صنعاء 19C امطار خفيفة

ماذا يفعل الرئيس في مقر إقامته الجديد؟

دخلت اليمن دورًا جديدًا مطلع ديسمبر صار فيه الفرز صريحًا بين 3 معسكرات بعد أن قرر المجلس الانتقالي شق طريقه منفردًا نحو هدفه المعلن في 2017.

قرار الانتقالي بالسير نحو إعلان الدولة يفكك رسميًا معسكر الشرعية الذي توسع في 2022 ليضم الانتقالي والمقاومة الوطنية.

بعد خروج الانتقالي تركز الاهتمام على منطقة باب المندب والساحل الغربي حيث تسيطر المقاومة الوطنية بقيادة طارق صالح نجل شقيق الرئيس الأسبق.

معلوم أنه استدعي إلى الرياض قبل أسبوعين حيث أمضى عدة ساعات قبل أن يعود لإجراء اتصال بعيدروس الزبيدي تم الإعلان عنه.

رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة أعلن فور وصوله الرياض مطلبه وهو انسحاب قوات الانتقالي من محافظتي حضرموت والمهرة. بعد ساعات قالت الرياض إن خطوة الانتقالي غير مقبولة، وعليه سحب قواته من المحافظتين فورًا.

لم يكترث الانتقالي بل تابع ما يسميه خطوات بناء دولة "الجنوب العربي".

هناك الكثير يمكن قوله حول "الجنوب العربي" الذي خطط المستعمر البريطاني من أجل إقامته منتصف القرن الماضي كدولة حاجز.؛ أقله في المحافظات الشرقية حيث يقل السكان قياسًا بالمحافظات الغربية التي تمتد من أقصى صعدة إلى عدن!

ماذا بيد الرئيس العليمي فعله؟

هو ضمن أولًا، موقف السعودية التي أشعرتها خطوة الانتقالي بانكشاف خطير قد يترتب عليه خسارة قوة الردع كليًا في الجزيرة والخليج بعد فشلها السابق في تحقيق أهدافها المعلنة من تدخلها العسكري في اليمن في ربيع 2015.؛

وهو، ثانيًا، يحوز على السلطة الشرعية مسنودًا بالدولة الأولى في المجال العربي، ما يؤهله لاتخاذ القرارات الكفيلة بتحجيم المجلس الانتقالي مؤقتًا، توطئة لحصار مفاعيل خطواته الانفرادية، وإقناعه باستئناف نشاطه من داخل الهيئات الشرعية. ومن ذلك الانتقال إلى خطوات عملية، دبلوماسيًا، لحرمان قادة الانتقالي من صفة "الشرعية" التي تمكنهم من الحركة خارجيًا؛

ثالثًا، هو مطالب بالعودة في أسرع وقت إلى مقر إقامة جديد في اليمن، لا في الرياض، ليظهر أنه يدافع فعلًا عن "الشرعية" التي تم التمثيل بها في صنعاء، أولًا، قبل أن تتكاثر كائنات "شرعجية" في الداخل المحرر وفي الفضائيات حولت "الشرعية" إلى "البقرة الحلوب" في بلد مقطع الأوصال أربعة أخماس سكانه (شماليين وجنوبيين) تحت خط الفقر.

الكلمات الدلالية