صنعاء 19C امطار خفيفة

الطريق الى الدولة المدنية

الإيمان بحرية الفكر والاعتقاد هو المقدمة الأولى لإيجاد الدولة المدنية، ونتمنى أن يجسد الدستور اليمني القادم هذه القيمة العظيمة لحرية الفكر والاعتقاد وتحريم التكفير..

سأل أحد الزملاء من أين يبدأ الطريق إلى الدولة المدنية؟

والحقيقة أن الدولة المدنية ينبغي أن تكون محايدة تجاه المذاهب والأديان، وتقف على مسافة واحدة من الجميع، وللكاتب الفرنسي الشهير فولتير مقولة تؤكد الآتي: "قد أختلف معك في الرأي، ولكني على استعداد لأن أدفع حياتي ثمنًا لحقك في الدفاع عن رأيك".
وفي التاريخ الإسلامي صور مشرقة عن التسامح الديني والفكري والمذهبي.
الطريق إلى الدولة المدنية يبدأ من التسامح الديني والمذهبي والسياسي والفكري، كما هو مصور في القرآن "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي"، و"من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر". ويبدو أن التاريخ الإسلامي مليء بصور التسامح الديني والفكري والمذهبي، فلماذا لا نأخذ بها؟ فقد قدمت الدولة الفاطمية صورة مشرقة عن التسامح الديني والمذهبي، حيث بنت الجامع الأزهر، ودرس فيه علماء المذاهب الأخرى من مختلف المدارس الدينية، ولم تحتكره، بل قررت رواتب للعلماء والفقهاء من مختلف المذاهب، وازدهر العلم في عهدها كما ازدهر العلم في أيام الدولة الإسماعيلية في اليمن. وكان صلاح الدين الأيوبي ثمرة لتلك المدرسة، وهو الذي بنى جيوشه من مختلف الأديان والمذاهب في الشرق الإسلامي، وكان قادة جيشه عندما حارب الصليبيين في فلسطين مسيحيين بقدر ما كانوا مسلمين، ومن مختلف المذاهب، وكان شعاره "الدين لله والوطن للجميع".. لذلك فقد انتصر على أعدائه من الصليبيين، حيث حاربهم بالروح الحضارية التي حملها الإسلام.
 مدير عام مكتب الإعلام - تعز

الكلمات الدلالية