النائب فؤاد دحابة لـ«النداء»: إقامة المهرجان الغنائي إصرار من الحكومة على الرقص على مآسي الناس وآلامهم

قال النائب البرلماني فؤاد دحابه إنه وجه الإعتراض على إقامة الحفل الغنائي الذي تحييه الفنانة أصالة نصري غداً الخميس في عدن هو تبني الحكومة لهذا المهرجان وإنفاق الاموال من الخزينة العامة عليه وكأنها لا تبالي بجراحات الشعب بل وترقص عليها.
واشار دحابة الذي تحدث إلى الزميل جلال الشرعبي من «النداء» إلى أن المتطرف وحامل راية العنف لا ينتظر إشارة من أحد و«أنا لست مسؤولاً عن تصرفات غيري»، في إشارة إلى تهديدات متطرفين للفنانة أصالة بالقتل.
وأضاف: «أنبه إلى أننا ضد العنف بكل أشكاله وإن كان في مواجهة الفساد والمنكرات وهذا الكلام نقوله عن قناعة دينية قبل أن يكون عن توجه سياسي».
تابعوا التفاصيل:
> أنبه إلى أننا ضد العنف بكل اشكاله ولو كان في مواجهة الفساد والمنكرات.
> إعلان المشترك تضامنه مع النائب «حاشد» فليس كشخص اخطأ أو أصاب ولكنه يخشى أن يستخدم البرلمان وسيلة لإغلاق الصحف وحل الاحزاب.
> ما وجه اعتراضكم على إقامة الحفل الغنائي للفنانة أصالة نصري في عدن؟
- كما يعلم القاصي والداني الظروف الصعبة والمعاناة التي يعيشها اليمنيون. وفي ظل هذا تفاجئنا الحكومة ممثلة ببعض مؤسساتها بهذه الاستضافة وفي مدينة عدن التي شهدت كثيراً من الإحتجاجات والفعاليات السلمية. وكأنها لا تبالي بجراحات الشعب بل وترقص عليها، والانكأ من ذلك أن تنفق على هذه الاحتفالات من أموال الشعب الذي لا يجد لقمة العيش.
> ولكن اليوم أعلن المنظمون عن تخصيص 30٪_ من ريع المهرجان لمرضى السرطان؟
- هذا شيء راجع لهم ونسأل الله أن يكتب لهم الأجر، لكن الخطأ يعالج بالغاء المهرجان والاعتذار للشعب عن الاستهتار ورد الاموال إلى الخزينة العامة للدولة.
> هل هذ من مهام مجلس النواب؟
- لا يمنع أن يقوم المجلس بهذا باعتباره صورة من صور الفساد وإهدار المال العام ولا بأس أن يؤدي المجتمع دوره في إنكار هذا الأمر بالطرق السلمية والشرعية.
> هدد متطرفون في بيان منسوب إلى القاعدة بقتل أصالة وتوعدوها بمصير بينطير بوتو رئيسة وزراء باكستان السابقة، ماذا يعني هذا؟
- المتطرف وحامل راية العنف لا ينتظر إشارة من أحد وأنا لست مسؤولاً عن تصرفات غيري وانبه إلى أننا ضد العنف بكل أشكاله وأن كان في مواجهة الفساد والمنكرات، وهذا الكلام نقوله عن قناعة دينية قبل أن يكون عن توجه سياسي.
> هل هذا الرأي يعبر عن التجمع اليمني للإصلاح؟
- اعتقد أن هذا الرأي يمثل غالبية اليمنيين الذين يعانون الأمرين من سياسات الحكومة الفاشلة والمتردية. وتستطيع أن تنزل إلى الشارع لتسأل أي مواطن ربما لا يجد قيمة العلاج لولده المريض.. وقل له: هل توافق على إقامة مهرجان غنائي من أموال الشعب ثم إن الشخص إذا كان مقتنعاً بصوابية رأيه فلا يهمه رأي الناس أن يكونوا معارضيه أومؤيديه.
> برأيك هل تعتقد أن إصدار الفتاوى وجمع التوقيعات ضد المهرجان إجراء سليم وقد يوقف المهرجان؟
- الجهات المنظمة للمهرجان ليس من سيوقفها عن الحفل فتوى أو توجيه يصدر عن مجلس النواب، لكننا نناشد منهم الضمير الوطني أن يكفوا عن العبث بمقدرات الأمة وثرواتها، وإن شاءو أن يغنوا ويرقصوا على حسابهم الخاص فهذا راجع لهم.
> هل تتوقع أنت إيقاف المهرجان أو بسبب هذا قد تتخذ الفنانة أصالة قراراً بعدم الحضور؟
- لن يتوقف المهرجان كما هو واضح.. وما قمنا به نرجو أن تبرأ به الذمة، كما نرجوا أن لا يتكرر هذا الخطأ.
ودعوتي لإيقاف هذا العبث والرقص ليس فيه شيء شخصي ضد «أصالة» ولو وجدتها لقلت لها إنهم يحرجونها بهذا المهرجان لأنها ستغني أمام جمهور جائع ويعاني من الفقر كمن يرقص ويفرح على آلامهم.
> ولكن هل إيقاف المهرجان سيحل مشاكل الناس التي تتحدث عنها؟
- منع المهرجان سيحقق أهدافاً على المدى البعيد في شعور المواطنين بأن الدولة تحترمهم وتقدر معاناتهم، كما أنها تلفت نظر المواطن إلى أن له حقاً من خزينة الدولة فهذه أهداف على المدى البعيد. وسؤالي باختصار: هل يصح أن تنفق الملايين على مهرجان غنائي مع وجود إحتياجات ماسة للمواطنين؟ وفتح هذا الباب سيعني مزيد من العبث بالمال العام وسيضيف صورة من صور الفساد.
> المشكلة إذاً أن جهات رسمية هي من قامت بدفع المبالغ المالية لإقامة المهرجان وأن لا مشكلة إذا قام بالأمر جهات خاصة؟
- المبدأ العام واضح في إجابتي: إنه لا يجب الرقص على آلام الناس. وإذا كانت هناك جهات خاصة هي من قامت بتنظيم المهرجان والإعداد له فاننا سنوقم بزيارة هذه الجهات وتقديم النصح لها وإقناعها بإيقاف مثل هذا كواجب أخلاقي وديني.
> برأيك هل المهرجان هو القضية المهمة الآن أمام مجلس النواب ويقع في المقدمة من اهتماماته؟
- أنا لم أطرح هذه القضية داخل مجلس النواب، بل خارجه لأنها قضية طارئة ليس بالضرورة أن أشغل بها المجلس: فساد طارئ، منكر طارئ.
> وتعتقد أن الاسلوب الافضل أن تكون على منابر المساجد وحلقات الدروس الدينية وعلى الإعلام؟
- الخطيب مواطن ويحق له أن يعبر عن رأيه بما لا يخالف الدستور والقانون. ووزارة الاوقاف الجهة المسؤولة عن الخطيب إن أساء استخدام هذا الحق أو تعسف فيه.
> أليس في هذا تحريض أو عودة إلى العنف؟
- الرفض له أشكال فإن كان من كلام الخطيب دعوة للعنف أوالمنكر فهذا يعبر عنه واعتقد أنه لو كان هناك تحريض من قبل الخطباء في المساجد لما رأيت المهرجان قائماً ولا يمكن للخطيب استخدام هذا لأنها غير شرعية- والمواطن له الحق في استخدام كل الوسائل الشرعية في الاعتراض، لكن الدعوة إلى العنف لا تليق بالمسجد وليست من منهج النبي صلى الله عليه وسلم.
> الملاحظ أن الحملة تستهدف الفنانة أصالة وليس هناك إشارة إلى الفنان المصري عصام كاريكا، هل الإعتراض أيضاً باعتبارها إمرأة؟
- منهج النبي صلى الله عليه وسلم هو المنهج التعميمي في التحذير من المنكرات الذي يتجنب تجريح الأشخاص طبقاً للحديث النبوي: «ليس المؤمن بلعان ولا طعان ولا الفض البذئ».
> كيف تفسر أن جميع من تبنوا الحملة ضد المهرجان هم أصلاً في صنعاء بينما لم يظهر في عدن حيث سيقام المهرجان، مثل هذه الأصوات؟
- الأمر بالمعروف ليس له حدود زمان أو مكان، ولا يعني سكوت أبناء عدن أن الخطأ أصبح صواباً.
قد يكون سكوتهم من باب خوف من القمع أو من باب الحكمة والتريث ولعلهم يكتفون بغيرهم ممن قاموا بهذا الواجب.
> أنت كيف تنظر لمن قام بتمزيق الملصقات التي عليها صورة الفنانة أصالة وتشويهها أحياناً؟ هل هذا جزء من التعبير عن رفض المنكر؟
- يبدو أنها تصرفات فردية إما بدافع الغيرة أو الحنق أو أسلوب بدائي في معارضة هذا الأمر.. وأعتقد أن هناك مواقعا للتعبير عن الرأي سواء بالصحف، أومواقع الأنترنت أوغيرها. اما تمزيق الملصقات فإنه لا يجدي وهو عمل بدائي لا يعبر عن عمل منظم.
> مصادفة إقامة المهرجان يوم عيد الحب في 14 فبراير، هل كان دافعاً إضافياً للوقوف ضد إقامة المهرجان باعتبار الأمر بدعة؟
- لا أعتقد أن هذا مقصود، ولا أستطيع أن أتهم النوايا. وبغض النظر إن كان هذا المهرجان في 14 فبراير أو 13 يناير أو 14 ديسمبر، فإنه خطأ لأنه ينفق عليه من مال الدولة.
> في موضوع مماثل جرت في البرلمان عملية جمع توقيعات وحملات ضد النائب البرلماني أحمد سيف حاشد وهناك نواب في تجمع الإصلاح تقدموا هذه الحملة؟
- حسب وجهة نظري الشخصية: إن الذي حصل فيه نوع من التسرع من قبل الطرفين وأنا أنصح الطرفين بالجلوس للحوار بهذا الموضوع والاستيضاح حتى تزال الشكوك والشبهات. والاخ أحمد سيف حاشد وغيره من الصحفيين ينبغي أن يحرصوا على القيم النبيلة والأخلاق، كما أن على الأعضاء وكل من ينتقد أن يتبين ولا يتسرع وينصح فالدين النصيحة، كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم.
> ولكن هل ترى أن البرلمان هو المكان المناسب حتى يتحول إلى صوت مسلط ضد الأشخاص والمنظمات؟
- لا أرى استخدام قاعة البرلمان كصوت مسلط على أي شخص أو حزب أو منظمة لان البرلمان يصعب التحكم في سيره والأفضل أن نجعل القضاء هو الحكم في مثل هذه القضايا.
> ألا تعتقد أن هناك سوء فهم للقانون من قبل البرلمانيين الذين أثاروا هذا الأمر حيث ينص قانون الصحافة على مسؤولية رئيس التحرير فيما ينشر؟
- أعود لأقول أن السبب كما قلت هو التسرع.. ولنفرض أن صحيفة المستقلة أخطأت كيف يعالج هذا الخطأ؟ كما قلت سابقاً بالجلوس والحوار.. وكان على الزميل «حاشد» أن يتقبل النقد بروح أوسع ولا يتسرع في الهجوم على الأعضاء. وعلى العموم فالحوار الهادئ يحل المشكلة.
> لكن اللقاء المشترك الذي يعد تجمع الاصلاح أحد أهم مكوناته، أعلن في بيان تضامنه معه؟
- إذا أعلن اللقاء المشترك تضامنه مع أحمد سيف حاشد، فليس كشخص أخطأ أو أصاب ولكن المشترك يخشى أن يستخدم البرلمان وسيلة لإغلاق الصحف وحل الأحزاب وهذه داهية الدواهي. واللقاء المشترك في بيانه لم يتطرف إلى التفاصيل ليتهم أو يبرئ.. وعموماً أي بيان يعبر عن وجهة من وقع عليه.