صنعاء 19C امطار خفيفة

إنشاء نظام عربي جديد لمواكبة العولمة وتطور الأوضاع في المنطقة

أولًا: إنشاء نظام عربي جديد لمواكبة العولمة

يرتكز هذا النظام العربي لمواكبة العولمة على التقدم التكنولوجي في المجالات الاقتصادية والصناعية والعسكرية، من خلال إقامة اتحاد عربي يشمل السوق العربية المشتركة، ومجلس الدفاع والأمن العربي المشترك، وبناء قاعدة صناعية واقتصادية لتوفر الإمكانات والمقدرات، ناهيك عن مميزات أخرى تشمل الموقع الاستراتيجي، والتاريخ، واللغة المشتركة، وكلها عوامل تؤدي إلى التفوق العربي على الاتحادات الإقليمية والدولية.

ثانيًا: تطور الأحداث في المنطقة

يرى مراقبون أنه قد حان الوقت للدول العربية أن تدرك تحولًا في الرأي العام الغربي للتعاطف مع المواقف العربية، وبخاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
حقيقة الأمر، أن الدول العربية تمر في أسوأ الظروف نظرًا للاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، والضفة الغربية، وسوريا، ولبنان، ومحاولة التوسع في المنطقة بمساندة غربية في مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية، وعوامل أخرى تتمثل بأوضاع داخلية هشة لدول عربية، وتدخلات خارجية تسهم في إذكاء الخلافات.
على صعيد آخر، تحمل الغزيون مرارة الأوضاع في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023م، كانت نتيجتها الإبادة الإسرائيلية للإنسان، وتجريف الشوارع والشجر، وقصف المباني السكنية، والمستشفيات على رؤوس الغزيين. وفي المقابل، كانت النتيجة استنكار العالم للعدو الإسرائيلي، وتأييد نحو 159 دولة من مجموع 193 دولة في منظمة الأمم المتحدة لصالح حل الدولتين والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة، وهذا العدد مرشح للزيادة.
استبشر العالم بهذا التأييد الكاسح، وكذلك باتفاق صفقة الرئيس الأميركي (دونالد ترمب) للسلام، المكونة من 20 بندًا بضبابيتها، وبدأ التنفيذ في تبادل الرهائن وجثامين الإسرائيليين والانسحاب الإسرائيلي المرحلي من قطاع غزة، تزامنًا مع انعقاد مؤتمر دولي في شرم الشيخ برئاسة كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس الأميركي (دونالد ترمب) يوم 13 أكتوبر 2025م، وبحضور ملوك ورؤساء ومندوبي الدول بشأن إعمار غزة.
ويتناول البند الثاني تسليم سلاح حماس وعدم التدخل في إدارة شؤون القطاع، ناهيك عن إجراءات أخرى خاصة بقيام شرطة فلسطينية تكنوقراط، مدربة في مصر والأردن لحفظ الأمن في غزة، تم اختيارهم من قبل السلطة الفلسطينية وبإشراف الوسطاء من مصر وقطر.
يرى مراقبون أن الكرة حاليًا في ملعب حماس لتنفيذ البند الأول في صفقة السلام التي وافقت عليها مع الجانب الإسرائيلي، وبخاصة تسليم بقية الجثامين، ثم تستعد لتسليم سلاحها، واستبعادها من إدارة غزة. وهناك من يعتقد أن الصراع قد يتجدد بين اليمين الإسرائيلي وحماس لأنه قائم على أسس دينية وجهادية.
ويُشار – حسب مصادر عليمة – إلى أن تصرفات حماس في تنصيب نفسها لحفظ الأمن في مدينة غزة، وإعدام فلسطينيين في الشارع، والتعدي على مساكن في غزة وقتل أهلها، لم تكن مرضية للسلطة الفلسطينية والوسطاء وراعي الاتفاق (دونالد ترمب) ودول العالم.

ثالثًا: الاستنتاج والرأي

صفوة القول، إن الأمور تتجه نحو الأسوأ، رغم أن بعض المحللين يذهبون في طرحهم بعيدًا، بأن حماس تناور للبقاء في غزة بأي طريقة كانت، وتريد أن تساوم حتى على حكم نصف غزة.
وبتصوري، إنه لا أحد يستطيع أن يتكهن أو يحكم على مستقبل حركة حماس المناضلة، وعلى الجميع أن يتريث وينتظر ما سيستجد في الأيام القادمة، وكل شيء يُترك لحكم القدر.

الكلمات الدلالية