قراءة في وسائل إعلام الحوثي
تتركز العملية الإعلامية التي يقوم بها أصحاب المشروع العنصري القبلي الطائفي الذي يقوده عبدالملك الحوثي، في عدد من الجوانب، ومنها:
1- التركيز على الخلافات بين أطراف التحالف العربي وإثارة الأحقاد بينهم وعليهم.
2- إثارة الخلافات والانشقاقات داخل كل طرف من أطراف التحالف العربي، وخصوصًا المجمعين من اليمنيين على مخرجات الحوار الوطني من أصحاب المشروع السياسي المدني، والداعين لإيجاد الدولة المدنية، وتتركز على هذا الصعيد بالآتي:
- السعي لإيجاد خلافات بين أقطاب الشرعية.
- إحياء الصراعات القديمة بين أبناء الجنوب.
- تغذية الأحقاد القديمة بين أبناء الجنوب بصورة عامة وأبناء جنوب الشمال بصورة خاصة، وبصفة خاصة أبناء محافظة تعز.
3- محاولة إلصاق تهمة الإرهاب بأصحاب مشروع التحالف السياسي المدني على المستوى الداخلي، واستخدام عناصر القاعدة العاملة مع أجهزة الدولة العميقة التي ورثها الحوثيون عن عفاش وعلي محسن صالح لهذا الغرض في أبين ووادي حضرموت، ويستخدمون لهذا الغرض العشرات من الإعلاميين المرتزقة والعشرات من المواقع الإلكترونية وكذا وسائل الإعلام التي تحت سيطرتهم من قنوات، بما في ذلك وسائل إعلام إيرانية وأخرى تعمل مع حزب الله اللبناني، وإن كانت وسائل حزب الله قد ضعفت في الآونة الأخيرة.
كما يستخدمون مئات من أنصار المشروع القبلي الطائفي وأنصار الحكم المركزي المستبد في وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر).. هذا فضلًا عن استخدام المراسلين العاملين في الأجهزة الأمنية أو أولئك الواقعين تحت سيطرتهم، ومنهم مراسلون لوسائل إعلام عالمية أو صحف تنشر أخبارًا وتقارير في العواصم الغربية عن اليمن.
4- محاولة إيجاد صراع بين أنصار المشروع السياسي المدني، تارة باسم الحزبية، وتارة باسم المناطقية ومحاولة إثارة الضغائن القديمة بين تلك الأطراف، غير أن الوعي السياسي في صفوف أصحاب المشروع السياسي المدني عمومًا هو الذي يقف عقبة كأداء أمام هذا السيل العارم من الرسائل الإعلامية الحوثية التي تسعى إلى تلغيم الأرضية التي يقف عليها أصحاب المشروع السياسي المدني من إصلاح واشتراكيين وناصريين.
5- مغازلة الإصلاح واستخدام القواسم المشتركة كالموقف المشترك تجاه المرأة والعداء للعلمانية والدولة المدنية.
6- الإشادة بالعادات القبلية والتفاخر بذلك، وعلى رأسها ذبح الأثوار عند عقد الصلح لتجاوز جرائم القتل، في محاولة لسلخ القبيلة عن دعم الشرعية.
لكن هذه الحملات الإعلامية المنظمة والمخططة لا تعفي إعلام الشرعية وأصحاب المشروع السياسي المدني من المواجهة، وإن كانت المواجهة قد تمت في الماضي بدون تخطيط وتنظيم من الجانب الرسمي.