صنعاء 19C امطار خفيفة

فوزية

فوزية
فوزية غانم

في أيام التلفزيون الأولى، زمن الأبيض والأسود، كانت السيدة فوزية غانم من أبرز وأقدم وأنضج مذيعات التلفزيون، وعلاوة على تقديمها لنشرة الأخبار مثلها مثل زميلاتها فوزية عمر، وعديلة بيومي، عقيلة حسين بيومي وزير الإعلام، وأخ حسن بيومي، رئيس وزراء عدن الاول، كانت فوزية عمر كذلك تقدم برامج مقابلات ومنوعات وغيرها.. وقعت ذات مرة في موقف شديد الإحراج أثناء استضافتها لمواطن مسن بلغ المائة عام من عمره، كان صيادًا عدنيًا، وكانت صحته ما شاء الله تظهره بحيوية مدهشة تبين أنه أقل عمرًا وأكثر شبابًا، مما أثار انتباه فوزية.. وجعلها تسأله عن سر حيويته!

وقتها كان التلفزيون يبث برامجه كلها مباشرة على الهواء، كلها مباشرة بدون استثناء، وبدون تسجيل، وإذا حدث خطأ، يتلافاه الماستر مونيتر في غرفة الهندسة مع ياسين مصوعي، ويقطع الصورة والصوت، ويظهر بدلًا منها كابشن -لافتة- مكتوبًا عليها عبارة "لحظة من فضلك"!
عندما أثارت حيوية الأخ الضيف الصياد المسن انتباه ودهشة المذيعة فوزية عمر، سألته ببداهة: كيف استطعت وأنت في عمرك هذا المحافظة على حيويتك، ما شاء الله وكأنك شباب؟ اعتدل الضيف في جلسته باسترخاء مريح وبدأ يجيب:
- شوفي با أقول لك بصراحة.. أنا أول حاجة طول عمري وحياتي ما أعرفش أبدًا كل أيامي ولا حتى مرة واحدة زلة حرام! وأخذ يدلل على كلامه بأن راح يشرح ما يقول بأن كور إصبعه السبابة وألحق طرفها بإبهامه في شكل دائري، وأدخل سبابة يده الأخرى في الدائرة، وأخذ يحركها جيئة وذهابًا، في تدليل فاضح على العملية الجنسية!
من شدة كسوفها، ابتسمت فوزية في حياء شديد أمام الكاميرا... ثم لحقها الكنترول ياسين مصوعي بقطع الحوار بكابشن "لحظة من فضلك"!
كلما ورد اسم السيدة الفاضلة والمذيعة المتميزة فوزية غانم، يقفز على الفور إلى خاطري ذلك الموقف المحرج من أخينا الصياد المسن الذي ما عرفش طول حياته ولا مرة واحدة زلة حرام. بدليل حركة يديه قدام الكاميرا في تصوير العملية الجنسية.

الكلمات الدلالية