في أجواء ديناميكية وودية، نظم معهد أفبا AFPA، اليوم، في مدينة ستراسبورغ الفرنسية، فعالية رياضية استثنائية جمعت متدربين من تخصصات مختلفة، بحضور عدد من المدربين ومدير المركز باتريك بيرنيد (Patrick BERNÈDE). وقد تخللت الجمعة أنشطة رياضية جماعية، وهتافات تشجيعية وتصفيق حار، مما خلق أجواء من الوحدة والفرح المشترك.
أكد المشاركون أن مثل هذه الفعاليات لا تقتصر فقط على كسر الروتين اليومي، بل تسهم كذلك في تقريب المسافة بين المتدربين والمدربين. فالروح الجماعية والدفء الإنساني اللذان طبعا هذا اليوم الرياضي يعززان الثقة المتبادلة، ويشجعان على التنافس الإيجابي.
وقد عبر عدد من المتدربين عن حماسهم، مشيرين إلى أن هذا اليوم ساعدهم على التحرر من الضغط النفسي واستعادة التوازن الذاتي. وقال أحدهم: "اليوم شعرنا كأننا عائلة واحدة. هذه الفعالية منحتنا طاقة جميلة للاستمرار".
وبعد انتهاء النشاط الرياضي، اجتمع الجميع حول إفطار جماعي دعا إليه مدير المركز باتريك بيرنيد، في بادرة لاقت ترحيبًا واسعًا بين المتدربين. سادت اللقاء أجواء من الألفة والود، إذ تبادل الحضور الأحاديث والنقاشات الشخصية في لحظة تواصل انساني نادرة خارج إطار الحصص الدراسية.
ورغم حضور مدير المركز، إلا أنه لم يدلِ بتصريح رسمي، مكتفيًا بالمشاركة الودية ومتابعة الأجواء عن قرب.
وإدراكًا منها لأهمية التوازن بين التعلم النظري والنمو الشخصي، تسعى إدارة مركز AFPA إلى إدماج هذا النوع من الأنشطة بصفة منتظمة ضمن برامجها. فالتكوين، بحسب فلسفة المركز، لا يقتصر على قاعات الدراسة، بل يشمل أيضًا لحظات جماعية تسهم في التطور الشخصي والاندماج الاجتماعي.
اختتم اليوم وسط أجواء من البهجة، إذ التقطت صور تذكارية وتبادل الجميع كلمات تشجيعية دافئة. وقد عبر المشاركون عن رغبتهم في تكرار مثل هذه اللقاءات التي تترك أثرًا عميقًا في النفوس.
وتتميز AFPA بمقاربتها الشاملة، فهي لا تكتفي بتقديم برامج تقنية أو دروس نظرية، بل تضع الإنسان في صلب العملية، تأخذ بيده من نقطة البداية، وترافقه في استعادة الثقة، وبناء المهارات، واكتشاف القدرات الكامنة التي كثيرًا ما تغيب تحت ضغط الظروف. إنها ليست مجرد مركز تدريب، بل فضاء لإعادة التوازن المهني والنفسي.
ما يجعل تجربة أفبا AFPA فريدة هو قدرتها على الإصغاء لحاجات كل فرد، أكان باحثًا عن عمل، أو وافدًا جديدًا، أو موظفًا يرغب في تغيير مساره. تقدم برامج تدريبية تمس ميادين متعددة، تراعي تطور سوق العمل، وتحاكي الواقع العملي بكل تفاصيله. ولهذا فإن الشهادات التي يحصل عليها المتدربون لا تحمل فقط طابعًا رسميًا، بل تعبر عن كفاءة حقيقية تؤهلهم للاندماج السلس.
وتعد أفبا AFPA إحدى المؤسسات الرائدة في فرنسا في مجال تكوين وتدريب البالغين. تأسست سنة 1949، وكان هدفها الأساسي آنذاك هو إعادة إدماج الجنود السابقين والعاطلين عن العمل في سوق الشغل بعد الحرب العالمية الثانية، لكنها تطورت لاحقًا لتصبح مؤسسة وطنية مرجعية في مجال التكوين المهني مدى الحياة.
