صنعاء 19C امطار خفيفة

غزة.. يا أحرار العالم..

التحضيرات جارية لهجوم كاسح بعشرات الآلاف من الجنود، وترسانات عسكرية مدججة بأحدث أسلحة الدمار، لتنفيذ خطة احتلال غزة. العالم كله يترقب، وأحرار العالم، أنصار ودعاة العدالة والمساواة والإنسانية، يرفعون أصواتهم بالتنديد والاعتراض، يتظاهرون، يبدون الاحتجاج، ويطالبون الرأي العام العالمي ومنظمات حقوق الإنسان بتفعيل دورها والوقوف الجاد للحيلولة دون وقوع الكارثة.

العرب والمسلمون، من ناحيتهم، وخلافًا عن المعارضة الإسرائيلية نفسها، وخلافًا عن كثرة كاثرة من اليهود المعترضين على خطة نتنياهو، الذين يخرجون إلى الشوارع معبرين عن معارضتهم تلك، فإن العرب وإخوانهم المسلمين، أنظمةً وشعوبًا، هم آخر من يعلم، وآخر من يتكلم، بل آخر من ينبس بكلمة. يخلدون إلى الصمت، ويتوارون خلف خيبتهم وخزيهم وعجزهم التاريخي المعهود.
ورغم أنهم، بالطبع، يتصفون بتغليب العاطفة على العقل، إلا أن عاطفتهم هنا تضمر حد التلاشي، ولا تحرك لهم ساكنًا. نعم، هناك شعوب تضج، لكنه يظل ضجيجًا لا يتجاوز المخادع وأحواش البيوت والمجالس والملتقيات؛ ضجيج لم يهز الشارع، ولم يُعلن في الفضاء العام كما هو حاصل في شوارع العالم الحر. أصوات على استحياء وخافتة فحسب، لا تعني شيئًا، ولا تعبر عن شيء، ولا يُقدَّر لها أن تغيّر من الأمر شيئًا. أنظمة رخوة متخاذلة منبطحة وتابعة ذليلة، وشعوب متمسكنة ضريرة، بأصوات لا تتجاوز الترقوة.

الكلمات الدلالية