يعد هذا الإصدار الرابع في السلسلة، ويضم قصص المختفين قسريًا ومعاناة أسرهم، مستندًا إلى ما ورد في الملف الخاص الذي نشرته الصحيفة الورقية عام 2007 حول هذه القضية، إضافة إلى مواد وتحقيقات لاحقة نشرتها "النداء" عن هذه "الجريمة المستمرة" التي لا تسقط بالتقادم. ويقدّم الكتاب شهادات مؤلمة ووقائع موثقة، تسلط الضوء على الأبعاد الإنسانية والقانونية لهذه الانتهاكات.

وقدّمت للكتاب المحامية هدى الصراري، رئيسة مؤسسة دفاع للحقوق والحريات، مشيدة بدور الصحافة الحقوقية في كشف الحقيقة وحفظ الذاكرة الجمعية، ومؤكدة أن "هذا الجهد التوثيقي يعيد الاعتبار للضحايا ويذكّر بواجب المجتمع والدولة في كشف مصيرهم ومحاسبة الجناة".

وأوضحت الصراري أن جريمة الإخفاء القسري في اليمن، سواء التي وقعت منذ عقود أو خلال الفترة من 2011 إلى 2015 وما تلاها، تمثل جرحًا غائرًا في الضمير الإنساني والنسيج الاجتماعي اليمني، ووصفتها بأنها أداة وحشية في صراع السلطة والنفوذ، حوّلت آلاف اليمنيين إلى أرقام مجهولة في سجون سرية مظلمة، وتركت وراءها أسرًا تعاني من صدمات جماعية عميقة وآثار نفسية مدمرة، تتراوح بين القلق والفقدان والحرمان، وصولًا إلى الاكتئاب والعجز، ما يورّث الألم لأجيال متعاقبة.

وبيّنت الصراري أن الإخفاء القسري لا يخلّف آثارًا نفسية فحسب، بل يضرب النسيج الاجتماعي في عمقه، إذ يزرع ثقافة الخوف ويمزق الروابط المجتمعية، ويؤدي إلى الإفقار والعزلة، خصوصًا بين النساء، الأمر الذي يشكل عائقًا أمام أي جهد لبناء سلام دائم ومجتمع متماسك. وأكدت أن تحقيق العدالة لضحايا الإخفاء يعد شرطًا أساسيًا لتجاوز هذه المأساة وصياغة مستقبل أكثر أمانًا واستقرارًا.

وأكدت "النداء" أن إصدار الكتاب يأتي استمرارًا لنهجها في توثيق الانتهاكات والدفاع عن حقوق الإنسان، داعية الباحثين والمهتمين والصحفيين إلى الاستفادة منه كمرجع غني بالوقائع والشهادات.

ويأتي هذا الإصدار ضمن سلسلة شهرية أطلقتها "النداء" لتوثيق التجارب الرائدة في مجالات الثقافة والسياسة والحقوق والمجتمع، ولتكريم أبرز كتّابها وملفاتها النوعية. وقد سبقه ثلاثة كتب خصصتها الصحيفة لكل من المفكر الدكتور أبو بكر السقاف، والكاتب والصحفي الأستاذ عبدالباري طاهر، والكاتبة والباحثة أروى عبده عثمان.

الكتاب متاح حاليًا بنسخته الإلكترونية عبر موقع النداء على الرابط التالي: المختفون قسرياً PDF