إلى المتحاربين في اليمن بالأصالة أو بالنيابة: ألم يحن وقت المصالحة والسلام؟

بداية أذكر جميع أطراف الحرب التي لا منتصر فيها، بما قاله الأصمعى:
"الدُّنيا بأسرها لا تسَعُ مُتباغضين
‏وإن شِبرًا في شِبرٍ ليَسَعُ مُتحابين"

بعد كل ما نعرفه عن أحوالنا التي تتدهور وتزداد تدهورًا، أقول إن اليمنيين يتعطشون للسلام والمصالحة والعيش السلمي المشترك والحياة الطبيعية في دولة طبيعية. أقول كما يقول غيري تحابوا، تصالحوا. وأكرر ألا يكفينا تسع سنوات قتالًا وخصامًا وعنادًا ومعاناة وتجويعًا وحصارًا وتشردًا وموتًا مجانيًا وسجنًا خارج القانون وضعفًا اقتصاديًا وبنكين وسعرين للريال وتدهور العملة وهشاشة التعليم وزيادة انتشار الأمية وعدد الشحاتين والجيوش والمليشيات وإفساح المجال للتجهيل وللتضليل وضعضعة القيم وغياب الجوامع المشتركة والمرجعية الوطنية الواحدة وتطبيع القمع وتغييب الحريات ومنابرها وغياب القانون ودور المؤسسات التي قسمتها الحرب والحكم بدون مرجعية دستورية وغياب سلطة الدولة والوهم بإمكانية تحقيق انتصار في صراع صفري الكل فيه مهزوم. بعد تسع سنوات يجب أن نعي أن الانتصار العسكري مستحيل. باختصار لا توجد مصلحة وطنية تبرر استمرار هذا الوضع والحرب التي لم يبدأها اليمنيون. الحرب غيبت صوت ودور الشعب مهما ادعى البعض أنه يمثله أو يعبر عنه. اليمن الموحد نفتقده وتعاني تشطيراته من ضعف لن يمكنها إلا من تحقيق المصالح الخاصة وحدها.. لقد فقدنا استقلالنا وسيادتنا، وركنا إلى الخطابة والإعلام الخارجي لبيع الأوهام والمتاجرة بمصير الوطن كله.

إن ذرة من وطنية ومن نخوة يمنية كفيلة بتجسير الفجوات بين المتصارعين، والتنازلات المتبادلة هي التي ستعبد طريق المصالحة والسلام والتسامح، وتحول اليمن من حاله الأكثر سوءًا في تاريخه إلى حال أفضل. هل يرضيكم حالنا هذا؟ أنتم تعون ما حل بنا من دمار وخراب وفقر، وتعون أن الخروج من هذه الأوضاع المخزية هو مسؤوليتكم.
هللا وعيتم؟

عيد فطر مبارك لشعب موحد ويمن يسود شعبه الأمن والأمان والسلام والمصالح المشتركة، يمارس اليمنيون وحدهم فيه سيادتهم وقرارهم الوطني المستقل على كل شبر من تراب الوطن وباستقلال تام.

بردونيات:

عبيد الهوى يحكمون البلاد
ويحكمهم كلهم درهمُ
وتقتادهم شهوة لا تنام
وهم في جهالتهم نُوّمُ
ففي كل ناحية ظالم
غبي بسلطته أظلمُ
أيا من شبعتم على جوعنا
وجوع بنينا ألم تتخموا؟
ألم تفهموا غضبة الكادحين
على الظلم؟ لا بد أن تفهموا