بوادر فكرة محور قبلي جديد يربط الوسط بشمال الشمال وجنوب الجنوب.. بن زبع: سكوت أهل الشمال عما يدور في الجنوب خطأ كبير قد يدفع الجنوبيين بقوة إلى خيار الانفصال

بوادر فكرة محور قبلي جديد يربط الوسط بشمال الشمال وجنوب الجنوب .. بن زبع: سكوت أهل الشمال عما يدور في الجنوب خطأ كبير قد يدفع الجنوبيين بقوة إلى خيار الانفصال - محمد الصالحي

في خطوة استباقية وإشارة إلى هروب متعمد من الاستحقاقات القانونية، يعتزم عدد من مشائخ: مأرب، الجوف، البيضاء، شبوة، وأبين، إنشاء حلف قبلي يربط الوسط بشمال الشمال وجنوب الجنوب.
حيث كشف الشيخ/ علوي الباشا بن زبع، أمين عام المجلس الأعلى لمؤتمر تحالف قبائل مأرب والجوف عن تحالف قبلي قادم واسع أشبه بالحزام الأمني في الوسط. وأوضح أن قادة التحالف يسعون إلى تحالف أوسع ولديهم الآن حوار مع المحور الأقرب لهم وهو صعدة وصنعاء و شبوة والبيضاء عبر شخصيات لها وزنها في الساحة القبلية.
ورد الباشا على ما يشاع عن وقوف المملكة العربية السعودية وراء تأسيس المجلس الأعلى لمؤتمر تحالف قبائل مأرب والجوف، خصوصاً أنه تأسس أيام الأزمات التي كانت تحدث بين الرياض وصنعاء على ترسيم الحدود، بأن ذلك "شرف لا ندعيه". معتبراً أن أي كيان قبلي بأي حجم ومن ورائه دولة كبيرة بحجم المملكة "هذا شرف لك وليس نقيصة"، ولكن هذا لم يحدث، حيث والمفاهيم تبدلت في العصر الحديث، هناك دول تصنع حكومات وتسقط حكومات. مبدياً تساؤله عن أيهما أهم كيان قبلي أو كيان دولة تقوم أمريكا ودول كبرى في المنطقة على صناعتها ورسم سياساتها؟
وقال الباشا في مقابلة صحفية مع "مأرب برس" إن تحالف قبائل مأرب والجوف أنشئ لمواجهة جرعات الموت التي توالت على الناس برعاية حكومة الإرياني ومن بعده باجمال والبنك وصندوق النقد الدولي و"لندافع عن أنفسنا بعد أن دمرت قوات الطيران والكاتيوشا والمدفعية الثقيلة البيوت على رؤوس النساء والأطفال في مأرب والجوف في أحداث يونيو 98 الأسود وفوق هذا أقمناه لنصرة المظلوم وردع الظالم والمطالبة بالحقوق وتحت هذه الأهداف حدث ولا حرج عن حرمان هذه المناطق، وواجبنا تجاه مقارعة هذا الحرمان بالوسائل المشروعة وهذه مهمة طويلة المدى وشاقة إن لم نف بها ستواصل من أجلها الأجيال القادمة".
وطالب الشيخ علوي الباشا رئيس الجمهورية بالإيفاء بوعده الذي قطعه على نفسه في الحملة الانتخابية الرئاسية للشيخ محمد العجي بن خالد نائب رئيس التحالف يدفع التعويضات للمتضررين في أحداث يونيو 98م الأسود والتي تجاوزت خمسة وثلاثين مسكنا منها ما دمر بشكل كامل ومنها ما دمر جزئياً حيث وقد وعد الرئيس الناس صراحة في خطابه بالجوف متمنياً أن لا يكون ذلك دعاية انتخابية فقط.
واعتبر الباشا أن موقف التحالف الأخير حول ما يحدث في الجنوب هو تشجيع على التمسك بالوحدة وتجسيد لها لأن أبناء الجنوب ظُلموا وتم إقصاؤهم من مناصبهم وسُرحوا من معسكراتهم ووظائفهم ونهبت أراضيهم وحتى منازلهم على خلفية نتائج حرب 94م، وهو ما لا يجوز والسكوت عليه، تحضيرا للانفصال وليس ترسيخا للوحدة، وسكوت الكيانات الاجتماعية والأحزاب السياسية في الشمال عما يدور في الجنوب خطأ كبير قد يدفع الجنوبيين بقوة إلى خيار الانفصال الذي بدأ يقفز إلى مقدمة الصفوف.
ودعا المؤتمر الشعبي العام نفسه وفي مقدمته الرئيس أن يؤيدوا المطالبات السلمية وأن يعيدوا للناس حقوقهم "قبل أن نصل إلى مرحلة لن يفيد بعدها إعادة الحقوق".
ووصف مهرجان ملتقى أبناء مأرب والاحتجاجات التي صاحبته بالشيء الطبيعي، حيث قال: "الطبيعي أن ينتقل الشيء الجيد والنضال السلمي من الأشياء الجيدة للشعوب وانتقال تجربة الجنوب إلى مأرب وإلى محافظات أخرى شيء جيد، أما بخصوص مطالبنا التي يصفها البعض بالتعجيزية بالعكس هي مطالب مشروعة ونحن نتمسك بها وإن لم يتجاوب معنا المسؤولون سنذهب إلى رفع سقفها أكثر والحراك الذي تشهده الساحة الوطنية دليل عافية ويجب أن ينظر له الحزب الحاكم من هذه الزاوية".
 وفيما بدا لنا في سياق واحد أشاد الشخصية السياسية البارزة وأبرز مشائخ أبين محمد علي أحمد بتحالف مأرب والجوف على وجه الخصوص في مستهل إشادته بكيانات وشخصيات شمالية في رسالة مفتوحة وجهها بعيد الاستقلال.
 
 
***
 
 
 الحراك الشعبي الحديث في مأرب هل يكون
 بوابة نضال سلمي بعيداً عن البندقة وقطع الطريق
 
شهدت محافظة مأرب الغنية بالنفط والتي ظلت لسنوات طويلة بعيدة عن أي حراك شعبي أو جماهيري عده مهرجانات وفعاليات جماهيرية، وكأنها قد استيقظت من سبات عميق ظلت تغط فيه لفترة ليست بالقصيرة.
وقد تكون التجربة الجنوبية في النضال السلمي قد حطت رحالها في مأرب التي لا تبعد كثيراً عنها وتعد نقلة نوعية في الطريقة الأمثل لحصول أبناء مأرب على حقوقهم والتي سُلبت منهم على مدى عشرات السنوات وقد تكون طريقة التخلص من القطاعات وحمل السلاح في وجه حكومة طالما ماطلت في تلبية مطالبهم وأساءت لهم أكثر مما جلبت لهم نفعاً.
 فبعيد مهرجان ملتقى أبناء مأرب الذي أقيم الشهر الماضي وحضره عشرات الآلاف وخرج ب21 مطلبا حقوقيا وتنمويا طالب به أبناء مأرب السلطات المحلية والمركزية، أقيم الأسبوع الماضي بمناسبة عيد الاستقلال مهرجان جماهيري بمديرية حريب أقامته قيادة أحزاب المشترك بالمديرية مع مديرية عين التابعة لمحافظة شبوة.
المهرجان الأخير والذي كان لمكانه وتوقيته إشارة ذات مغزى وحمل شعار "جسر التواصل بين أبناء مأرب وشبوة" حظي بتأييد كبير من عدد من قادة العمل السياسي داخل اليمن وخارج اليمن حيث توالت برقيات الإشادة والثناء.
ولأول مرة في تاريخ المهرجانات التي تُقام في ما يُسمى الشطر الشمالي سابقاً تتعالى الأصوات والهتافات باسم الرئيس علي ناصر محمد، حيث شهد المهرجان ترديد اسمه في أكثر من مرة وخصوصاً عندما ألقى الشيخ علي ناجي الصلاحي رئيس ملتقى أبناء مأرب كلمته.
الحراك الشعبي والذي يقوده عدد من المشائخ والشخصيات المؤثرة بمأرب على خلاف اتجاهاتهم السياسية وضع في طريقه عدة عراقيل من قبل محافظ المحافظة عارف الزوكا والذي حدد للجنة المنتخبة من الملقتى يوم الثلاثاء الماضي موعداً للقاء بهم ولكنه قام باستدعاء عدد من المشائخ الموالين للحزب الحاكم والذين رفضوا الانضمام الى الملتقى إلى الاجتماع في محاولة منه الى شق صف الملتقى.
وفي تصريح لصحيفة "النداء" اتهم الشيخ/ علي ناجي الصلاحي رئيس ملتقى أبناء مأرب قيام مسؤولي الأجهزة الأمنية بالمحافظة بإثارة الفتن والقلاقل بين قبائل مأرب. وقال الصلاحي إن هناك أجهزة أمنية تعرف نفسها جيداً تقف وراء حادث ليلة أمس عندما قام اثنان من قبيلة بني سيف – مراد بإطلاق النار على محطة وقود تابعة لقبيلة آل فجيح – عبيدة، برغم وجود صلح بين القبيلتين، متهماً منفذي الحادث بالتبعية لأجهزة معينة يسوؤها أن تتوحد صفوف القبائل الماربية وأن يجتمع شملهم وأن يتركوا خلافاتهم وثاراتهم جانباً ويطالبوا بحقوقهم بطريقه مدنية.
وأضاف الصلاحي أن عارف الزوكا محافظة المحافظة قام بصنع فريق مبادرة من أعضاء المؤتمر وجعلهم يقفون حائلا بينهم وبين المحافظ ووضع العراقيل أمام الملتقى حيث قام بتحديد موعد للقاء معه وعند وصول قادة الملتقى كان هناك عدد من المشائخ الموالين للحزب الحاكم والرافضين لمطالب الملتقى، بهدف وقوع تصادم بين أبناء مأرب فيما تظل السلطة متفرجة عليهم، مبدياً استغرابه للعقلية التي تدار بها محافظة مأرب وهل مسؤولوها فقط هم مسؤولون للمنتمين للحزب الحاكم أم لأبناء مأرب؟ مختتماً حديثه بالقول: "أرجو من السلطات الرسمية أن تعامل الشعب بمعايير متساوية مع أعضاء المؤتمر وأن يعتبروا أنفسهم مسؤولي الجميع وأن يبتعدوا عن المكابرة وأن يعترفوا بها".
هذا وقد اجتمع قادة ملتقى أبناء مارب عصر أمس من أجل مناقشة وتقييم المرحلة الأولى وتهرب وحادث إطلاق النار الذي وقع أمس والطريقة التي تعامل بها الزوكا مع الملتقى وضلوع أجهزة أمنية في المحافظة بإثارة الفتن والقلاقل بدلاً من إحلال الأمن في المحافظة.