ناديتها يا جارة القمر
اسمعتها لحنًا به
جور الزمن
قلت والدمع
يسبق الكلم
جار علينا الدهر
والدهر إن جار... ظلم
إن كال بميكالين
يقتل يغتال من عبر
وما هكذا شاء ربك
ولا هكذا شاء القدر
غزة في الليل في الضحى تقرأ حروفًا
لقاتل أبدًا بتاتًا ما
كان من بشر كان عنوان من يقتل البشر
ناجيتها والدمع منهمر
والفجر بعد ما انبلج
فيروز يا درة الوجود
يا غنوة غنت للبشر
بعزة طفلة اسمها
هند رجب بصوتها
أيقظت ضمائر الأمم
طفلة لها بالقلب مسكن
اختاره القدر
هي الأرض هي الوعد
هي الإيمان بعد
الواحد الفرد الصمد
هي وجه غزة سماها
الزمن هند رجب
صوتها مثل صوت فيروز جارة القمر
إن تمايل صوتها
أيقظ البشر
صوت شدو أغر وجه
البراءة لوحة رسمت
وجه غزة باسمًا يجابه
المخاطر المحن هي
هند رجب بنت السنين
الست أسطورة الحدث
نادت كلمت أسمعت
من به صمم أنا هنا
هند رجب لن أرحل
الديار ما هكذا علمتني
غزة منذ الفطام كيف
أدفع أتقي الشرر
نادت رغم القذائف
والحصار نادت
لفيروز جارة القمر
تسأل رابطة الجأش
ماذا تبقى من
دنيا العرب؟
القلب يسأل ألبنان
في خطر؟
واليمن الكان سعيدًا
أتراه عاد موطنًا وطن
قد نالته مصائب الزمن
الشام أرض الرافدين
أصابهما الوهن
تناثرت أوصالنا
كتناصل المبتدأ أضاع
من لسانه... الخبر
تاهت بسوق بغداد
حلب
تاهت أمة العرب
فالشام يا حسرة القلب
قد غادرها المطر
مصر العروبة
يحاصرها الخطر
مصر لا تخشى الحصار
عالٍ سدها يسقيه
واهب المطر شعبها
للمخاطر قد عبر
أتتنا بزمن المحن طفلة
من غزة اسمها هند رجب
تعيد بسملة
بسمة الروح تغني
رغم القذائف للأمل
تغني مثل فيروز جارة القمر
فجر غزة
أنشودة الزمن
رغم هدير المدافع أسمعت
صوتها عذب صوت ملاك تحاصره قذائف
شيلوك صوتها عالٍ
سجلته بقوة الصبر والجلد
بات دليلًا حولته
مبدعة اسمها كوثر بن هنية
من تونس الخضراء
فيلمًا... شهادة تاريخ لغزة صامدة
لهند رجب... شحرورة الزمن... الصوت الصورة أسطورة
طفلة من غزة قالت إنا هنا
باقون يا زمن
نادت لفيروز تغني مثلها
يا عاقد الحاجبين بعدك
ما رأيت مثل هند رجب ابنة القدس يافا
ابنة غزة.. ناديت جارة
القمر لن يمروا وبأرض
غزة كل يوم تولد زهرة
مثل هند رجب
عناوين
هند رجب طفلة غزة لم تتجاوز من العمر ست سنوات، صمدت أمام القذائف وحصار الدبابات، وصارت نداءات استغاثتها دليلًا على جرائم الاحتلال.
المبدعة كوثر بن هنية مخرجة تونسية من تونس الخضراء، استطاعت بإبداع سينمائي مبدع متقن أن تحول صرخات واستغاثات هند رجب إلى فيلم سينمائي فريد، لفت الأنظار بمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، حاصدًا جائزته الأولى، بل حظي بتصفيق جمهور الحاضرين مدة تزيد عن عشرين دقيقة.
هكذا يكون الصمود ونتائجه. وهكذا يكون الإبداع من قبل المبدعين حقًا، وليس من قبل تجار السياسة.. هواة وتجار الصالات.
