صنعاء 19C امطار خفيفة

أيها الرفاق، الوحدة ليست قميصاً يخلع حسب المزاج!

كتاب الحزب الديمقراطي الثوري اليمني

وأنا أتصفح كتاب الحزب الديمقراطي الثوري اليمني، شعرت بدمعة تشق الطريق من سبعينات القرن الماضي إلى وجهي.

دمعة لا تشبه تلك الدموع الناعمة التي نذرفها على المسلسلات التركية، بل دمعة حادة، مؤدلجة، تصيح: في سبيل جمهورية يمنية ديمقراطية موحدة، كي لا يبقى اليمن يمنين!
لكن مهلا… أين نحن الآن؟ نحن اليوم مع الوحدة اليمنية؟ أم ضدها؟ أم نحن مع الوحدة إذا كانت معروفة النَسَب والقبيلة والطائفة؟ أم ضدها إذا جاءت بغير إذن الولي الفقيه؟
لذلك تبا لكم كلكم!
نعم، تبا لكم وأنتم تلوكون الوحدة بأسنان المصالح، تقطعونها شرائح على مائدة المفاوضات، وتغمسونها في صوص الأمم المتحدة.
تبا لكم وأنتم تحولون حلم الوحدة إلى وثيقة PDF في بريد المبعوث الأممي، إلى بند خامس في مؤتمر سادس، إلى خيانة ثالثة تبرر خيانة رابعة.
والحال أن الوحدة ليست ديكوراً في صالون المهزومين، وليست إكسسواراً في حفلة التنكر السياسي.
هي دمعة سالت من عيون ثوار الستينات، وطلقة خرجت من بندقية جمهورية، وصرخة في وجه الإمامة والعنصرية والمناطقية.
لكنكم جردتموها من كل المعاني، وأعدتموها مجرد شعار باهت على لافتة تتدلى فوق منصة مليئة بالفاسدين.
لذلك من كان مع الوحدة، فليدلنا على سلوكه قبل شعاراته.
ومن كان ضدها، فليعترف أنه ليس ضد جغرافيا، بل ضد التاريخ وضد الشعب وضد المستقبل.
أما أولئك الذين يتاجرون بها، فيجب أن نرميهم خارج الذاكرة، ونكتب على جباههم:
"باع اليمن مرتين، ثم كتب منشورا وطنيا على فيسبوك!"
على إن الكتاب الذي أبكاني ليس مجرد أرشيف، بل مرآة.
وأنتم، للأسف، لا تحبون المرايا… لأنها تكشف كم أنتم قبيحون حين تكذبون باسم اليمن.
إلا فلتسقط الأوهام ولتنهض الجمهورية اليمنية الوحدوية!

الكلمات الدلالية