كل شيء بميزان، هكذا رسمته وترسمه الأقدار بأعوانها الأقوياء الجبابرة الأمريكان الدولة، ومعها كل الصهيونية العالمية!
الصهيونية العالمية وفي فلكها الأمريكان يتسلحون بالعلم وبالديمقراطية، ولا يؤمنون بالهرطقات ولا بشعوذة وتمتمات الكهنوت، لذلك فهم رسامو عالم اليوم وعوالم الغد!
يرسمون بالعلم وما ينتجه كل ساعة وكل ثانية من تكنولوجيا وذكاء اصطناعي بعيدًا عن أبواب الحيض والطهارة وكهانة آل السوق وشعوذة أهل البيت والبطنين والإمامة في قريش!
نعم قد يخطئون، ولكنهم بديمقراطيتهم وكفالة الحريات لا يكابرون ولا يجدون حرجًا في أن يقولوا إنهم أخطأوا، يقولون ذلك وهم في الوقت نفسه يملكون أدوات إصلاح أخطائهم وتقويم اعوجاجهم (الديمقراطية والعلم)!
نعم قد يفاجئهم موقف هنا أو هناك، لكن عواقبه لا تصل إلى مرتبة "الوخيمة"، وإن وصلت فرضًا فهي دون وخامة ما يحل بحكومات الهرطقة والأئمة الغائبين وأصحاب العمائم المنتظرين والحاضرين بالوكالة!
أصحاب الجنس الأصفر ذوو العيون الضيقة يزاحمون أمريكا والغرب في الأخذ بالعلم، وستتعمق الديمقراطية في الصين وتزيدها قوة فوق قوتها، وسترون!
في موقعة حامية الوطيس شهدها العالم منذ عشرة أيام، المتدثرون بذي الفقار وأحفاد يهود خيبر.. أصحاب القبة الحديدية والقبب الذهبية يواجهون بعضهم بعضًا، وهي مواجهة بين العلم والديمقراطية من جهة، وكهانة المال وثروة تسلط العمائم من جهة ثانية؛ الغلبة والنصر لكفة العلم والديمقراطية، ولو تراءى لنا -فرضًا- عكس ذلك، فما هو إلا سراب أو لأمر قدره أولو العلم وارتضته الديمقراطية لحين!
تبقى مسألة فارقة بين سلطان العلم والديمقراطية، وبين سلطة الكهنوت والجاهلية، وهي كلمة "الصدق"، فهي ليست حاضرة كل الحضور لدى سلطان العلم والديمقراطية، لكنها غائبة كلية من الأساس لدى سلطة الكهنوت والشعوذة، ذلك أن أخلاق الكهنوت وأس معتقدها وعقيدتها قد قامت على الكذب والبهتان ابتداءً كإثم من آثام التدين المغشوش، وهو ما تحرر عنه سلطان العلم والديمقراطية بفضل علمانيته!
دهاقنة الكهنوت وآياتها لا يجدون حرجًا في أن يكذبوا بعلم، ويكذبوا ويكذبوا دون أن يعبأوا أن من بين ضحاياهم من المغرر بهم من قد يعي ويدرك كذبهم، وهم حينئذٍ لن يجدوا لأنفسهم مناصًا من أن يرفعوه دون حرج في قوائم الأبرار. وهكذا هو شأن القرشيين عامة في غالبهم، فهم في هذا أكثر بكثير من غيرهم بشهادة التاريخ!
أما العرب فهم أنصار الشيطان عبيد لمن غلب سوءات أعمالهم وتدينهم المغشوش ودناءة أخلاقهم. كل هذا وغيره أفرز لهم حكامًا لا يألون فيهم إلًا ولا ذمة، فلم يعد لهم في الوقت الراهن حساب ولا قيمة، ولذلك تذيقهم كل من الصهيونية الديمقراطية والكهنوتية الجاهلية الفارسية والقرشية سموم العذاب، ويتلقون منهما وعبر خدامهما الأراذل الجحيم إن أمسوا وإن أصبحوا، وهم صاغرون!