صنعاء 19C امطار خفيفة

ملاحظات سريعة على مقالة الأستاذ أحمد علي جحاف حول ثورة 14 أكتوبر(4-4)

الإهداء: إلى رؤساء دولة الاستقلال: الفدائيين في قلب الكفاح السياسي والوطني للتحرير، بالسلاح، وبالكلمة.. رموز الفداء والتضحية، والدولة الوطنية. الرؤساء: قحطان محمد الشعبي، سالم ربيع علي، عبدالفتاح إسماعيل، علي ناصر محمد، علي سالم البيض.

دخلوا إلى الرئاسة عبر الكفاح السياسي، والنضال المسلح، وخرجوا منها فقراء كما دخلوها إلا من طهارة الروح ونظافة اليد.

إليهم جميعًا مع خالص المحبة والتقدير.

نماذج من الكتابة المعلوماتية:

لم يرَ أبناء الجنوب اليمني العظيم -حسب تعبير جحاف- أية حظوة ولا أي تعويض للكثير مما فاتهم إبان الاشتراكية! والعجيب أن الأستاذ جحاف يتحدث عن أنه "صار حضور اليمن وإسهامها أعلى وأكبر وأعظم في حفظ السلام والاستقرار إقليميًا وعالميًا" -كما ورد في الحلقة الثالثة- وهو الذي لم يحافظ على سلامه الداخلي ولا على استقراره السياسي الوطني.
وجدت نفسي وأنا أقرأ ما كتبه الأستاذ جحاف في النص الذي أمامكم، وكأنه يتحدث عن دولة تقع في مكان آخر، "واق الواق"، وليس في اليمن الذي نعرفه ونعيش فيه، أسوأ المآسي من بعد سنة على قيام الوحدة وحتى عام 1994م، التي كان حظ الجنوب فيها أنهم شاهدوا أهوال بروفة يوم القيامة.. شاهدوا وعايشوا جحيم المعاناة وليس المنجزات الوهمية التي لا وجود لها إلا في عقل الأستاذ جحاف، وأمثاله.
فعن أي عملاق يمني انطلق يتحدث؟! وأين هو ذلك الحجم الكبير من المنجزات الكبرى -حسب تعبيره- فلم يحظَ جنوبُنا العظيم إلا بالنهب والفيد وتحويله إلى غنيمة حرب، ليس للاقتصاد والشركات والمصانع التي فُكِّكت وحُمِّلت إلى مناطق الشمال بالقاطرات، والمزارع التي نُهبت، والأراضي بالآلاف الكيلومترات التي تم اغتصابها ونهبها من قبل عسكر ومشايخ علي عبدالله صالح، ومشايخ الشمال عامة، حتى التاريخ والثقافة تم تفييدها أيديولوجيًا "الفيد الأيديولوجي للتاريخ"، بعد أن تم تغيير أسماء الرموز السياسية والوطنية والثقافية والتعليمية والتاريخية في جنوب البلاد، في صورة المدارس والشوارع وحتى أسماء الشهداء... إلخ، لتتوافق مع التاريخ الأيديولوجي والسياسي لمشايخ القبيلة والدين السياسي، على خلفية عودة "الفرع" إلى "الأصل" والثورة الأم، والثورة البنت!
ثم يتحدث الأستاذ جحاف عن "تدفق الغاز من صافر ليغطي كل اليمن جنوبًا وشمالًا"، مديح عالٍ لمستنقع هابط تفوح منه رائحة كريهة تزكم الأنف الوطنية النظيفة. هكذا كتب الأستاذ جحاف، مع أن ما شهدناه وعشناه في الواقع وبالأرقام -التي لا يتسع لها المقام في هذه الملاحظات السريعة- هو بيع بلوكات وقطاعات ومواقع نفطية لرموز النظام السياسي ولأبناء المشايخ، وهي معروفة ومعلومة بالاسم.
لم يعرف الجنوب ولا الشمال بعدها أية تنمية، صارت معه مكانة اليمن السياسية والاقتصادية والاعتبارية في الحضيض. تم توليد طبقة اقتصادية وتجارية ومالية وتجار مقاولات وتجار مصارف من العدم، من خلال علاقاتهم واقترابهم من رموز السلطة، وهو ما نسميه "رأس المال السياسي"، الذي استولى على ما تبقى من رأس المال الاقتصادي الرسمي للدولة "القطاع العام" الذي تم بيعه للمقربين، باسم إعادة الهيكلة الاقتصادية.
حوصِر القطاع الخاص الذي يتباكى عليه الأستاذ جحاف أيام الاستعمار البريطاني، بل إن رأس المال السياسي فرض نفسه وشروطه السياسية عليهم بمشاركتهم في مشاريعهم المالية والاقتصادية والاستثمارية باسم الحماية (شراكة بالحماية). رموز دولة يتحدثون هكذا مع رجال رأس المال الاستثماري القادمين من الخارج للاستثمار في اليمن، يطالبون على الأقل بمحاصصتهم في أموالهم وفي شركاتهم. فعن أي عملاق اقتصادي يتحدث؟ ولا يتسع المقام لإيراد الأرقام والأسماء، وكيف كان يتم نهب اليمن واقتصاده وثرواته.
في السياق ذاته، يستمر الأستاذ جحاف في الكتابة عن تجربة جنوب البلاد بقوله: "تبنّي دولة الاستقلال في جنوبنا الحبيب للنظام الاشتراكي الماركسي الشيوعي كان كارثة كبرى، ومصيبة عظمى محليًا وإقليميًا ودوليًا". فمتى كانت الاشتراكية كرؤية في التاريخ السياسي العالمي ظالمة، إلا في عقل قوى الاستعمار الرأسمالية العالمية، وفي عقل الإمام أحمد حميد الدين، حين وصف تجربة ثورة 23 يوليو 1952م، بعد خروجه من "اتحاد الدول العربية" مع مصر وسوريا، وهجائه للاشتراكية بقصيدته المشهورة ضد عبدالناصر والاشتراكية، أو في فتوى عبدالمجيد الزنداني، وعبدالوهاب الديلمي، في تبرير وشرعنة قتال الكفار الاشتراكيين والشيوعيين من أبناء الجنوب جميعًا، باعتبار أن من "يتمترس" خلفهم الاشتراكي الشيوعي الكافر، فالحرب عليهم وقتلهم ليس جائزًا فحسب، بل هو واجب ديني. وعلى ذات الطريق الأيديولوجي/ السياسي، رأينا ووجدنا الأستاذ جحاف يكتب ضمن هذا الاتجاه من التفكير في العداء والكراهية للاشتراكية العالمية الظالمة، وفي قدحه وذمه لتجربة جنوب اليمن التي شكلت كارثة كبرى، حسب تعبيره.
مع أن التجربة الاشتراكية العالمية لم تكن ظالمة، ولم يعرف عنها العالم أنها كانت ظالمة أو تحولت إلى ظاهرة استعمارية في أي وقت من الأوقات. إن لم يكن معنى وجودها في الأصل كان ضد الاستعمار ودعمًا ومساندة لحركات التحرر في كل العالم، من مصر إلى الجزائر إلى اليمن، إلى إفريقيا وآسيا.
والسؤال: هل جنوب اليمن كان سيكون أفضل بدون الجبهة القومية التي قادت عملية التحرر الوطني في الجنوب، وبدون الحزب الاشتراكي، كما يذهب إلى ذلك الأستاذ جحاف؟
وهل كانت تجربة الجبهة القومية والحزب الاشتراكي على صعيد بناء الديمقراطية الاجتماعية تجربة ظالمة؟
علمًا أن قيادة الحزب الاشتراكي كانوا أفقر وأبسط قيادات في تاريخ دول المنطقة، دخلوا إلى دولة الوحدة وجميعهم لا يمتلكون سوى شقة سكنية عادية، وسيارة عادية، وزوجة واحدة، وليست لديهم أرصدة في البنوك العالمية من الأموال المنهوبة من الشعب والدولة.. ليس لديهم سوى مرتباتهم كأعضاء لجنة مركزية، حتى إن جميع رؤساء دولة الجنوب منذ الاستقلال حتى الوحدة لم يكونوا يمتلكون سوى منزل شخصي واحد، وما يسمى "قصر الرئاسة" مجازًا في جنوب البلاد، والذي هو أصغر من فيلا متنفذ صغير عسكري أو شيخ في شمال البلاد، وهو ضمن ملكية الدولة.
الرئيس قحطان الشعبي كان يملك فقط منزله الشخصي وكذلك الرئيس سالم ربيع علي، الذي ظلت والدته الكريمة تعمل مزارعة بالأجرة مع آخرين في الوقت الذي كان ابنها رئيس دولة. هل سمعتم عن هكذا رئيس دولة في كل الدنيا؟
والرئيس عبدالفتاح إسماعيل ليس لديه سوى منزله الشخصي، وهو الذي تم نهبه من قبل جماعات الفيد والمليشيات، وأسرته حتى اللحظة بدون مسكن شخصي، والرئيس علي ناصر محمد لا يملك سوى منزله الشخصي، وكذلك الرئيس علي سالم البيض. هكذا كان رؤساء دولة الاستقلال في جنوب البلاد حتى دولة الوحدة.
فعن أي نهب وعدوان على ممتلكات الدولة في الجنوب يتحدث الأستاذ جحاف؟
كنت أتمنى عليه ألا يهرف بما لا يعرف. قيادات دولة الجنوب، على سلبياتهم وإيجابياتهم في سياق بناء التجربة الوطنية الاستقلالية في جنوب البلاد، لا تستطيع أن تقول عنهم -على مستوى الذمة المالية- إلا أنهم رموز وطنية نبيلة وشريفة، لا علاقة لهم بالفساد المالي والاقتصادي، تعكس صورة رمزية للقيادة الوطنية المنشودة. أما إذا أردتنا أن نتحدث عن صفحة القتل والاغتيالات السياسية وغيرها، فالقائمة يا عزيزي ستطول، وليس من صالح أحد فتح هكذا ملف، ومداواته بالعدالة الانتقالية والإنصاف، وبجبر الضرر، هو المهم والمطلوب اليوم.
ليس هناك من اختلاف على الشمولية السياسية التي احتكرت السلطة في قبضة الحزب الواحد، وهي سياسيًا وعمليًا كانت ظاهرة سائدة في كل المنطقة في فترة الحرب الباردة بل وحتى اللحظة.
حتى إجراءات التأميم، على نقدنا لبعض جوانبها الخاطئة، التي لا نستطيع إنكارها، فإنها أممت لصالح الدولة، وسُجلت ضمن ملكية الدولة، وليس كما تم نهب اقتصاد وممتلكات الجنوب ودولة الوحدة بعد حرب 1994م لصالح أسماء محدودة من الشمال، مع فتات الفتات لمن التحق بهم من أبناء الجنوب، في حرب 1994م.
وأسأل الأستاذ جحاف: هل بعد سقوط الاشتراكية العالمية الظالمة -حسب تعبيره- صار العالم أفضل أو أكثر عدلًا؟ وهل تحقق الحلم الكبير لكل اليمنيين؟ حتى يصل الأمر بابن جحاف، في سياق حديثه عن السلبيات، للحديث عن "تأخير تحقيق الوحدة اليمنية" التي (...) أفضت -يقصد تجربة الجنوب اليمني- إلى حرب 1979م، وتوترات وصراع مخابرات واغتيالات وزراعة ألغام -لاحظوا: زراعة ألغام ذات خطاب علي عبدالله صالح الإعلامي- (...) كانت عدن -حسب رأيه- إبان الاستعمار زهرة الشرق الأوسط (...) كانت تاج الجزيرة وجوهرة العرب، وحاضرة الشرق (...) ولكن رياح الماركسية عصفت بالأحلام ووأدت الآمال!
هكذا يكتب ويرى الأستاذ جحاف، وكأننا أمام دعوة لإدانة وتجريم ثورة 14 أكتوبر 1963م والاستقلال الوطني.
هي بالفعل دعوة سياسية متأخرة بأثر رجعي لعودة الاستعمار، وعودة عدن "زهرة الشرق الأوسط" و"تاج الجزيرة العربية"! التي جاءت رياح الماركسية لتعصف بكل تلك الأحلام والآمال! وهو هنا -جحاف- يكشف في لحظة صفاء مع نفسه عن موقفه المنحاز للحالة ما قبل الوطنية الثورية الاستقلالية، انحياز للرأسمالية الاستعمارية المتوحشة التي نراها اليوم تعصف بالمنطقة والعالم، والمسؤولة عن حرب الإبادة في غزة/ فلسطين وفي أكثر من مكان في العالم.
وتأكيدًا لهذه الفكرة والموقف من تجربة الجبهة القومية والحزب الاشتراكي في جنوب البلاد يكتب التالي:
"كانت عدن مرشحة لتكون Hong Kong العرب أو تايوان وربما أرقى من موناكو ولكن رياح الماركسية عصفت بالأحلام ووأدت الآمال".
إن اختلاف الأستاذ جحاف مع الاشتراكية كفكرة ورؤية ونظام حكم، هو الذي جعله وقاده إلى أن يصف نظام دولة الجنوب بعد الاستقلال بـ"النظام الاشتراكي الماركسي الشيوعي" الذي كان كارثة كبرى! فهو يكتب في السياق نفسه عن عدن في ظل الاستعمار: "كان الإنسان وبناء الإنسان، والارتقاء بحياة الإنسان حاضرة في عدن الحرة الدرة (...) ذلك كان في ظل وأحضان الأم الرؤوم بريطانيا العظمى أقدم ممالك الدنيا وأعظمها، ذلك قياسًا بما حدث بعد رحيلها. أرجو ألا تأخذنا العزة بالإثم"! هكذا يكتب جحاف، وهكذا يستمر في الكتابة ضمن سياق خطاب يخجل الباحث والمستشرق الاستعماري أن يتجرأ اليوم على كتابة أقل القليل من مثل هذا الكلام.
المستعمر القديم لا يتجرأ أن يقترب من سماع أو قراءة هكذا كتابة، ناهيك عن أن يتشجع لتقديمها لشعب يمني حر قدم الآلاف من الشهداء قربانًا على مذبح نيل الاستقلال الوطني.
ماذا سيفهم الوطني اليمني، وأبناء جنوب البلاد، بل وجميع أبناء اليمن، من حديثه عن "الأم الرؤوم بريطانيا العظمى" وعن "مملكة الدنيا وأعظمها بريطانيا"!
إن مثل هكذا خطاب يدلنا على أننا أمام حالة ذهان "سيكوباثي"، أمام كلام فوق استعماري فائض عن قدرة أي سقوط سياسي أن يصل إليه.. كلام تمجيدي لإمبراطورية استعمارية نهبت وقتلت واستعمرت بلاداً عربية عديدة، وأعاقت تقدمها وتنميتها الاقتصادية والإنسانية، وهي من سلّمت فلسطين التاريخية للصهيونية العالمية من خلال "وعد بلفور"، وهي المسؤولة مع أمريكا وأوروبا الاستعمارية عن كل ما يحصل في فلسطين/ غزة اليوم من إبادة جماعية يدينها العالم كله، بما فيه بعض الأنظمة الأوروبية، ويأتي الأستاذ الوطني والوحدوي جحاف ليتبرع في امتداح حضيض وحشية الاستعمار!
حديث الأستاذ جحاف في السطور الماضية يقول صراحة إن كل ما جاء بعد الاستعمار البريطاني في جنوب اليمن هو أسوأ مما كان في ظل الاستعمار. هكذا بوضوح ودون أية مواربة أو التباس. نصه يقول بوضوح لا لبس فيه بالإدانة السياسية والوطنية والتاريخية لكل ما تم وتحقق بعد طرد الاستعمار ونيل الجنوب استقلاله الكامل غير المنقوص، حتى يصل به الأمر للقول: "ويجب ألا تأخذنا العزة بالإثم" أي أن نقبل صاغرين بهذا التمجيد الأيديولوجي والسياسي البليد للاستعمار البريطاني.
إن ما كتبه الأستاذ جحاف يتبدّى وكأنه تمجيد للحالة والظاهرة الاستعمارية البريطانية، بل والاستعمارية عامة، بقدر ما ينطوي على كراهية دفينة للفكرة الاشتراكية العالمية والوطنية في صورة تجربة الثورة في جنوب البلاد!
فهو -كذلك- يكتب: "هو طوفان الاشتراكية والماركسية الذي هو الجاهلية المعاصرة البغيضة"، وفي مقطع آخر يكتب: "وصار الجوع فضيلة والغنى رذيلة، والفقر قيمة اجتماعية وحياتية، والجهل سيد (...) والبطش نظام، والحبس قانون، والسحل أسلوب حياة، والذبح منهج حياة، والتجارة حرام، والاستثمار إجرام، والانفتاح مع العالم ومع الجيران تآمر وخيانة وبهتان.."!
نجد أنفسنا مع ما سبق من كتابة ورأي أمام سطور وكلمات وتعبيرات تخلى عنها كتابها في الصحافة الاستعمارية، وفي الصحافة السعودية في السبعينيات والثمانينيات، وبدأت تتراجع نسبيًا مع الألفية الثالثة.
خطاب في مفرداته وكلماته وتعبيراته لم يعد قابلًا للاستعمال وللتداول في الكتابة، وهو ما فاجأنا به الأستاذ جحاف.
حتى الخطاب الأيديولوجي والسياسي الاستعماري المعاصر ترقّى أكثر في مستوى خطابه وفي مفرداته وتعابيره، ولم يعد يلجأ للذم والقدح والتسفيه على الطريقة القديمة، لأنهم أدركوا بخبرتهم الثقافية والأمنية والسياسية والسيكولوجية للمزاج العام، أن مثل هكذا خطاب لم يعد مفيدًا، بل منفّر وغير قابل للترويج والاستعمال، ولا يساعد على الإقناع. وبدأ الخطاب الاستعماري والرجعي العربي الجديد حتى في السعودية يقترب من روح خطاب سياسي يرفض ويعترض وينتقد الآخر من موقع فكري وثقافي وسياسي فيه قدر من الاتزان لغويًا، والمراوغة، والمداورة فكريًا، ومن المعقولية في تقديم وعرض خطابهم السياسي احترامًا وتقديرًا لعقل القارئ.
إن أقرب التعابير في توصيف كتابة جحاف أنها كتابة لا تحترم عقل القارئ، هي كتابة ثأرية انتقامية من فكرة الاشتراكية ومن تجربة النظام الاشتراكي العالمي إلى تجربة الثورة الوطنية التحررية في جنوب البلاد. يكفي لمن يريد أن يفهم أكثر العودة إلى نص المقالة في الإنترنت ليتوسع أكثر في الاطلاع على محتوى المقالة.

خلاصة القول:

ما كتبه الأستاذ أحمد جحاف في مقالته المذكورة هو فائض على وعن قدرة العقل السياسي اليمني والعربي، بل حتى الإنساني، ليس على فهمه، بل على احتماله، هذا إن فُهم.
هي كتابة بلا حدود معيارية وبدون ضوابط في جرأتها في الخروج على ما يلزم من القول.
فهي بقدر خلوها من البداية إلى النهاية من الفواصل ومن نقاط الوقف، هي خالية من الرؤية ومن الفكرة ومن المعنى بالضرورة، الذي هو أساس وجوهر أية كتابة. نحن أمام كلام تنقصه الكتابة، كرؤية وفكرة وثقافة ومسؤولية في التعامل مع المعرفة والفكر، ومع عقل القارئ بالقدر المطلوب من التقدير.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.

الكلمات الدلالية