تقترب الأيام لتعلن لنا عن موعد الحفلة الفنية للأوركسترا الحضرمية بقيادة المايسترو محمد القحوم، ففي نهاية هذا الشهر، شهر أبريل الحالي، يومي الرابع والعشرين والخامس والعشرين، ففي هذا التاريخ بالتحديد الإخوة في العاصمة العمانية مسقط مدعوون لأن يكونوا وجهًا لوجه مع حفلة فنية تليق بهم كعشاق ومتذوقين للفنون والموسيقى.
هذه الحفلة المنتظرة كما نتوقع لها أن تكون باذخة الجمال بما فيها من مقطوعات موسيقية جميلة، إذ إن الأوركسترا الحضرمية بقيادة المايسترو محمد القحوم، أحيت حفلات كثيرة في بعض العواصم العربية وعواصم أخرى، وما هذه الحفلة القادمة إلا امتداد لتلك الحفلات التي كان النجاح العنوان الأبرز لها جميعًا.
من هنا كانت توقعاتنا أن النجاح هو من سيتسيد الحفلة، وهو دون غيره من يجعل الكثير يرسل رسائل التهنئة لكل الإخوة أعضاء الفرقة على ما قدموا من جهد كبير عكس نفسه بظهور هذا العمل بتلك الصورة الجميلة التي ستكون عالقة في ذاكرة كل من شاهد واستمع لهذا العمل.
المايسترو محمد القحوم كما هي عادته في جميع حفلاته السابقة، يقدم ما يفرح المشاهد من مقطوعات موسيقية جميلة، مقطوعات جديدة تختلف من حفلة لأخرى، وهذا الاختلاف له الكثير من الفوائد الجمة، منها أنه يقدم أشياء جديدة بقوالب موسيقية هي الأخرى جديدة، يفرح بها الجمهور الذي يتفاجأ بها، وكيف لا يتفاجأ ويفرح هذا الجمهور وهو يرى ويسمع أشياء ما قد سمعها أو شاهدها من قبل، وهي مكتسية بأثواب وملبوسات مطرزة تسر كل من يشاهدها ويسمعها، وهذا في حد ذاته فائدة كبيرة للجمهور الذي مل سماع الأعمال المكررة بنفس الآلات الموسيقية التي لا تتغير إلا مع تغير الأصوات من فنان لآخر.
الجمهور دومًا يعشق ما يفرحه من الأعمال الجديدة، حتى وإن كانت أعمالًا فنية قديمة جدًا، إلا أن ظهورها بذلك المنظر الجميل هو ما يجعل هذا الجمهور يتفاعل معها تفاعلًا غير عادي، ولنا في ذلك شواهد كثيرة مما قدمه المايسترو محمد القحوم من الأعمال الفنية ذات البعد التاريخي البعيد، من مثل صبوحة خطبها نصيب، خطر غصن القنا، ألا يا طير يالخضر وين بلقاك الليلة، وأعمال أخرى كثيرة، كانت هذه الأعمال محل فرح وإعجاب كبير من الجمهور.
كذلك من الفوائد الأخرى توثيق هذه الأعمال الفنية التي طواها الزمن، وقد تكون لدى البعض منسية بحكم تقادم الوقت عليها، وهو -أي محمد القحوم- بما يمتلك من الحس الفني المرهف ومن الموهبة والرغبة الكبيرة في خدمة تراث بلده، والتي ألحقها بالدراسة، أظهر كثيرًا من الأغاني بقوالب موسيقية جميلة.
نقول للإخوة في سلطنة عمان افرحوا وانبسطوا، فحفلتكم المرتقبة ستكون كما تتوقع لها أن تكون حفلة فنية جميلة.
فهنيئًا لكم سماع إبداعات أخينا المبدع محمد القحوم الذي وهب ملكاته الفنية، بل وهب نفسه في إفراحنا وإسعادنا بما يقدم من الحفلات الماتعة.
