إلى كل المعتقلين مؤخراً.. إلى كل المعتقلين لاحقاً.. أشفق علينا كما أشفق على هذا البلد الجثة.. اختلفوا الورثة!

إلى كل المعتقلين مؤخراً.. إلى كل المعتقلين لاحقاً.. أشفق علينا كما أشفق على هذا البلد الجثة.. اختلفوا الورثة! - فكري قاسم

< أينما وجدت شيئاً مُعطلاً رغم مزاياه الجميلة والمغرية كاليمن، تأكد أن وراء ذلك ورثة اختلفوا وتركوا الأمور تمضي إلى الإهمال!
< في قلب العاصمة صنعاء –على ناصية شارع هائل– غدا فندق "بانوراما" مبنى معطلاً يحكي ذكرى وفاق قديم.. ما المشكلة؟ قالوا: اختلفوا الورثة.
فندق "مأربـ" أيضا أحد أضخم وأقدم فنادق تعز، هو الآخر معطل مذ سنوات.. ما المشكلة؟
برضه قالوا: اختلفوا الورثة!
اكسر من عمارة أنيقة ومغرية تعطلت الحياة فيها للسبب نفسه. أكثر من مشروع تعطلت الحياة فيه لنفس السبب برضه.
لا بأس.. إن أمورا كهذه تتطلب شراكة واعية، ومنصفة.
< اوه!! ما الذي يجعل مشروع الوحدة اليمنية العظيم ينط إلى دماغي الآن؟ ولماذا تدهورت أمور الحياة فيها إلى هذا الحد؟
 ما الذي يحدث في هذا البلد بالضبط?!
بالأمس تطاحن شركاء الوحدة في الشمال والجنوب.. بعد حرب صيف94 ذهبت بصيرة البلد لصالح الشمال.. أو هكذا مثلما يقولون.
 بعد الحرب كان الورثة الحقيقيون هم تحالف المؤتمر والإصلاح. لكن صحبة السمن والعسل بينهما لم تدم طويلاً.. مرة أخرى اختلفوا الورثة!
دخل البلد في دوامات جديدة.. وظهر للسطح ورثة جدد.. وكل واحد عينه عليها.. ويا حسد بعينك عود!
< احمد علي هو الوريث الشرعي الأول للبلد "حق أبوه".
علي محسن الأحمر يريدها أيضاً؛ هو الرجل الأقوى في البلد. محمد صالح الحمر كمان!
يحيى محمد عبدالله صالح.. طارق محمد عبد الله صالح.. عمار محمد عبدالله صالح.. تيسير صالح محمد عبدالله صالح.. توفيق صالح عبدالله صالح.. وجميع الأهل والأصدقاء (كما لو أنني في برنامج "ما يطلبه المستمعون") جميعهم ورثة.. وكل واحد يشتي حقه من الكعكة.
 جميعهم "يمنيون" طبعاً، ومن حقهم أن يرثوا ويحكموا.. نحن أولاد الشوارع "الفرَغّْ بني الفرَغْ" الذين ينبغي علينا ألا نزاحمهم ولو حتى بالحصول على ترخيص إصدار صحيفة!
 يا إلهي كم نحن "قليلين أدبـ".. ونستحق الدعس!
< قائمة الورثة المبجلين لم تنتهِ بعد.
 حميد الأحمر وإخوانه يريدونها أيضاً. لقد كان والدهم –رحمه الله– شريكا فاعلاً، ولا بد لأحد أبنائه أن يقف الآن في طابور "بعد الطالع" والا والله ما تنزل "طَبَّة"!
ومع هذا، لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. هم بارون جداً بمن كان باراً بوالدهم.
< مشائخ بكيل ليسوا أقل قيمة من مشائخ حاشد، ولا بد أن تكون لهم حصة من الكعكة.
قبائل مراد والعوالق ليسوا أولاد خالة، وكل واحد يشتي حصته؟!
حركة الاحتجاجات الجنوبية تطالب بحصتها من البلد.
 مواطنو مارب يطالبون بحصتهم من النفط.
أحزاب المعارضة تطالب بحصتها من اللجنة العليا للانتخابات!
حزب الإصلاح يتصرف مع المشترك كما لو انه الوريث الشرعي لاستلام السلطة، وحصته من البصيرة لازم تكون الأكبر.
< ملعون أبوها حياة.. ملعون أبوها بصيرة..
 تعطلت البلاد يا خُبرة..وأقترح على تلفزيون حسن اللوزي، وكذا على كل منظمات المجتمع المدني، وكذا أئمة المساجد، أن يكرسوا جهودهم –من الآن ومطلع– في برامج وخطب لها علاقة مباشرة في علم المواريث.
< الأمر لا ي توقف عند هذا الحد من الورثة "المطوبرين" فحسب. الأمر يشبه –تماماً– التفاف سرب نسور على جثة ميتة.. هي اليمن.
< أشفق أحياناً على هذا الرئيس، علي عبدالله صالح؛ يصالح من.. ويراضي من؟
وكم الديك وكم مرقه؟
لكن على فخامته –وهو المسؤول الأول– أن يدرك جيداً أن البلد تمضي إلى منزلق رخو.
< في هذه المرحلة الخطرة عموماً، يحتاج "صالح" إلى شركاء مخلصين لا علاقة لأحدهم بفصل المواريث.
يحتاج أيضاً، وهذا الأهم، إلى شيئاً من فضيلة الاعتراف بالآخر بعيداً عن غرور القوة.
 ذلك لأن إدارة الحياة بحافز القوة ضعف خفي.. ويقود –دائماً– إلى انتصارات غير مشرفة على الإطلاق.
Hide Mail