زيارة بن مبارك وخيارات الحضارم المستقبلية

بشيء من عدم الرضا، بل بخيبة أمل كبيرة، ظهرت التناولات الكتابية لكثير من الكتاب ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي من أبناء حضرموت ومن خارجها، على زيارة رئيس الوزراء الأستاذ أحمد عوض بن مبارك لمحافظة حضرموت، فكل من أدلى بدلوه حول الزيارة بين ووضح أن هذا الزيارة ما هي إلا للشطحات، وكذلك استفزاز لمشاعر الحضارم ممن زادت أوجاعهم، وتضاعفت آلامهم التراكمية دونما ظهور أية بوادر للحلول والانفراج.

بن مبارك، ماذا عساه أن يفعل للحضارم مما بحت أصواتهم من فترة بعيدة لمن سبقوه في رئاسة الحكومة لمساعدتهم وإيجاد الحلول المقبولة في تحسين الخدمات، خصوصًا الخدمات الضرورية، فلم يلاقوا إلا الوعود العرقوبية الكاذبة التي أبقتهم على حالهم هذا في أحسن الأحوال، إن لم تكن فاقمت وزادت من الأوجاع التي ليس لهم بها طاقة.

الحضارم خلال هذه الفترة الممتدة لسنوات طوال، اتبعوا كل الطرق المشروعة، ولم يبقَ لهم إلا الطرق غير المشروعة، وهي التي يرونها تأتي بنتائج إيجابية وسريعة بعيدًا عن الرجاء والإذلال.
والأمثلة الماثلة أمامهم كثيرة، منها ما فعله أبناء مأرب، وخلال وقت قصير تمت تلبية متطلباتهم، وحلت كثير من مشاكلهم.

قد يكون الحضارم مخدوعين كل هذا الفترة، وقد يكونون متفرقين، وليسوا على رأي وأحد، وقد تكون الأحزاب والمكونات السياسية الموجودة هي التي جعلت الحضارم هكذا غير موحدين، لكن على من أراد خداعهم وتفريقهم أن يعرف أن مصالحهم المشتركة هي دون غيرها التي ستوحدهم، وقريبًا جدًا إن شاء الله.

فلا يعقل أن نرى أنفسنا ذاهبين للمجهول، ونرى أعداءنا يتفننون في عذابنا.
أما من يعول كثيرًا على زيارة بن مبارك في الاهتمام بحضرموت وأهلها، فذلك كمن يحرث في البحر.

بن مبارك ليست بيده أي حلول إلا الوعود كمن سبقوه ممن شبعونا وعودًا وغادروا المشهد.
فهل نبقى في انتظار الوعود لمن أتى من بعدهم، أم نختار ما نراه مناسبًا من الطرق المؤدية إلى بر الأمان؟