رسالة إلى اللجنة التحضيرية العليا لانتخابات اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين

رسالة إلى اللجنة التحضيرية العليا لانتخابات اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين

البدايات الخاطئة تؤدي إلى نتائج فادحة
* محمد ناجي أحمد
منذ الانتخابات الأخيرة التي أجريت قبل 5 سنوات، أي في المؤتمر التاسع، ذلك المؤتمر الذي كان تتويجاً للأخطاء، حين تم التصويت على نظام أساس، فيه بعض التعديلات التي تم التصويت عليها ومخالفتها في نفس المؤتمر، وقتها كان رد "الأمين العام" للاتحاد "هدى أبلان" على تلك التجاوزات المتمثلة بترشيح وفوز من لا يحق لهم الترشيح إلى المجلس التنفيذي، تمثل ردها بقولها: "المهم العمل وليس النظام". ولأنهم قد دشنوا عملهم بالتجاوزات، فإن الاتحاد بأمانته العامة لم يكن لديهم من هم سوى التفرغ لصرف أموال الاتحاد وسوء استعمالها بطريقة تنم عن عدم اهتمام هذه الأمانة بالشأن الثقافي، وتفرغت من وقتها لإدارة صراعات شخصية، خاصة وأن أعضاء الأمانة العامة كلهم ينتمون إلى "جوكر أزرق" بدأ فوزه على "الجوكر الأحمر" منذ المؤتمر السابع المنعقد في 1997، ولأن الفوز هنا لم يكن أكثر من عملية إحلال وتورّث لكل سلبيات الدوافع السياسية لنشوء الاتحاد، فإن عملية الإحلال لم تكن مثيرة سوى لسقوط أيديولوجيا وصعود عصبوية أخرى.
ما الذي حدث في انتخابات
اتحاد الأدباء فرع تعز؟
انعقد المؤتمر العام التاسع لفرع الأدباء بتعز بتاريخ 21/11/2009، وذلك بدعوة اللجنة التحضيرية المتمثلة بعبدالله أمير، وعبدالله سلطان، وبشرى المقطري، وسلوى القدسي، وعبدالناصر اليوسفي، وعبدالقوي سالم. ولأن أعضاء اللجنة التحضيرية لم يكن في أذهانهم النظام الأساس المنظم لطريقة الانتخابات "السري المباشر"، فقد جاؤوا إلى الانتخابات دون أن يعنيهم وجود "كبائن" خاصة بالاقتراع، وكان بعضهم مبيتاً النية على أخذ تزكية القاعة، طالما دار اتفاق بين البعض على التزكية!
بدأت إجراءات المؤتمر بانتخاب هيئة رئاسة للمؤتمر ممثلة بالأستاذ محمد عبدالرحمن المجاهد ومحمد ناجي أحمد وسعاد العبسي، وبدأنا الأستاذ محمد عبدالرحمن المجاهد وأنا وسعاد، وكان اختيارنا لرئاسة "المجاهد" كرمز مؤسس للاتحاد وشخصية قومية وصحفية معروفة بريادتها.. بدأنا بإدارة فقرات المؤتمر، بدءاً من التأكد من النصاب القانوني، مروراً بتشكيل لجان الطعون وصياغة التقرير النهائي، ومن ثمَّ مناقشة التقرير المالي والثقافي والإداري الذي قُدِّم باسم الهيئة الإدارية السابقة، وهذه كانت أول مغالطة تقدم لمؤتمر الفرع، وكان يفترض بأعضاء الهيئة الإدارية المستقيلة أن ترفضه، طالما قدم باسمها، لكنهم صوتوا على ما جاء فيه! رغم أن الهيئة الإدارية السابقة كانت قد قدَّمت استقالتها قبل سنتين، مما كان يفترض بالأمانة العامة، العودة إلى الجمعية العمومية وإعادة انتخاب هيئة إدارية للفرع، طالما لم يبق في الهيئة الإدارية، سوى عبدالله أمير رئيساً للفرع، لكن الأمانة العامة استمرت، وبمخالفة واضحة للنظام الأساس، في التعامل مع عبدالله أمير باعتباره هو فرع تعز، مما يعني أن مجمل المصروفات للفرع كانت تصرف بطريقة شخصية، وكأنها أموال تخص الأمانة العامة والأستاذ عبدالله أمير!
وبالفعل بوعي وبغير وعي صوَّت الجميع باستثناء عضو فقط لا غير، على تلك الوثائق، دون ذكر دقيق لما حصل عليه فرع الاتحاد من أموال غير تلك المستحقات الشهرية، المرصودة من الأمانة العامة، على سبيل المثال مهرجان الفضول، كون هذا المهرجان كان سبباً جوهرياً في تقديم الاستقالات من أعضاء الهيئة الإدارية الأربعة، ليبقى "أمير هو الفرع، والفرع هو عبدالله أمير"، بعد أن تمَّت الموافقة على هذه التقارير، وبتواطؤ جمع المصلحة والجهل في أرضية واحدة، بدأت هيئة الرئاسة بفتح باب الترشح للهيئة الإدارية، والملاحظ أن كل الخطوات السابقة تمت إدارتها بالتعاون المتكامل بين الأستاذ محمد عبدالرحمن المجاهد ومحمد ناجي أحمد وسعاد العبسي، وعندما فتح باب الترشح للهيئة الإدارية، تسابق المرشحون لترشيح أنفسهم وأنفسهن، حتى بلغ عدد المرشحين 13 مرشحاً، وعندها طرح عبدالله أمير وعارف البدوي وعبدالناصر اليوسفي وسليمان القدسي ومندوب الشؤون الاجتماعية، مقترح تزكية "أمير" رئيساً للفرع على القاعة، ثم بعد ذلك يتم انتخاب بقية أعضاء الهيئة الإدارية. ولأنها سابقة خطيرة في تجاوز سافر واعتداء واضح على النظام الأساسي الذي ينص على الاقتراع السري المباشر لأعضاء الهيئة الإدارية المكونة من 5 أعضاء، والذين بدورهم يقومون بتوزيع المهام على أنفسهم بالتراضي أو الانتخاب.. فقد رفضتُ ذلك بعد أن بينتُ لبقية أعضاء هيئة الرئاسة أن هذا مخالف للنظام الأساسي، وقد كان موقف الأستاذ محمد عبدالرحمن المجاهد كما هو متوقع مع الالتزام بالنظام الأساسي، وقتها صعد عبدالله أمير مخاطباً لي وللأستاذ محمد عبدالرحمن قائلاً بأن المهم هو أن تتم تزكيته وليس الالتزام بالنظام، بل إنه قال بأنه هو النظام، وأن هذا الدفتر -مشيراً إلى النظام الأساسي- هو من وضعه، في ادعاء مضحك ومثير للشفقة، فحين يدعي أنه هو النظام، فإنه بذلك يعيد مأساة لويس الرابع عشر، فقد قالها كإرث طالما تأسس على نظرية الحق الإلهي، هذا الحق الذي سقط تحت أقدام "أصحاب السراويل القصيرة" واللامتسرولين –في إشارة إلى النبلاء والفقراء. أما "أمير" فرع الأدباء بتعز، فقد قالها بوعي مشيخي ينتصر لما يُقرره ديوان الشيخ، ولا يأبه بأنظمة وعقود تصاغ من قبل رطانة المثقفين! وحين تمسكت هيئة رئاسة مؤتمر الفرع على إجراء الانتخابات وفقاً للنظام الأساسي، أعلن أمير وقلة من الأعضاء المناصرين لتزكيته الانسحاب، وحين علم أن الأستاذ محمد عبدالرحمن المجاهد ومحمد ناجي أحمد والأستاذ ميفع عبدالرحمن المشرف على الانتخابات ممثل اللجنة التحضيرية العليا.. حين علم استمرارنا بإجراءات الانتخابات عاد واختطف حافظة الحضور بقوة من بين يدي ميفع عبدالرحمن، ثم أخذ الميكرفون من يدي وأغلقه، وقام مع مناصريه بإخراجنا من القاعة، في اعتداءات واضحة للنظام الأساسي، هذا النظام الذي تمَّ ركنه جانباً وإدارة الاتحاد منذ المؤتمر التاسع قبل 5 سنوات، بشكل فردي واستئثاري.
فهل تنتصر اللجنة التحضيرية العليا لهذه المؤسسة العملاقة بتاريخها ومبدعيها، وتعمل على تطبيقه، على الأقل في مواجهة الاعتداءات الأخيرة، التي صرح عبدالله أمير وموظف الشؤون الاجتماعية على الإصرار في اعتداءاتهم، إضافة إلى ما قام به كل من عارف البدوي وعبدالناصر اليوسفي وسليمان القدسي من إعاقة ومنع لسير إجراءات انتخابات فرع الاتحاد؟ هل أعتبر ما سطرته هنا بلاغاً للّجنة التحضيرية العليا لتضمه إلى ما نشرته صحيفة "الشارع" وصحيفة "حديث المدينة"، أم أن اللجنة التحضيرية التي تحوي في عضويتها أعضاء الأمانة العامة، سيتخذون موقفاً سلبياً تجاه هذه الاعتداءات، لنقول بعد ذلك بأن البدايات الخاطئة أدت إلى سلسلة أخطاء ومخالفات لم تنته ولن تنته عند ما جرى في انتخابات فرع تعز المؤجل بسبب ما ارتكب جهاراً ونهاراً ضد نظامه الأساس، وضد غالبية أعضاء الجمعية العمومية الذين رفض غالبيتهم ذلك السلوك الشائن، وتمسكوا بحقهم في انتخاب من يرون وفقاً لاقتراع سري ومباشر؟