الريدة وقصيعر.. الأسوأ خدماتيًا في حضرموت

لن نبالغ كثيرًا لو قلنا إن مديريتنا مديرية الريدة وقصيعر في ساحل حضرموت، تعتبر المديرية الوحيدة من بين جميع مديريات المحافظة من ترفد حزينة المحافظة بالإيرادات، فكل من ينظر لموارد المديرية سيعرف ذلك.

وما جعلها هكذا ذات الموارد الكبيرة هي أشياء كثيرة، منها وقبل كل شيء هو التحام كثير من مناطقها الالتحام المباشر مع بحر العرب، هذا البحر الزاخر العطاء الذي شجع سكان المناطق الرابضة عليه لركوبه وسبر أغواره، والعودة بأجود وأفخر الأسماك التي يختزنها هذا البحر المتدفق بالعطاء والخيرات الكثيرة، وما ينتجه صيادو مديريتنا من الأسماك يتم تصديره بكميات كبيرة لدول الجوار، وكثير من دول العالم.

الثروة الحيوانية هي الأخرى لها من يهتم بها من سكان المديرية من البوادي البعيدة ومن سكان المناطق الريفية، حتى إن اللحم المشقاصي يعد من أجود اللحوم، وأصبح صاحب الشهرة الواسعة، وهذا ما جعل المشتغلين في شراء المواشي يتهافتون بالوصول للمشقاص من أجل شراء المواشي التي يتم ذبحها في المطاعم الراقية وفي الولائم والمناسبات، بحكم جودتها ولذة طعمها الحالي المذاق.

لن أطيل أكثر في شرح ما تمتلكه هذه المديرية من المزايا والخصائص التي تتميز بها عن سواها من المديريات، مع أني أعرف ويعرف مثلي الكثيرون ما لدى المشقاص مديريتنا مديرية الريدة وقصيعر، من موارد أخرى، مثلها في ذلك مثل الكثير من المديريات الأخرى، كالزراعة والموارد الأخرى.
لكن جعلت جل تركيزي على أفضل موارد المديرية التي أرى أنه لا ينافسها فيها أحد.

وبعد هذه العجالة في شرح إنتاج المديرية، نقول إن المديرية يتوجع ويتألم سكانها ألمًا من رداءة الخدمات، خصوصًا الخدمات الضرورية، فهي في نظرنا ونظر كل منصف أنها تعد الأسوأ خدماتيًا، وكل مواردها السالفة الذكر لم تشفع لها، ولم تجعل من تأتيهم هذه الموارد يهتمون بها بما تقدم، بل إني ومثلي الكثير نرى ما يطول شرحه من إهمال سلطة المحافظة لهذه المديرية المنتجة والرافدة لهم بالإيرادات.

للسلطة المحلية في المحافظة نقول:
أنصفوا المشقاص مديرية الريدة وقصيعر، فسكانها لا يريدون منكم إلا إعطاءهم حقهم وما يستحقونه من حقوق، أما أنهم يرون أنفسهم كمن يعطي بلا جزاء وبلا شيء رد لها العطاء مما يقدمونه لكم على طبق من ذهب وهم يتعبون ويسهرون الليالي الطوال، وبعدها لا يلاقون نظير ما أعطوا شيئًا من الاهتمام.

كثيرة هي حالات الإهمال وعدم الاهتمام التي تكون مصدرها السلطة المحلية بالمحافظة، ولعلنا هنا نذكر شيئًا من ذلك الاهمال، فإعصار تيج الذي كان وقعه عنيفًا ومدمرًا على أغلب مناطق المديرية، ومنذ ذلك الحين وحتى اللحظة وآثاره مازالت ماثلة للعيان، ولم تكن هناك تدخلات ترفع من معاناة الناس مع ما خلفه هذا الإعصار من أضرار، بل ظل الحال على ما هو عليه يذكرنا بتلك المأساة.