ما هكذا يعامل مربو الأجيال

ما من دولة من دول العالم حصل فيها التقدم في كل مناحي إلا في ظل رعايتها واهتمامها الكبير بالمعلم. الأمثلة على ذلك كثيرة منها من هي بالقرب منا في قارتنا قارة آسيا كماليزيا وسنغافورة واليابان والكوريتين، ودول أخرى كثيرة في آسيا وغير آسيا نهضت في سنوات قليلة، وتقدمت تقدمًا مذهلًا حتى أصبح يشار لها بالبنان، كدول صناعية ومنتجه لأشياء كثيرة تأتينا من تلك الدول، وهي أشياء كنا في غنى عن الكثير منها لو ركزنا التركيز المطلوب على قطاع التعليم، وأعطينا المعلم ما يستحقه من الرعاية والاهتمام.

وحتى دول الجوار كان ومازال لها اهتمام بالتعليم ومنتسبيه، إلا نحن فإن تفكير واهتمامات حكوماتنا المتعاقبة بالتعليم ومنتسبيه قليل إن لم يكن معدومًا، والحصيلة كما ترون خريجون جامعيون لايعرفون ما درسوه خلال مكوثهم سنوات دراستهم.

أسباب كثيرة أدت إلى انهيار المنظومة التعليمية عندنا، ومنها ما أصبح واضحًا ولا يقبل الشك من أية جهة، ولعل أول الأسباب وآخرها قلة الاهتمام إن لم يكن عدميته بالتعليم والمشتغلين به، خصوصًا التربويين من مدرسين في القاعات الدراسية.

وبما أنه حصل التفريط والإهمال للتربويين كل هذه الفترة، فقد رأينا النتائج المخيبة للأمل، بل رأينا الحصيلة الصفرية لمخرجات الحقل التربوي، وتأخرنا كثيرًا عمن حولنا.

وبعد هذا كله، ألم يحن الوقت لتدارك ما يمكن تداركه من خلال إعادة النظر في هذا القطاع الحيوي المهم؟ فالتعليم والمعلم ركيزة مهمة من ركائز نهضة الشعوب، وهم دون غيرهم من يرفدون كل القطاعات الحكومية بالكوادر المؤهلة.

فلماذا لا يتم إنصاف التربويين ممن بحت أصواتهم وهم ينادون لإنقاذهم مما حل بهم من ظلم في معيشتهم، والمتمثل في تدني رواتبهم التي أصبحت لا تنفعهم ولا تسترهم في ظل هذه الارتفاعات الجنونية في أسعار المواد الغذائية؟
هم لم يطالبوا بالمستحيل، بل مطالبتهم بما يبقيهم أحياء ومستوري الحال، وليس كما هو الحاصل لهم حاليًا.

أنقذوا هؤلاء الشريحة التي على أيديهم قفزت الدول القفزات الكبيرة.

يكفي الذل والإهانة لهم، وهم لا يستحقون إلا من يعرف ما يريدون، وما يريدون هو استحقاقات مشروعة ظلوا لسنوات يطالبون بها.

لو كنا في دولة أخرى غير هذه الدولة المنحوسة، لما رأينا كل هذا الظلم ينهال على مربي الأجيال.
لو كنا في دولة أخرى، كان يفترض بالمعلم آخر موظف بالدولة يطالب بزيادة في راتبه.

لكننا في بلد العجائب والغرائب، المسمى اليمن. ها هم التربويون يعاملون بهذا المعاملة غير الإنسانية.
فلنصحُ من غفلتنا وسباتنا العميق تجاه التربويين، ونعطهم حقوقهم المستحقة حتى لا نصبح أضحوكة للناس إن لم نكن قد صرنا كذلك.