العالم الفلكي يحيى العنسي
يحيى العنسي
العلامة يحيى بن يحيى العنسي عَالمٌ جَليل، يمتلك قدرات ومعارف وثقافة واسعة.
دَرَسَ التعليم الأساس قُبَيلَ فجر الثورة السبتمبرية فِي ذمار وصنعاء، وَالتحقَ بـ«سِلاح الإشارة» في 1963، وبالكلية الحربية عام 1965، ونال بكالوريوس علوم عسكرية. كَمَا دَرَسَ الشريعة والقانون في كلية الشريعة، وعمل لفترة في القضاء العسكري، وفي إدارة التدريب، وأخذ دورات متقدمة في سِلاح الإشارة.
خَاضَ العديد من معارك الدفاع عن الثورة والجمهورية في شمال وشرق صنعاء، وفي حصار السَّبعِين يَومًا.
اهتم بعلم الفلك، وَبَدأَ في دراسته فِي العام 1974 لدى الفلكي أحمد الحاتمي الذي يصفه بالتحقيق، وسعة الاطلاع في عِلم الهيئة.
وكانت دراسته في علم الفلك على علماء صنعاء وذمار. ومن المعروف أن اليمنيين يهتمون بعلم الفلك؛ كون بلدهم بلد زراعي؛ ولصلة هذا العلم بالزراعة، ومواسمها، ومواقيت هطول الأمطار، والصلاة، والاصطياد في البحر، والسَّفر ليلاً، خُصوصًا في البحر.
كَمَا يمتلك الفلاحون والخبراء الشعبيون في طول اليمن وعرضها تجارب ومعارف حياتية عميقة، ويزخر الموروث الشعبي الزراعي بالكثير من حكم وتجارب علي ولد زايد، والحميد بن منصور، وبو عامر ويتناولها العالم الفلكي يحيى العنسي.
كَرَّسَ العلامة الفلكي حَيَاتَهُ للدَّرَاسة العسكرية، والدفاع عن الثورة والجمهورية، وَحِمَاية صنعاء إبَّانَ حِصَار السبعين، إلا أنَّ ذلك لم يمنعه من مواصلة دراسته النِّظَامية؛ فدرس الشريعة والقانون والقضاء، كما أنَّ عمله في سلك القضاء العسكري لم يَحُل دُونَ مُواصلة اهتمامه الأساس- علم الفلك والهيئة.
تَركَ الأستاذ العنسي في هذا المجال حَصيلةً عِلميَّةً زَاكية، وعكف في العام 1979 على إعداد «الدائرة الفلكية»، وكانت إنجازًا عِلميًّا مُهمًّا للمزارعين، ومتتبعي الفصول، ولأصدقاء الفلك، وفي معرفة المواقيت.
ثُمَّ انصرفَ للتأليف؛ فَتركَ ثَروةً عَظيمةً منها: الدائرة الفلكية المشار إليها آنفًا، والدائرة الفلكية المُعدَّلَة لمطالع المعالم الزراعية في اليمن طبع عام 1996.
و:
- المعالم الزراعية في اليمن. جُزءَان، طبع في 2008.
- التراث الزراعي ومعارفه في اليمن. جُزءَان.
- المواقيت الزراعية في أقوال علي بن زايد، والحميد بن منصور.
- الدليل العلمي للتعرف على نُجُوم المعالم الزراعية في اليمن.
كَمَا عَمِلَ الباحث على التقويم الزراعي الحميري في اليمن، وكتاب «معرفة علم المواقيت».
وحقيقة الأمر ما مِنْ مدينة ولا قرية في اليمن إلا ولها إرث حضاري للفلك، والمهارات والخبرات الزراعية، ولا تزال الأشهر الأعوام والمُسَمَّيَات الحميرية متداولة يُلمّ بها الفَلاح اليمني ويحفظها.
اهتم الشاعر الأديب والعارف الصوفي والفقيه والفلكي عبد الرحيم البرعي من «نَيَّابَتَيّ بُرَع» في القرن التاسع الهجري بعلم الفلك الزراعي، وَتَحديِدًا في منطقته «بُرَعْ»، وفي منطقة «رَيْمَهْ».
وَتَناولَ في مُؤلَفٍ له قُمْتُ بتحقيقه ونشره في مجلة «لإكليل»، مَوَاسِمَ الزراعة، وَمَنازلَ القَمَر، ونجوم مواسم الزراعة المُقَارِنَة لِلمَنَازِل، وقد أعطيته للباحث العنسي، فتكرم وأعاد نشره في كتابهِ «مَواقيت الزراعة».
للباحث المجد والمجتهد أعمال تنتظر النَّشْر، ولا يَزال -مَدَّ الله في عُمره- يُواصلُ البحثَ في مجال اهتمامه الفلكي. فهو عضو في «الجمعية الفلكية الزراعية»، وعضو في «الجمعية الفلكية» إلى جانب الباحث والخبير عدنان الشَّوافِي، ويرأس الجمعية الباحث محمود إبراهيم الصغيري -شَفَاه الله-.