كلاسيكو أوروبي في الخطوة الأخيرة قبل بلوغ ويمبلي

بايرن ميونخ مع ريال مدريد للمرة الثامنة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا
بايرن ميونخ مع ريال مدريد للمرة الثامنة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا (تويتر @fcbayern_2)

تعود الليلة منافسات دوري أبطال أوروبا عبر بوابة المواجهة الأكثر تكرارًا في تاريخ المسابقة، وواحدة من أشرس صدامات القارة الأوروبية، تلك المواجهة التي تجمع ريال مدريد وبايرن ميونخ، لحساب الدور قبل النهائي من البطولة.

النادي الإسباني، صاحب الرقم القياسي بعدد التتويجات بكأس المسابقة، والمنتشي بتأهله إلى هذا الدور على حساب حامل اللقب، يحل ضيفًا ثقيلًا على الألماني الذي يسعى من خلال البطولة القارية إلى تضميد جراح الموسم الصعب الذي خرج منه البايرن خالي الوفاض محليًا.

صاحب الأرض والجمهور في لقاء الذهاب، يتطلع الليلة إلى أخذ زمام المبادرة والخروج من اللقاء بفوز يمنحه الأفضلية حين يسافر للعب مباراة الإياب في العاصمة الإسبانية مدريد، يوم الثامن من مايو.

وبالنظر لكثير من المعطيات والظروف التي تحيط بكلا الفريقين، أغلب الترشيحات ترجّح كفة ريال مدريد لبلوغ النهائي السابع عشر له في البطولة.

لكني لا أرى الفريق الألماني في المتناول، حتى وهو يخسر الدوري المحلي لأول مرة منذ أكثر من عقد، ويعيش حالة من فقدان الاستقرار الفنّي مع مدربه توماس توخيل، الذي أعلن النادي مغادرته عقب نهاية الموسم الحالي.

المدرب الألماني يراه الكثيرون نقطة الضعف التي تقف حجر عثرة في طريق الإمكانات التي تتمتع بها تشكيلة بايرن ميونخ.

لكن في رأيي، توخيل من أميز المدربين المتواجدين على الساحة الأوروبية، حينما يتعلق الأمر بمنافسات دوري أبطال أوروبا.

دائمًا ما كانت الفرق التي يدربها تظهر بشكل جيد في المباريات المهمة من المسابقة، في الأقل على مستوى الأداء، حتى عندما أشارت النتائج إلى عكس ذلك.

من جهة أخرى، مؤشراته السلبية في الدوريات المحلية، طغت بشكل كبير على ملامح مسيرته، وفتحت المجال للتشكيك في كفاءته.

هذا التناقض الذي يظهر من خلال التميز في البطولة الأوروبية، مقابل الأرقام المتواضعة في ما يخص الدوريات المحلية، مردّه في اعتقادي إلى افتقار الرجل إلى الخبرات اللازمة في كيفية إدارة اللاعبين، وسوء التواصل معهم، وهو ما يزعزع الثقة بين الطرفين، ويُنقص من قيمة التحضير الفنّي مهما كان جيدًا.

ما سبق يجعل من لقاء الليلة فرصة مثالية لتوماس توخيل لاستعادة ثقة لاعبيه في المقام الأول، وإعادة تقديم نفسه بصورة أفضل للجماهير، وأيضًا الأندية التي قد تفكر في تعيينه بعد مغادرته لمنصبه في بايرن ميونخ.

المدرب الألماني يملك الكثير من الأدوات المميزة التي قد تساعده في مهمته، وأخص بالذكر المهاجم الإنجليزي هاري كين، صاحب الخبرة الطويلة، ونجم الفريق الشاب ذا الموهبة الفاتنة جمال موسيالا.

وبالطبع لا يمكن إغفال أهمية الحارس الفذ مانويل نوير.

في المقابل، لا يحتاج ريال مدريد إلى الكثير من الحديث لوصف مدى جاهزيته، فنتائجه وأرقامه خلال الموسم تقدمه بصورة مثالية.

النادي الإسباني يملك كافة الأدوات اللازمة للتغلب على أي خصم؛ ابتداءً من المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، الذي سبق وحقق البطولة في أربعة مناسبات، أكثر من أي مدرب آخر. بالإضافة إلى تشكيلة الفريق التي تزخر بالنجوم، وتتمتع بتنوع مهم بين المواهب الشابة، والقادة أصحاب الخبرة الطويلة.

ريال مدريد أيضًا يأتي في حالة معنوية ممتازة، معززًا بحسمه منطقيًا للقب الدوري الإسباني.

ولا يمكن التنويه بمزايا الريال دون إفراد مساحة خاصة لأخطر أسلحته؛ الجناح البرازيلي فينسيوس جونيور.

هذا اللاعب الذي يتمتع بمقدرة فائقة على مراوغة الخصوم وخلخلة أية منظومة دفاعية مهما بلغت شدة تحصينها.

وهو، بموهبته الفذة، يختلف عن معظم أبناء جيله؛ إذ لا يحتاج إلى الكثير من التوصيات الفنّية للالتزام بالخطة المرسومة، هو فقط يحتاج الكرة ليصنع الخطر بمفرده.

كل ما تقدم من تاريخ الفريقين، وتميز مدربيهما، والجودة العالية في صفوفهما، يعد بسهرة كروية فاخرة لا يمكن تفويتها.