والشيخ علي صالح شطيف قال أن من سلب له أي شيء من الوكلاء يجي ويحلف وأنا أسلمه له. وقلنا: ليس هناك داعي لإطالة القضية فهم أناس مساكين وهناك من يدفعهم سياسيا و5 أو 6 مليون ليست مشكلة، يأخذوها ويرجعوا إلى بيوتهم. أما بالنسبة لممتلكات الشيخ التي يدعي أنهم شركاء له فيها، فما هو جارِ في المحافظة والأعراف اليمنية من حيث أن للشريك النصف أو الثلث أو غير ذلك، العرف الموجود في المنطقة يسود عليه لأنه لا يمكن تشجيع الشريك أن ينهب المالك ولا يمكن تشجيع المالك أن يضر شريكه، لأن بينهم عقود واتفاقيات مبرمة من أيام الترك بعضها قريبة وبعضها بعيدة.
> هل تعتبرون ما قمتم به حلا جذريا للقضية، وأننا لن نسمع عن مهجرين جدد؟
- أنا اعتبر أن 60% من الذين يخرجون من الجعاشن أنهم مستضعفين, وقد تكلمت أنا والأخ محمد عبداللاه القاضي إلى الإخوة في الجعاشن أن من عليه أي طلب من الشيخ محمد منصور فإن عليه الحضور إلينا ونلتزم بمناصفتها في القضاء أو في الشرع, وإذا تم رفض مناصفته حينها سنتخذ إجراءاتنا, لكن تشجيع الشريك على نهب ممتلكات المالك لا يجوز.
> مجلس التضامن حين تم تأسيسه واجه العديد من الانتقادات من الحكومة, واليوم البعض يقول انه عبارة عن ظاهرة صوتية وليس له أي دور على أرض الواقع...؟
- نحن ما زلنا في مرحلة التأسيس والفترة التي مرت حوالى 8 شهور وهي فترة وجيزة وطوال تلك الفترة ونحن نصارع السلطة والمعارضة ولم يعطونا فرصة أن نقوم بدورنا. لكن أؤكد أن المجلس خلال السنوات القادمة سيكون له دور ملموس وايجابي ولن يكون ذلك إلا بتعاون الجميع, ونحن لسنا حزبا سياسيا نبحث عن السلطة أو الرئاسة أو البرلمان, نحن منظمة مدنية نبحث عن خدمة البلد.
> برأيك هل انتخاب المحافظين سينقذ اليمن من الأزمة كما يصوره البعض؟
- ليس المنقذ وإنما جزء من المعالجات وما أطلبه من القيادة السياسية أن يجسدوا الديمقراطية في انتخابات المحافظين بشكل شفاف وعدم ممارسة أي ضغوط على الناخب وترك الخيار له لاختيار الشخص المناسب, وإذا مارست الدولة أي ضغوطات على الناخبين في المجالس المحلية لاختيار محافظ أو شخص بعينه فأعتقد أننا لن نصل إلى أي معالجات.
> كيف تنظر إلى آلية انتخاب المحافظين؟
- أولا أؤكد أن أعضاء المجالس المحلية منتخبين من قبل الشعب وانتخبتهم مراكزهم ومديرياتهم...
> لكن هناك اتهامات بأنها انتخابات مزورة؟
- مهما كان فعلينا ترك المجال للقضاء لتقديم أي شكوك أو إدانات والقضاء قد قال رأيه في ذلك, لكن اليوم هم أعضاء مجلس محلي ولا نقدر أن نقول إنهم ليسوا منتخبين من الشعب, وكل أعضاء مجلس محلي في كل محافظة أنا متأكد أنهم حريصون على أن يكون رئيس المجلس المحلي إنسانا قادرا على خدمة المحافظة, وندعو القيادة السياسية وقيادة المؤتمر بحكم أنها الحائزة على الأغلبية في المحليات أن تترك لأعضاء المحليات في المحافظات والمديريات حرية الاختيار. ورأيي الشخصي أن من الأفضل عدم انتخاب أي محافظ من المحافظين الحاليين وأن يمثل كل محافظة محافظ من أبنائها وهي ليست دعوة للعنصرية, لكن طالما وقد أقر انتخاب المحافظين يجب إعطاء المحافظ المنتخب كافة الصلاحيات وهو يتحمل كافة المسؤولية فإن أصاب فسيحظى باحترام الناس وثقتهم مرة أخرى, وإن أساء ولم يكن أهلا للمسؤولية فأنا أؤكد لك أنه أكبر خاسر لأنه سيفقد ثقة الناس واحترامهم, ولكن لن يكون بالإمكان أن تحمله أي مسؤولية وأنت لم تُعطه سلطات مطلقة لقيادة المحافظة وخدمتها وترميم الاختلالات الموجودة فيها.
> هل لك أن تصف لنا علاقتك بالسعودية؟
 - السعودية دولة شقيقة وجارة وعلاقتنا بها علاقة طيبة ونعتز أن لنا علاقة بالإخوة في السعودية. أؤكد أن أي علاقة لنا مع السعودية أننا سنوظفها لخدمة البلد.
> وماذا عن ليبيا؟
- علاقتنا مع ليبيا علاقة تجارية، وهي شبه موقفة الآن، وإذا وجدت هناك أعمال تجارية مستقبلية فالعمل التجاري مشروع ولا يوجد لدينا مشكلة في ذلك.