كانت تتجهز لمداواتهِ، وهو يتجهز لقتلها

كانت تتجهز لمداواتهِ، وهو يتجهز لقتلها

                                  مقتل ممرضة بـ"ذي السفالـ"، والجاني قيد التحقيق!
> يحيى هائل سلام
ثقيلةٌ هي أشياء القتيل ومتعلقاته، يضيق بها القاتل ذرعاً، ويتسع لها صدر الحقيقة، فإذا بها الدليل، إذْ يعيد الحكاية إلى مشارف البداية:
السبت قبل الماضي، كانت الساعة تقترب من الثامنة مساءً، وعلى الرغم من ذلك، حسينة ناصر مسعد البالغة من العمر 55 عاماً، وهي الممرضة في المركز الصحي، بقرية شوائط -مديرية ذي السفال، استجابت للطرقات على باب البيت، فتحته، "ع.ع.ع.م" هو من كان يقف على الباب، وقد تمثل لها مريضاً بالكلى، آلامه شديدة، وما من سبيل إلى تخفيفها غير حقنة، وبأيدي حسينة!
بملائكيتها المألوفة للسكان، لم تمانع دخوله، وسارعت إلى تجهيز الحقنة، لتضع حداً للألم، في الوقت ذاته، كان هو يجهز أداة الفتك، ليضع حداً لحياتها، وما هي إلا لحظات، ثمة ذراع -لعلها خشبية- صلبة ارتطمت بمؤخرة رأسها، لتسقط على الأرض، ويفوز القاتل بمتعلقات القتيلة وأشيائها: مجوهرات، هاتف نقال، و400 ريال هي كل محتويات المحفظة الشخصية.
بعد 3 أيام من عزلة الجسد القتيل عن العالم، لم تكن آثار الذراع الصلبة في مؤخرة الرأس، هي كل شيء، كان الفم مكمماً، ثم رباطٌ مشدود حول الجسد، وآثار خنقٍ في الرقبة، أو على الأقل، ذلك كل ما أمكن أن يتراءى في جثة، مسها الضرُّ، فتغير اللون، وصار لها رائحة.
خلال تلك الأيام الثلاثة، مجوهرات حسينة، كانت قد تحولت إلى "صندلـ" جديد في أقدام القاتل المفترض، وهاتف نقال صيني حديث الطراز، كما وسداد لديون عالقة، والأهم من كل ذلك، قات ودخان.
أما عن هاتفها النقال، والذي ظل زوجها المغترب بالسعودية يكرر محاولات الاتصال بها إليه، فقد ضاق القاتل به ذرعاً، وفي نهاية المطاف، رمى به إلى وسط أكوام الزرع المعروض للبيع، في ركن مجاور لسور مستشفى القاعدة الريفي.
كل تلك التحولات، قادت أمن ذي السفال، وبسرعة قياسية لإلقاء القبض على القاتل المفترض، وهو الآن قيد التحقيق، في حين ثمة شعور بالرضا متداول في أوساط مسؤولي أمن مديرية ذي السفال، لما يرون فيه نجاحاً في تأدية الواجب، ولعله شعور مبرر، بل ومسنود بارتياح الناس.
لكن، قبل الرضا بالنجاح، وارتياح الناس له، أظهر مدير أمن محافظة إب اهتماماً كبيراً بالقضية، ولعل في حضوره الشخصي إلى أمن ذي السفال تأكيد ذلك الاهتمام، أما تفسيره، فقد وجده كثيرون في دم "عصام " الذي مرّ على قتله ما يقارب الشهر، بمدينة القاعدة، وبطريقة بشعة، وإلى هذه اللحظة، لا يزال أمن القاعدة عاجزاً عن العثور على قاتله.
فشلٌ في "عصام"، لعله يثقل كاهل أمن محافظة إب، ونجاح في "حسينة" قد يجد من يقول له: شكراً. غير أنه بكل تأكيد، لا يطمس دم "عصام"!