د. علي عبدالكريم لـ"النداء": طوفان الأقصى تتويج لمراحل نضال الشعب الفلسطيني

ماذا بعد اليوم التالي؟ عبدالباري طاهر يستطلع آراء النخبة اليمنية تجاه القضية الفلسطينية (15)

عبدالباري طاهر وما بعد اليوم التالي - مع علي عبدالكريم
عبدالباري طاهر وما بعد اليوم التالي - مع علي عبدالكريم

في جحيم حرب الإبادة على غزة، والاجتياحات اليومية في الضفة الغربية من الجيش الإسرائيلي، وتمدد الاستيطان، طرحت أمريكا سؤال ما بعد اليوم التالي! وهو السؤال المطروح منذ العام ١٩٤٧، والقرار ١٨١ لا يعني غير التقسيم، ويتكرر عقب كل حرب.
ونضع اليوم تساؤلات أخرى:
ماذا بعد الانتفاضة الفلسطينية المسلحة في الضفة والقطاع؟
هل الدولتان حل؟
وماذا عن وضع فلسطينيي الداخل -أرض ١٩٤٨؟
وماذا عن حل لا يأخذ بعين الاعتبار وضعهم في ظل انتقاص المواطنة؟
وما هي رؤيتكم لما بعد حرب السابع من أكتوبر ٢٠٢٣؟
أسئلة طرحتها على قادة الأحزاب السياسية، وقادة الرأي في المجتمعين: المدني والأهلي والفاعليات السياسية وفي صفوف الشباب والمرأة في اليمن والمنطقة العربية.
وما دفعني لطرح هذه الأسئلة هو تسابق الدول الداعمة للحرب أو بالأحرى الأطراف الأساسيين في صنع أداة الحرب الدائمة -إسرائيل، منذ ١٩٤٨ وحتى اليوم.
وهنا أترك لأصحاب وصاحبات الرأي الإجابة، مع ملاحظة أن البعض أجاب على كل الأسئلة، واكتفى البعض بالإجابة على بعضها.
الشكر والامتنان للعزيز رئيس تحرير "النداء" الصحفي القدير سامي غالب، ولصحيفة "النداء" التي يتسع صدر صفحاتها دومًا لكل الآراء، والتي ستنشر تباعًا آراء النخبة اليمنية وردودها على الأسئلة.

 

 

تاليًا ردود وتوضيحات د. علي عبدالكريم،

وهو أديب وشاعر مثقف سياسي، أمين مساعد سابق في جامعة الدول العربية، عضو قيادي في حزب التجمع الوحدوي

بداية نقول بأن صعوبةً ما تكتنف موضوع الصراع العربي الفلسطيني وصعوبة التعامل معه بمنظور فكري لا يحمل طابعًا مغايرًا لما يتوجب تحليله لمكونات وتراكمات هذا الصراع الذي تأسست أسسه صهيونيًا، مما ترتب معه من حقائق مغلوطة ترافق معها قوة صهيونية وإعلام أمريكي غربي منحاز مصحوب بغطاء نازي لمحرقة بات على الفلسطيني تحمل آثامها وتداعياتها المفسرة للموقف الألماني، هذا الوجود المصطنع بجوهره الاغترابي عن المنطقة وشعوبها، لا يخلو من عناصر دراما فلسطينية عاشها ويعيشها شعب فلسطين منذ ردح من الزمن، عبر وجود كائن غريب تسنده قوة وقوى غاشمة مظلتها صهيونية عالمية مدعومة أمريكيًا وأوروبيًا، على القمة منها بريطانيا، ضمن سياج تغيب متعمد لحقائق المشكلة.

ولو أن الغرب عالج المشكلة اليهودية خارج المنطق والعقل، حين مارس الهولوكوست بعيدًا عن فلسطين، لما كنا أمام فصول مأساة تتكرر أجيالًا وأجيالًا، حتى فاض الكيل بالشعب الفلسطيني، ليقف أمام سؤال أبدي أكون أو لا أكون... حتى يستيقظ ضمير العالم ووعيه بعيدًا عن التزييف ومغالطات حقائق التاريخ والوجود على الأرض، كما صاغ مفرداته العقل، مقابل مغالطات الطرح الصهيوني الهادف للسيطرة على الأرض والتهجير الممرحل للشعب الفلسطيني من أرضه، وإخلاء جغرافيته منه تبعًا لنظرية النقاء العنصري جوهر الصهيونية الأساس بشكل عمدي، ليصبح الضحية جلادًا والجلاد ناهب الأرض ضحية. تلك نقطة انطلاق صاغتها المقاومة لا بديل عنها... هنا تحديدًا نحن نقف أمام تحول جذري، فما جرى ليس عابرًا، إنه حدث يعيد صناعة وصياغة عالم بشكل مستجد، وبالتالي فما بعده سيكون بالتأكيد الأفضل المترجم لتضحيات حرب.

إنجازات غزة لم تكن خارج العقل والمنطق، أو خارج البناء التراكمي لتاريخ الصراع حاضرًا ولا ماضيًا، بل هي إنجاز يتم التوقف أمامه بجدية خلافًا لقراءات مراحل الصراع طيلة مراحله، بالطبع مع من استحقاقات باتت وجوبًا لعلاج الإشكال من جذوره. هنا سيقف الكاتب المؤرخ أو المحلل السياسي، كما يطلقون عليه، أمام ما جرى ويجري بهذه القوة وبهذا العنف عن الحقيقة، وسوف يبح، وسوف يتساءل عما جرى للتاريخ من تزييف، ولمَ التاريخ إذن إن كان مزيفًا؟ أي لماذا تتبدل أحوال الشعوب، ولا تستقر على حال، حيث ينظر للتاريخ كحلقات متواصلة قديمه وحديثه، كتسجيل ونقد لما أنتجه العقل البشري من توجهات وسياسات تنتقل بقضايا الإنسان من النقيض إلى النقيض، ومن ثم إلى المأمول المركب منها.

هذا التعقيد المتزايد هل يرتبط بالعقل فقط، أم بالإنسان وتناقضات مصالحه ومصالح وجوده، وكيفية ترتيب علاقته بالآخر؟ هنا جرت المعضلة التي تولدت مع قراءات للتاريخ اعتمدها فكر أساسه التفرد الصهيوني القائم على رفض وعدم قبول الآخر، وصولًا لعزله، وتهجيره، وإلغاء محطات وجوده، وصولًا لقتله وإلغاء وجوده كتاريخ وشعب... تلك هي المعضلة التي تقود وتوجه حرب غزة صهيونيًا استعماريًا، بينما يقف شعب فلسطين وله قراءته ومفهومه الخاص والمنطقي منطق الحفاظ على البقاء، وتجاوز معادلات رافقت مسيرته أجيالًا وعقودًا أطل عليها العالم مرغمًا، ليصبح مطالبًا بالحل، وعلى قناعة تامة بأن لا بديل عن ضرورة تملك من لا يملك استعادة حقه طالما كان هو صاحب الأرض الأساسي، حتى وإن ظل لفترة لا يمتلك عنصر القوة وقوة فعل العقل... تلك كانت المفاجأة التي أضاعت دولة الكيان عن صوابها، وبالتالي تلك كانت اللحظة الغزاوية التي طرحتها عبقرية المقاومة عبر مفاجآتها المرتكزة على مبادئ التمسك بالسيادة، بالبقاء على الأرض، داخل وطن سيادي، وليس داخل جيتو بنته وشيدته قوى خارجية على حسابه وحساب تاريخه ومصالحه الوجودية، اعتمادًا على تشابك مع قراءات مغلوطة غارقة بقراءات تلمودية إمبريالية صهيونية.

هكذا كان الأساس التاريخي، وهكذا صنعت غزة مفاجآتها، لتصوغ مفردات معادلة حرب السابع من أكتوبر، لتصب لمجرى جديد مغير لكل المفاهيم الغابوية التي صنعتها قراءات صهيونية كل أساساتها الدعائية المضللة مدعومة بقوة غاشمة أساسياتها توسعية تخدمها إمبراطورية مالية صهيونية متعولمة. هكذا وضع إنجاز غزة دولة الكيان والعالم أمام استحقاقات وجوبًا بات التعامل معها ضرورة كي يبقى شعب فلسطين حيًا على الأرض التي تنتمي إليه وليس لغيره... قالت غزة زمن النكبات ولى... صاغت للعالم معادلة جديدة تقوم أسسها على ضرورة الانتقال من مجرد الناصح إلى موقف جاد ومسؤول يتبنى حلًا يدعو لوضع نهاية لصراع يتطلب حلًا جذريًا، لا مجرد لفتة جبر خاطر مرضاة لتضحيات شعب فلسطين الصامد أمام حروب إبادة ومشاريع تهجير موقف بتبني وفق حلول يتوصل لها مؤتمر دولي حقيقي للسلام العادل، مضمون بقرارات أممية ضمن الفصل السابع متبوع أسسه الإلغاء والتهجير القسري.

العالم بات مطالبًا بالحل الجذري، تجاوزًا لكل ما اكتنف موقفه من تناقضات تتناقص مع مصالحه للسلام العادل، لأن للسلام شروطه وآليات دعمه، هكذا يقول ويطالب صمود غزة وشعب فلسطين بأن لا حل غيره. بات المجتمع الدولي مطالبًا بالخروج من ثكنة صمته المريب إلى معمعة المشاركة الملزمة لسبل الحل نسأل كيف؟ سنأتي على ذلك، لأن معادلة صمود غزة وإبداعاتها قد أخرجت دولة الكيان عن صوابها، وباتت مجرد قاتل، تمامًا كشيلوك، كان يضحك وهو يرى الدماء تسيل، بات مجرد لص ينهب ويقتل، قد أسقطت غزة من يديه زيف ادعاءاته، إذ إن ما أحدثته صدمة غزة من جديد تمثل بالإصرار على البقاء على الأرض واستعادة المسار للطريق الصحيح لاستعادة حقه وأرضه وسيادتها، مدعومًا برأي عام عالمي مغاير لرأي عام عالمي استعاد تدريجيًا الوعي المفقود سقوطًا تحت آلة إعلامية دولية تزيف الحقائق والتاريخ معًا، متبوعًا بما جرى من تلاعب وتغييب لحقائق الصراع، بعيدًا عن الحقيقة، وإبعادًا من زيف إعلام ومفرداته الصهيوأمريكية الفجة المنحازة مع ما رافقها من بروز تحولات ملحوظة تتزايد للرأي العام العالمي خرج عن طوق الحصار والخداع الصهيوني تغييبًا لأسباب وجوهر الصراع الفلسطيني الصهيوني.

غزة على الأرض أوجدت صدمة، أوجدت معجزة، أنجزت مهمة تاريخية جديدة سنقف عليها خلافًا لمرئيات وقراءات تلمودية تنفي وجود شعب بأرض فلسطين. غزة صنعت معادلة لمشروع تحرر وطني أمام مشروع متصهين تقوم ركائزه على منهجية حروب مستمرة لإبادة الشعب الفلسطيني عبر وسائل التمدد الاستيطاني وإنهاء قضيتهم الوطنية، عناوينها شعب وأرض ودولة وتاريخ متأصلة بالأرض جذورها بدلًا من تاريخ أسطوري، إخلاء قطاع غزة بالكامل، وجعلها غير صالحة للحياة. إسرائيل فقط لها حق السيادة والوجود، وحق حفظ الأمن. حتى السلطة الفلسطينية باتت ينظر لها خارج معادلة الحل السياسي، وشعب فلسطين مجرد رعايا بدولة الكيان إن لم يكن فالتهجير هو البديل لدول الجوار أو دول البحر المتوسط ودول أوروبا أو المحيط، أو فليتحمل العالم توزيع من تبقى على أراضيه.

هنا وضعت غزة أمام خطر محدق بالعالم كله، وليس بالمنطقة وحدها، إذا ترك الحبل على الغارب تشده وترخيه دولة الكيان كما تريد، بدعم أمريكي. من هنا تتبين طروحات من النيل للفرات، ومشروع قناة بن جوريون. تلك أفكار لم تأتِ من فراغ، ولكنها جزء أساس ثقافي صهيوني منتج من معتقد ديني متطرف متوافق بأسسه مع رؤية استعمارية أوروبية داعمة أساسها سايكس بيكو وما قبلها وما بعدها، وآخرها هرطقات أصوات وأموال صهيونية أمريكية تهيمن على توجهات البيت الأبيض ومجلسيه، ووفق حسابات صراع الحزبين على قيادة البيت الأبيض، حتى آخر طفل فلسطيني. دعك من ترهات وفهلوة كتالوج حل الدولتين، مجرد لهو ولغو يرمى به ذرًا للرماد على العيون... هذه هي الصورة المكبرة للصراع وجوهره استعادته غزة، وصنعت معجزة التحدي.

دعنا نلج باقي النقاط التي أثارتها المقدمة، حيث نرى أن المقاومة الفلسطينية كانت برنامجًا مغايرًا للمألوف من جوهره وأسسه وما واجهه على الأرض من تعقيدات ألحقت أضرارًا بعلاقات المقاومة مع محيطها العربي وفق تناقضات المراحل بسماتها، لكن المقاومة ظلت عنوانًا لا يمكن سقوطه حتى كانت قمة العطاء الذي كان تعبيره الأرقى ما أنجز على الأرض يوم السابع من أكتوبر.. سنترك جانبًا ما يثار هنا وهناك من سهام طائشة تطال المقاومة، بخاصة جانبها الحمساوي، فهذا ليس وقت الالتفات لمثل هذه الترهات، ولكن ليس الإهمال. ولكل حادث حديث دعمًا لكل ما من شأنه تعزيز تلاحم ووحدة قوى المقاومة الفلسطينية حول برنامج عمل وطني مشترك تشكل إنجازات غزة سبيله المستقبلي وطريقه.

بالنسبة لإشكالية شعب فلسطين الداخل، وما اصطلح على تسميتهم إكراهًا وتزييفًا "عرب الداخل/ عرب 48/ عرب فلسطين"، حيث حولهم العدو الصهيوني مجرد أبارتهايد منعزل تجب إبادته، ينظر لهم حتى اللحظة كداء يجب بتره.. إذن هي حلول قادمة لا ترقى لما صنعته وأنجزته غزة، لن يكون إلا حلًا تضليليًا، لذا فإن أي حل قادم يقدم مفهومًا عبثيًا، يعتبر مرفوضًا فلسطينيًا، هذا المفهوم العبثي الهزلي سيتم فلسطينيًا تجاوزه، وذلك يتطلب بالضرورة موقفًا عربيًا مساندًا وداعمًا، لأن أي تعامل كما تلوح به دولة الكيان وداعموها مرفوض، وثانيًا سيكون مرفوضًا فلسطينيًا وعربيًا، وإلا ماذا تعني إذن تضحيات غزة وشعب فلسطين الأخيرة، وحرب الإبادة التي تشنها دولة الكيان ليست خارج السياق التاريخي، ليرى العالم الأمور أخيرًا خارج النص الصهيوني، لنص إنساني، ليسند العالم خيارات تخدم استقراره ضمن ديالوج عيش مشترك، كما يقرر العالم، وليس كما تقرر دولة الكيان. هل لايزال ذاك ممكنًا ولا حلول وسط هنا؟ هل في ذلك ما يخالف التاريخ؟ هنا نقف أمام سؤال: من يقرر مسارات التاريخ؟ ومصالح الشعوب تجاوزًا لقانون الفرض للأقوى يحق له التوسع وسياسات الاستيطان والاستيلاء على أراضٍ تجري مصادرتها قسىرًا وجبرًا.

هنا تتجلى قيمة إنجاز غزة التي وضعت الجمع أمام مسؤولياته التاريخية، فالمحيط العربي بات مطالبًا بألا يصير مكبًا يرمى إليه ما تبقى من شعب فلسطين سواء إليه أو لدول الجوار؛ مصر، الأردن، لبنان، سوريا، جميعها باتت على مذبح الحل باليد الصهيونية الأمريكية. باقي العالم بات مطالبًا باستيعاب الفائض من زوائد فلسطينية، كما تقرر إسرائيل، كما تتصور تحقيقًا لحلم صهيوني كاذب، وحتى يضحك أخيرًا شيلوك بالشرق الأوسط الجديد المصنوع من رذالات مشروع الشرق الأوسط الجديد، وترنيمة الفوضى الخلاقة، وحفلات الرقص على مراقص وكنيست الإبراهيمية الجديدة.

هذه هي الصورة التي لوح بها نتنياهو من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، لا مكان فيها لشعب فلسطين وحقه بدولة مستقلة وعاصمتها القدس.

انتهى اللعب على الحبال.. ما مارسه شعب فلسطين على أرض غزة، يعتبر إنجازًا يتوج كل مراحل نضال الشعب الفلسطيني، أوقف العالم كله أمام استحقاقات لا بديل عنها، عناوينها ما يلي:

لا للإبادة.

لا للتهجير أيًا تكن مسمياته.

لا بديل عن تحمل المجتمع الدولي دوره بعيدًا عن ضبابية المواقف، إدراكًا مع تبايناتها. والنظام الرسمي العربي بات مطالبًا بالانتقال من مربع السياسة الباهتة إلى مربع خلق ممكنات الحل، وتأكيدًا لا يفتقد عناصرها بالمعنى المطلق لها، ولكن مع ضرورات أن يترافق معها عناصر لقوة الدفع لكافة الساحات حتى يعود الكل لرشده.

هي مسارات تتضمن أفكارًا طرحناها ضمن قراءات قد تتعدد بالضرورة، لكن بالضرورة ستصب في مجرى توليد مشروع دعم حقيقي مساواة في القوة والاتجاه سواء مع المقاومة أو مع دول الطوق. فما أحدثته حركة المقاومة من إنجاز على الأرض ينبغي البناء عليه، بعد المحافظة على جوهره وما سال من دماء حفاظًا على الوجود ترعاه جغرافيا مطلوب إعادتها تتطلب بالضرورة قوة تحميها، قوة غابت حبيسة تناقضاتها فلسطينيًا، وضمن برنامج مدروس، بعيدًا عن منطق التردد والارتهان على من لا يمكن أن يعتد به أو الاعتماد عليه، بخاصة الداعم الأساسي للكيان؛ الولايات المتحدة، بشكل منحاز لدرجة الجنون.

إنجاز غزة غادر حافة التيه قراءة التاريخ بشكل اعتباطي أهوج بات مدركًا أن عليه أن يقدم قراءاته الخاصة التي رأت أن اليوم التالي لا يعنون خارج الدار، ولكنه كامن داخل عقل وإرادة من يسكنه، بديلًا عن التوهان بحثًا عما يعنيه ما بعد غزة أساسه وقف دائم لإطلاق النار، يتبعه الدخول في مراحل حل سياسي شامل كما ذكرنا في سياق الكلام.