أضحوكة!

أضحوكة!

نعمان قائد سيف
فيما العالم مهموم بالبحث عن مخارج لأزمات اليمن الداخلية المتعددة، بعد أن وجد حكومته عاجزة تماماً عن حلها، وجه وزير الخارجية دعوة لنظيره الصومالي الشقيق، فحضر الأخير ليقدم شرحاً كما كل مرة، لتطورات الأحداث والأوضاع في بلده المنكوب!
كالعادة أيضاً نقلت وسائل الإعلام الرسمية اليمنية مختصراً مفيداً لما جرى بحثه بين الجانبين، حيث "أشاد المسؤول الصومالي بنتائج الزيارة"، وقال "إنها ناجحة ومثمرة". ولم يشر الخبر كسوابقه والضيف يغادر صنعاء، إلى أي بحث من الطرفين في الشؤون الداخلية لليمن المضطرب، رغم أوجه الشبه الكبير بين البلدين قبل وبعد سقوط نظام سياد بري!
في خط موازٍ، وربما الصدفة وحدها، جمعت السلطة بين مصيبتين، إذ نقلت نفس الوسائط خبر تقدم البليدة بمبادرة لإصلاح الجامعة العربية وتحويلها إلى اتحاد عربي، وعلى ما تذكرون الفكرة اليمانية قديمة، وكاد العرب ومن خلفهم العالم أن ينسوها، إلا أن "حرص" المزايدة على القضايا القومية، جعلها تعيد الكرة، بحثاً عن نجومية زائفة. ورغم اعتراضي على حشر (برمتها) بين (الدسوت)، أقترح عليها إعادة نشر وبث نص مبادرتها الساذجة، لا لشيء إلا لشغل حيز من فراغ وسائل إعلامها الخاوية، إذ لم يعد في جعبتها شيء تكرره عن المنجزات "العملاقة"، بعد تهزئة المانحين لها في لندن وتباعاً. وليس أمام الحكومة، إلى جانب الحروب العبثية التي تخوضها، غير مواصلة (التمعقال) في الخارج، والادعاء حد الاعتقاد بأنها سيدة العارفين!