ملاك العقارات الحضارم يرفضون التأجير للشماليين

ملاك العقارات الحضارم يرفضون التأجير للشماليين - عبدالله مكارم

قد تأتي بك الأقدار من الشمال إلى حضرموت في عمل يقتضي مكوثك لفترة طويلة وترغب بالاستقرار مع عائلتك، لا يعني إطلاقاً سلاسة الحصول على مسكن شخصي في حضرموت، بل على العكس تماماً فقد أظهر استطلاع عقاري أجرته «النداء» النقاب عن امتناع معظم مالكي العقارات وأصحاب مكاتب الخدمات عن التأجير عندما يكون المستأجر من الشمال.
وتباينت نسب الامتناع، في سيئون وحدها تصل نسبة الإمتناع إلى 85٪_، بينما في المكلا 91٪_، وفي القطن وتريم تتجاوز 60٪_، وفي بعض الحالات الاستثنائية يطلب مالكو العقارات ضامناً من أبناء حضرموت «ضامن مسلم » يتمتع بسمعة مالية.
وعزا ملاك العقارات امتناعهم التأجير للشماليين المستأجرين، ورود مآس عدة تعرضوا لها. المالك (أ.م) مالك (عقار في سيئون) استأجر بيت أحد مأموري الضبط القضائي ولم يسلم مفتاح المنزل الا بعد شق الأنفس، وكذلك تبقت في ذمة المستأجر فواتير الماء والكهرباء والهاتف وإيجار البيت لعدة أشهر حتى الآن. ويفيد المالك «ج.ن» بتعرض عقاره لأضرار خفيفة ومتوسطة من قبل المستأجر الذي فر إلى موطنه (الشمال)، ولم تجد نفعاً شكاوى المالك للأمن العام الذي يستخوذ على مفاصل القرار فيه عسكريون من الشمال.
وعند اللجؤ إلى القضاء لرفع دعوي مدنية أمام المحكمة، فإن معظم المحاكم الإبتدائية لا تولي هذا النوع من القضايا صفة الاستعجال.
رغم وجود قانون لتنظيم العلاقة بين المالك والمستأجر إلا أنه لم يتم من الآن تفعليه والعمل به من الحاكم، بل يكون النظر في هذا النوع من القضايا، وبكل أسف، بموجب القانون المدني أو التجاري، ولا يتم إيلاء اهتمام بالقضايا واعطائها صفة الإستعجال، ودائماً مايقع الملاك في مطب الإختصاص المكاني لموطن المدعى عليه، عوضاً عن التسويق وإطالة أمد النزاع لعدة سنوات.
وأفضى الاستطلاع إلى استحالة قبول ملاك العقار في حضرموت منح عقود إيجار للشماليين في ظل الظروف المعقدة حفاظاً على رؤوس أموالهم من المضي في غياهب المجهول أو الإنجرار إلى شريعة الغاب حيث القوي يأكل الضعيف دائماً عند الإختلاف، أو عندما لا توجد دولة إلا في الإعلام الرسمي، على حد تعبير أحد ملاك العقارات في سيئون -طلب عدم الإفصاح عن اسمه.
واستثناء من الاستثناء يظل عدة مستأجرين من الشمال ومنذ عدة سنوات رمزاً للمستأجر المثالي حيث لا يزالون يستأجرون بدون ضمانات نذكر، منهم توفيق أحمد سيف من أبناء تعز وفد إلى سيئون في مطلع العام 1998، ومنذ ذلك الوقت يستأجر منزلاً في حي السحيل سيئون. ولم يطالبه مالك المنزل بأي ضامن نظراً لالتزامه بالقعد وأمثاله قلائل لا يتجاوزون عدد أصابع اليد.