حضرموت وحلم التغيير
كما هو مسموع في كثير من وسائل الإعلام المختلفة، وفي مواقع التواصل الاجتماعي، أن الساعات القادمة حبلى بالأخبار السارة والمفرحة، وفي أكثر من جانب من جوانبنا الحياتية، بما فيها تغييرات سياسية في السلطات المحلية في أكثر من محافظة من المحافظات المحررة.
ونحن هنا في حضرموت لنا نصيبنا من هذه التغييرات التي نراها أتت في وقتها المناسب، فنحن في الأصل كنا في انتظار طويل حتى يحصل هذا التغيير المنتظر، إذ إننا نعول عليه كثيرًا ليعود علينا بالفائدة والمنفعة بعدما ذقنا مرارة العيش في وجود السلطة المحلية الحالية.
هذه السلطه التي اختلقت المشاكل في أكثر من مكان بالمحافظة، ضاربة بمصالح المحافظة عرض الحائط، وها هي كما يبدو بتلك الأفعال راحلة، فترحل غير مأسوف عليها
فعبر عقود طويلة من الزمن لم تصل حضرموت إلى ما وصلت إليه من الاحتقان الشعبي، ولم تحصل مشاكل كالمشاكل التي تظهر هنا وهناك، وهي -أي المشاكل- إن استمرت ستنذر بعواقب وخيمة، وكل هذا في عهد هذه السلطة التي لم تهتم بشيء يذكر إلا اهتمامها الكبير والواضح في استقطاب الموالين لها ممن كان ذهابه إليها لغرض المصالح الشخصية، وممن كانوا ضحايا لا يعلمون ما يفعلون مع الخيل يا شقراء.
أما وأنه بات في حكم المؤكد أن التغيير القادم سيطال هذه السلطة، فيطمئن الجميع أن القادم مهما كان به من السلبية، ومهما كان لديه من قلة الخبرة، فهو لن يكون أسوأ من هذه السلطة المؤكد رحيلها.
القادم لن يختلق المشاكل، وليس بمقدوره ذلك.
القادم حتى وإن كان من طينة من سبقه، ومن نفس التوجه السياسي، فهو سيحاصر من البداية حتى لا يتمكن مثل سابقه ويفعل فعائله. وهذه احتمالات ليس إلا، ولن تحصل مرة أخرى مهما كلفنا ذلك من ثمن.
السلطة الراحلة طيلة وجودها لم تقدم شيئًا يجعل الناس تتمسك بها وتتأسف على رحيلها، بل إني أتوقع ساعة إعلان رحيلها أن كبريات المدن الحضرمية سيخرج سكانها في مسيرات كبرى احتفالًا وفرحًا بتغيير هذه السلطة، وما علينا إلا الانتظار حتى نرى ذلك أمام أعيننا، خروج الناس للاحتفال بهذا الرحيل.