صنعاء 19C امطار خفيفة

كأطرش في زفة..

مجريات وتحولات وأحداث جسام تشهدها الساحة السياسية بطولها وعرضها، دون أن نجد لها تفسيرًا واضحًا، ودون أن نعرف أسبابها الحقيقية. كل ما في الأمر تخمينات وتوقعات لا تكاد تصمد ساعة، أو تستقر على حال.

ونظرًا لغياب المعلومات المؤكدة، ونظرًا للضبابية، والتعتيم الإعلامي، فقد صار الجميع يخبط خبط عشواء، يستوي في ذلك المحلل السياسي والاستراتيجي والعسكري، والمراقب للشأن السياسي، مع المواطن العادي.
وفي ظل انحسار وتواري دور المحللين، إن كان هناك من محللين، والكتاب وكذا السياسيين، وفي ظل ضمور وتلاشي الدور الذي يفترض أن تنهض به الدوائر السياسية والإعلامية لأحزاب كل من المعارضة والسلطة، وكذا في ظل غياب الدور المنوط بمراكز الأبحاث، على مختلف مسمياتها وتخصصها، ومع تواري واختفاء أدوار المتخصصين بالأبحاث والدراسات، والمتابعين للشأن المحلي، فقد آل الأمر إلى مجالس القات وملتقيات الستات في مختلف المدن والقرى والمحلات والأزقة، والتي أخذت على عاتقها مهمة البحث والاستقصاء والتحليل بكيفما اتفق، ولا بأس من التدوير والتقليب رأسًا على عقب، ما بين ليلة وضحاها، للشأن نفسه، تكسف فتنفرج، فتعود من جديد لـ"تطيس" تمامًا، وكل يوم، بل كل ساعة هناك تفسير وتحليل جديد للأحداث.. تستغلق فتنجلي فتستغلق من جديد، وتبدو الأمور إيجابية، فتؤول إلى السلبية، وهكذا دواليك.. وكل يوم هو في شأن..
... يحرك الـ"انتقالي" قواته، بإيعاز من الحاضنة، وينشرها ليسيطر على محافظتين بلمح البصر، في ظل وجود ما تسمى الشرعية، وتحت سمع وبصر قائدة التحالف الراعية الأولى لشؤون البلد، ولا أحد يجد تفسيرًا واضحًا لما بعد، ولا أحد يمتلك معلومة تجلي الأمر، لا محلل سياسي، ولا أحزاب، ولا مراكز بحث، ولا، حتى، قيادات الدولة، فكلها "مسطولة" وأشبه بأطرش في زفة، ما يدل على أن الجميع مغيبون عن الواقع تمامًا، و لا يمتلكون أدنى أو أبسط المعلومات لمآل المجريات..
أسف.. كثير أسف..

الكلمات الدلالية