صنعاء 19C امطار خفيفة

نداء السلام تدعو الى هبة عربية لوقف الجرائم في غزة

2025-07-21
نداء السلام تدعو الى هبة عربية لوقف الجرائم في غزة
نازحون فلسطينيون من غزة(أ.ب)

أعربت جماعة "نداء السلام"، عن استيائها من موقف "المتفرجين" الذي يتخذه الحكام العرب، وقادة الأحزاب السياسية، ومنظمات المجتمع المدني، تجاه الجرائم المرتكبة بحق المدنيين في قطاع غزة.

 
وقالت في بيان صادر عنها، الأحد، إن هؤلاء القادة لا يختلفون في مواقفهم عن "المجتمع الدولي" و"العالم الحر"، الذي لا يكتفي بالمشاهدة، بل يشارك في الجرم المشهود.
 
وأضاف البيان: "ورغم كل خيبات الأمل، لا يمكن لنا إلا أن نستمر في رفع أصواتنا وإطلاق نداءاتنا، علّها تصل إلى أسماع الصامتين، والمتواطئين، والممتنعين عن الفعل، وهم قادرون عليه."
 
 

فيما يلي نص البيان:

 
نداء صادر عن جماعة نداء السلام
هل من هبَّةٍ عربية توقف المجرمين عن مواصلة إجرامهم ؟!!!
 
حكام العرب، قادة الأحزاب السياسية العربية، قادة منظمات المجتمع المدني التي تعددت أسماؤها ونمت كالفطر على سطح الحياة العربية، دون أن نرى فعلاً لها أو نلمس فائدة من وجودها. كلكم ترون وتسمعون وتتابعون وقائع ما يحدث في غزة، ولا تحركون ساكناً.
 
 شأنكم في هذا شأن ما يسمى (المجتمع الدولي) و (العالم الحر)، مجتمع أمريكا وعالم أمريكا، الذي لا يكتفي بالمشاهدة، بل يشارك في الجرم المشهود. 
شعب غزة يُقتل بالصواريخ التي تهوي من الجو وبالقذائف التي تًُصوَّب من البر، ويُسحق تحت جنازير الدبابات وعجلات المدرعات، ويُدفن تحت أنقاض المنازل، كما يُقتل بالتجويع والتعطيش والأمراض والأوبئة المنتشرة، ويُمنع عنه الغذاء والماء والدواء، وتُدمَّر مستشفياته، التي يمكن أن توفر لأبنائه ما دون الحد الأدنى من العناية الطبية. شعب يُباد بكامله، أمام أنظار العالم. يستغيث ولا مغيث. 
بئس عيون تشاهد المذبحة المتواصلة في غزة ولا تُستفز، وبئس ضمائر لا تحس ولا تستيقظ ولا تعذب أصحابها، وهم يسمعون أنين الأطفال ونحيب الأمهات الثُّكالى. بئس لمن يشاهد هذه المذبحة البشرية اليومية ولا يحرك ساكناً ولا يخجل من نفسه ولا يشعر بالعار.
عالم ميت انحطت قيمه وأخلاقه، وتحول كله إلى دمى تحركها وتتحكم فيها الصهيونية العالمية وزبانيتها من حكام الغرب الاستعماري وأذنابهم ومروجي أكاذيبهم في بلداننا المغلوبة على أمرها، وشعب يباد، في أبشع جريمة شهدتها الإنسانية في كل تاريخها.
 تعجز الكلمات عن الوصول إلى أسماع المترفين، وإن وصلت فلا تأثير لها على مشاعرهم وعلى ضمائرهم. فمن تجرد من مشاعره الإنسانية، لا يمكن أن تؤثر فيه كلمات أو بيانات، ومن مات ضميره لا يمكن أن يوقظه صراخ طفل أو نحيب أم أو توسلات أب. فهل يجدر بنا أن نكرر مناشدة حكامنا وقادة أحزابنا ومنظماتنا، ليفعلوا شيئاً يفخر به أبناؤهم من بعدهم، ولا ينساه لهم من يتصدون اليوم لقطعان الذئاب المنفلتة في أرض الرباط، أرض فلسطين العربية المغتصبة؟ نعرف أن كل المناشدات لم تُجْدِ، وكل النداءات لم تحرك ساكناً حتى الآن. وكأننا بعمرو بن معدي كرب الزبيدي اليماني يصرخ من قبره:
لقد أسمعت لو ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي
ولو ناراً نفختَ بها أضاءت
ولكن أنت تنفخُ في رمادِ
ومع ذلك، ورغم كل خيبات الأمل، لا يمكن لنا إلا أن نستمر في رفع أصواتنا وإطلاق نداءاتنا، علَّها تصل إلى أسماع الصامتين والمتواطئين والممتنعين عن الفعل، وهم قادرون عليه. علَّ الأصوات والنداءات المتكررة تحرك فيهم شعوراً وتوقظ ضميراً وتحفز على فعل، أياً كان، يسهمون به في إيقاف الذئاب البشرية عن مزيد من الإيغال في دماء وأرواح الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، ويلوِّحون، ولو تلويحاً، ببعض وسائل الضغط التي نملكها، وهي كثيرة، لإدخال الغذاء والماء والدواء إلى شعب، أظهر من الجلد والصبر والتضحية والتمسك بالأرض وبالكرامة الإنسانية، ما لم يظهره شعب آخر على وجه البسيطة، وينتظر، وقد طال انتظاره، ينتظر من إخوته العرب الفزعة والنجدة والهبَّة المشهودة، الكفيلة بإيقاف المجرمين عن مواصلة إجرامهم، بعد أن ارتوت الأرض من دماء أبنائها وضاقت من تزاحم أجساد شهدائها. ينتظر منهم أن يقوموا بواجبهم، لا نصرة لفلسطين المغتصبة ولغزة الذبيحة فحسب، بل ونصرة لأنفسهم، ودفاعاً عن وجودهم المهدد. فدورهم قادم لا محالة، إذا انتصر الباطل على الحق، وتغلبت قطعان الصهاينة المغتصبين، على أبناء فلسطين، المرابطين في الجبهة الأمامية، دفاعاً عن الوجود العربي كله. وما نشاهده اليوم في فلسطين وفي سوريا وفي جنوب لبنان، من بلطجة صهيونية، ما هو إلا مشهد الافتتاح، لما سنشاهده ونعيشه غداً في كل الأرض العربية. وإنَّ غداً لناظره لقريب. 
الشكر والتقدير لذوي الضمائر الحية، من قادة ومسؤولي العالم وشعوبه، الذين عبروا وما زالوا يعبرون عن مواقفهم الإنسانية، في مناصرة شعبنا الصابر الصامد في غزة والضفة وسائر أراضي فلسطين المغتصبة، بالكلمات والتظاهرات والاحتجاجات وإيصال ملفات المجرمين الصهاينة إلى محكمة العدل الدولية. والإكبار والإجلال للمحاولات الشجاعة التي قام ويقوم بها بعضٌ من ذوي المواقف الإنسانية النبيلة، لإدخال شيء من الغذاء والدواء للجائعين والجرحى والمرضى داخل القطاع المحاصر المدمر. والعار كل العار للمقصرين في واجبهم، القادرين على الفعل، الممتنعين عنه. والمجد لكل من يشهر سلاحه في وجه الباطل، دفاعاً عن الأرض والعرض والكرامة وحرية الإنسان في وطنه. والخلود للشهداء والشفاء للجرحى. ولتبق فلسطين عزيزة بأبنائها، حرة مستقلة من النهر إلى البحر. ولا نامت أعين المتخاذلين والمتآمرين والجبناء.
 
 صنعاء، 20 يوليو 2025م
 
 
 
 
 
 
 
 

الكلمات الدلالية

إقرأ أيضاً